لا لتدمير أطفالنا.. مادفعتش فلوس الدرس.. 3 ضربات بعصا غليظة على أطراف أصابع "هبة"

كتب: ندى نور

لا لتدمير أطفالنا.. مادفعتش فلوس الدرس.. 3 ضربات بعصا غليظة على أطراف أصابع "هبة"

لا لتدمير أطفالنا.. مادفعتش فلوس الدرس.. 3 ضربات بعصا غليظة على أطراف أصابع "هبة"

ترددت كثيراً قبل أن تذهب إلى المعلم الذى نادى اسمها بصوت مرتفع عدة مرات. بخطى متثاقلة توجهت نحوه مرتعشة، فهى تعلم أن العصا الغليظة التى يحملها تحت إبطه ستنزل على أطراف أصابعها عقاباً لها، وقد حدث ما توقعت، فتحت كف يدها الصغيرة وهى مغمضة العينين خوفاً ورعباً، وحصلت على 3 ضربات متتالية، لكنها كانت أعنف من سابقتها، حيث أدت إلى احمرار يدها وتورمها.

فى مدرسة الإمام على النموذجية، فى منطقة الدقى، تجرّد معلم لغة عربية ودراسات اجتماعية ودين من مشاعر الرحمة، وانهال بالضرب على الطفلة هبة محمد، الطالبة فى الصف الخامس الابتدائى، ليس لتعثرها الدراسى أو لنسيان أحد أغراضها، بل لتأخرها عن سداد ثمن الدرس الخصوصى!

تروى وفاء رمضان، والدة الطالبة «هبة»، ما حدث مع ابنتها قائلة: «المدرس فضل يضرب فى بنتى لحد ما ورّم إيديها من الضرب، علشان اتأخرت فى دفع فلوس الدرس، ودى مش أول مرة تحصل، دايماً بيعمل معاها كده ومع زمايلها، وبيسبب لهم حالة من الرعب، وبيجبرهم ياخدوا درس خصوصى».

منذ الواقعة التى حدثت معها دخلت «هبة» فى وصلة من البكاء، تغلق على نفسها باب غرفتها وترفض الذهاب إلى المدرسة، ورغم محاولات والديها لتجاوز الموقف فإنها تضررت نفسياً وتخشى الذهاب إلى المدرسة، وهو ما دفع والديها إلى اتخاذ إجراءات للمطالبة بحق ابنتهما، وحسب والدتها: «عملت محضر رقمه 17536، فى قسم شرطة الدقى، غير شكوى فى الإدارة التعليمية التابعة لإدارة الدقى تحمل رقم 163، علشان أرجّع حق بنتى، وكيل الإدارة التعليمية اهتم جداً بالموضوع».

كانت الإصابات التى لحقت بالطالبة عبارة عن كدمات وتورم بالأيدى، استدعت خضوعها للعلاج، بالإضافة إلى مشكلات نفسية لحقت بها، ذعر ورعب إثر التعنيف، كما ذكرت الأم: «ضربها بالعصاية 3 مرات، وكان هيضرب تانى لولا الدادة دافعت عنها». تم تحويل المعلم للتحقيق فى الواقعة بعد الشكوى التى قدمتها والدة الطالبة، عقب الضرب المبرح الذى تعرضت له أثناء اليوم الدراسى فى حصة اللغة العربية.

خبير: مطلوب إجراء كشف نفسى للمدرسين

علق الدكتور مجدى حمزة، الخبير التربوى، على وقائع عنف المعلمين ضد الطلاب، وعدم قدرة المعلم على المعاملة التربوية والتواصل مع الطلاب بطريقة سليمة، لعدم وجود دورات تدريبية للمعلمين، مؤكداً أن تكرار هذه الحوادث يرتبط بعدم وعى بعض المعلمين بالمعاملة التربوية والنفسية للطلاب، مضيفاً أنه يجب أن لا يتحول العنف فى المدارس إلى الوسيلة الوحيدة للعقاب، ويجب أن نبحث من خلال علماء علم النفس والتربويين عن أسباب انتشار ظاهرة العنف المدرسى، ورفع مستوى المعلم من خلال الدورات التدريبية، ووضع لوائح بالمدرسة تجرّم العنف، سواء من الطالب أو المعلم.

ولفت «حمزة» إلى ضرورة إجراء اختبار نفسى للمعلمين، للتأكد من أن المعلم مؤهل للتدريس، فالتأهيل النفسى والتربوى من الأمور المهمة.

كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.

ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.


مواضيع متعلقة