لا لتدمير أطفالنا.. ولما أغلقت المعلمة الباب على يد "سيد".. قالت: "حصل خير"

لا لتدمير أطفالنا.. ولما أغلقت المعلمة الباب على يد "سيد".. قالت: "حصل خير"
- الأطفال
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الصغار
- مشاكل نفسية
- لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الأطفال
- الأطفال
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الصغار
- مشاكل نفسية
- لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الأطفال
أيقظت طفلها فى الصباح الباكر وحايلته لارتداء ملابسه والذهاب للمدرسة، التى تتبدل ملامحه بسماع اسمها، فأيامه القليلة بها تركت ذكريات أليمة داخله، وكانت كفيلة بالنفور منها والتعليم بشكل عام، فبها توارى خجلاً من بلل ملابسه نتيجة تجاهل طلبه بالذهاب إلى دورة المياه، وهو ابن الـ4 سنوات، وعاد منها بقطع فى ذقنه تطلّب زيارة الطبيب لخياطته، ورغم شكوى والدته لإدارة المدرسة من الإهمال، فإن التجاهل كان حليفها.
ذهب الجد والجدة لاصطحاب «سيد» من المدرسة كعادتهما اليومية، لكنهما فوجئا بعدم وجوده، وكلمات نزلت كالصاعقة على آذانهما: «سيد فى المستشفى، ودقايق وجاى»، لم يكن أمامهما سوى الانتظار، وإبلاغ ابنتهما بضرورة الذهاب للمستشفى حيث يوجد «سيد»، لكن الدقائق المعدودة امتدت إلى 3 ساعات، وكانت الصدمة بظهور مُدرسة الفصل وملابسها ملطخة بالدماء، مرددة كلمات مقتضبة: «حصل خير»، أما «سيد» فكانت يده مشوهة؛ جروح وقطع بالأصابع وبدون أظافر.
«ابنى الميس قفلت الباب على إيده، وعُقَل صوابعه انقطعت وضوافره اتشالت»، كلمات صرحت بها ماجدة سيد، لتنفث عما بها من مشاعر غضب، معددة وقائع الإهمال التى اصطدمت بها منذ إلحاق «سيد» بالمدرسة: «من أول ما دخّلنا الولد المدرسة وبيعانى من الإهمال، وكل يوم بلفت نظرهم فى المدرسة، من تانى يوم لقيته عامل حمام على نفسه، وتانى أسبوع وقع من على الكرسى ودقنه اتخيطت»، وحاولت التواصل مع إدارة المدرسة والمديرة المسئولة عن مرحلة رياض الأطفال لفهم ملابسات الأمر، لكنها فوجئت بردها: «اللى عندكم اعملوه».
سيد حاتم عاصم، صاحب الـ4 أعوام، تعرّض للحادث الأليم، وفقد أطراف أصابع يده، داخل إحدى مدارس اللغات، التابعة لإدارة الهرم، بعد أن أحكمت إحدى المعلمات غلق الباب على يده، تروى والدته: «اللى حصل إن سيد كان عايز يروح الحمام، قال للمدرسة، وكان ساند على الباب، قامت قفلته، ولما سألته مين الميس اللى عملت فيك كده يا حبيبى؟ قال اللى بتعدّنا كل يوم، وبتاخد الغياب».
رفضت إدارة المدرسة إعطاء أهل الطفل الإشاعات و«الروشتة»، التى وصفها الطبيب لحالة «سيد»، ما جعل والدته تحرر على الفور محضراً لإثبات الحالة، وبعد إجراء الكشف الطبى عليه، تبين أن الطفل «يعانى من جروح قطعية بالسبابة والبنصر، فى أصابع اليد اليسرى، بالإضافة إلى وجود خلع بالأظافر».
تنوى والدة «سيد» تصعيد الواقعة، وتوصيلها إلى كل مسئول: «مش هسكت، هوصل صوتى لوزارة التربية والتعليم عشان آخد حق ابنى».
فحص الحالة النفسية والسلوكية للمعلمة ضرورى
يفسر طه أبوالحسن، أستاذ علم النفس، عنف المعلمة تجاه الطفل «سيد»: «تعود الضغوط النفسية إلى مشكلات قد تكون اجتماعية أو اقتصادية وينتج عنها انفجارات، لذا يجب فحص الحالة النفسية والسلوكية للمعلمة، فالواقعة قد تكون نتيجة علاقات عدوانية منطوية وخصومة أو كره».
وأشار «أبوالحسن» إلى أن الطفل لا يتحمل مثل هذه الشحنات العدائية ضده من أشخاص يمكن وصفهم بالحمقى والسفهاء، مضيفاً أن العقوبة المنتظرة لهذه المعلمة هى السجن والعقاب الرادع.
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.