لا لتدمير أطفالنا.. وقف "محمود" شامخا لتحية العلم.. جاءته "ضربة قلم" من حيث لا يدري

كتب: سمر عبدالرحمن

لا لتدمير أطفالنا.. وقف "محمود" شامخا لتحية العلم.. جاءته "ضربة قلم" من حيث لا يدري

لا لتدمير أطفالنا.. وقف "محمود" شامخا لتحية العلم.. جاءته "ضربة قلم" من حيث لا يدري

وسط ضجيج التلاميذ فى طابور الصباح، وميكروفون الإذاعة المدرسية، ودقات طلاب الفرقة الموسيقية على الطبلة إيذاناً ببدء نشيد «بلادى»، وبينما تأهّب الجميع لوضعية الثبات احتراماً وتقديراً لتحية العلم، نزلت «ضربة قلم» على وجه محمود أحمد الطحاوى، الطالب فى الصف السادس الابتدائى بمدرسة الوحدة المجمّعة للتعليم الأساسى فى مدينة سيدى غازى بكفر الشيخ، فهدأت جميع الأصوات، وتوقفت كل الحركات، وتهدجت الأنفاس اندهاشاً من الموقف الذى يحدث لأول مرة داخل حرم المدرسة.

فوجئ «محمود»، أثناء وقوفه فى الطابور المدرسى بقيام والد ووالدة أحد زملائه فى المدرسة بصفعه على وجهه بالقلم عدة مرات، لينهار أمام زملائه ومدرّسيه الذين وقفوا متفرجين إلا واحداً تعرّض هو الآخر للاعتداء: «ضربونى وسط الناس ومحدش اتكلم ولا نطق، أنا مش هروح المدرسة تانى، لأنى اتهزأت قدام صحابى».

يروى والده أحمد الطحاوى، الموظف بسنترال كفر الشيخ العمومى، تفاصيل الواقعة التى تعرّض لها ابنه داخل المدرسة: «كنت فى شغلى ولقيت زوجتى بتتصل بى وتقول لى الحقنى، ابنك جاى مضروب وهدومه مقطعة ومنهار، عشان ولىّ أمر تلميذ وأمه ضربوه فى طابور المدرسة، سبت شغلى وجريت عليه، قال لى إن والد ووالدة واحد زميله اتهموه بإنه ضرب ابنهم وجُم ضربوه وسط صحابه».

يُبدى «الطحاوى» اندهاشه من الواقعة قائلاً: «ازاى ولىّ أمر يقتحم المدرسة فى الطابور، هو ومراته، إزاى المدير مايقفلش الباب ويطلب النجدة، أنا طلبت الإدارة التعليمية جالى وكيلها، وكان رد فعله سلبى، قال لى الناس كلها بيحصل معاها كده ودول ولاد صغيرين، اكتب لى مذكرة باللى حصل، فكتبت مذكرة، لكن رده ماعجبنيش، خدت ابنى وطلعت على نقطة شرطة سيدى غازى، وحررت محضر رسمى باللى حصل».

وأوضح «الطحاوى» أن ابنه تعرّض لإيذاء نفسى وبدنى أمام زملائه، وأن مدرّسيه لم يتحركوا للدفاع عنه: «ابنى اتضرب قدام كل الناس، وأم التلميذ اللى ضربته قالت له أنت ضربت ابنى وأنا رديت لك الضربة قدام الناس كلها، ده كلام يا ناس، أنا مش عايز غير حق ابنى»، مؤكداً أنه «بعد تحرير محضر فى قسم الشرطة تحركت الإدارة التعليمية، وحررت محضراً ضد ولىّ الأمر وزوجته، واتهمتهما بالدخول إلى المدرسة والاعتداء على تلميذ ومدرّس كان بيدافع عن ابنى أثناء الواقعة التى شهد عليها الجميع».

مدير الإدارة التعليمية: تحقيق مع مدير المدرسة والإشراف

أكد السيد الشافعى، مدير إدارة سيدى غازى التعليمية، أنه جارٍ حالياً التحقيق مع مدير المدرسة والإشراف ومسئول الأمن فيما حدث، وستتم محاسبة المقصرين، موضحاً أن الواقعة حدثت قبل الطابور مباشرة، وأن ولية أمر التلميذ المعتدية على تلميذ آخر دخلت مع ابنها، وفوجئ الجميع بقيامها بضرب التلميذ، ولم يستطِع فرد الأمن الإمساك بها، لكن تم إبلاغ جميع الجهات وتحرير محضر فى الشرطة، وعمل مذكرة عرض على وكيل وزارة التربية والتعليم، قائلاً: «لن نسمح بإهانة أطفالنا، واتخذنا جميع إجراءاتنا».

كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.

ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.


مواضيع متعلقة