لا لتدمير أطفالنا.. «روان» انضربت فى مدرستها لأنها «بنت البواب».. إحنا آسفين يا «روان»

لا لتدمير أطفالنا.. «روان» انضربت فى مدرستها لأنها «بنت البواب».. إحنا آسفين يا «روان»
- الأطفال
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الصغار
- مشاكل نفسية
- لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الأطفال
- الأطفال
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الصغار
- مشاكل نفسية
- لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الأطفال
فى صباح يوم جديد، ارتدت الطفلة «روان» زيها المدرسى، وضعت حقيبتها على ظهرها، وخرجت لتودع والدها الذى يجلس فى مدخل العقار على كرسيه الخشبى كعادته، قبلها من جبينها ودعا لها بالتوفيق، ردت بقبلة على يده وانطلقت فى طريقها إلى المدرسة، تحلم بيوم جميل تكافئها فيه معلمتها التى تحبها وتعرف أنها ابنة «عم محمد البواب».
لم يكن يوماً عادياً فى حياة الصغيرة «روان» التى تعرضت لصفعة قوية من زميلتها «شهد» إثر خلاف بسيط نشب بينهما، لم ينته الموقف عند ذلك إذ فوجئت فى نهاية اليوم بوالدة «شهد» تعنفها على الشجار مع ابنتها وتضربها أمام زميلاتها، ليس هذا فقط بل قللت منها بقولها: «انتى يا بنت البواب تضربى بنتى اللى أبوها مهندس بترول».. وزاد الطين بلة ما فعلته المديرة والأخصائية الاجتماعية لإرضاء ولية الأمر: «شهد لو ضربتك بالجزمة.. ماتشتكيش».
فى مساء يوم معتم، ملبد بغيوم الظلم والإهانة، رقدت «روان» على فراش المرض فى مستشفى الطلبة فى سبورتنج بالإسكندرية، أغلقت عينيها وشكت لربها ما تعرضت له من ظلم: «أبويا بيشتغل بالحلال، أبويا مايعيبوش حاجة». روان محمد، طالبة فى الصف الرابع الابتدائى، بمدرسة عمر مكرم الابتدائية التابعة لإدارة المنتزه التعليمية فى الإسكندرية، تعرضت لاعتداء بدنى ونفسى فى المدرسة، تحكى عنها بصوت منخفض مكسور: «شهد حطت صباعها فى عينى، وأمها ضربتنى على صدرى والأخصائية كمان ضربتى على ضهرى، وعايرتنى بأبويا، قالت لى أبوكى خدام ودى أبوها مهندس بترول». الأخصائية الاجتماعية تمادت فى انحيازها لـ«شهد» وعدوانها على «روان»، فحين ذهب والد «روان» إلى المدرسة، ليشكو ما تعرضت له ابنته، عاملته بطريقة سيئة، وحسب الأب: «عاملتنى بطريقة وحشة وسابتنى واقف على باب أوضتها أكتر من ساعة، كأنى باشحت منها». أما «روان» فتم احتجازها فى قسم النفسية والعصبية بمستشفى الطلبة، بعد أن أكد الأطباء أنها تحتاج إلى كورس علاج يستمر فترة طويلة، ويحتاج إلى تكاليف باهظة.
على مواقع التواصل الاجتماعى، وجدت «روان» دعماً وتعاطفاً لم تجده فى مدرستها، فبعد أن بادر شخص برواية تفاصيل الواقعة التى تعرضت لها، انطلق هاشتاج «#عايزين_حق _روان»، مطالبين الإدارة التعليمية فى المنتزه بالإسكندرية بفتح باب التحقيق ومحاسبة المخطئين، فيما أكد المحامى الذى تطوع بعمل محضر تمت إحالته إلى نيابة المنتزه، أن حق «روان» القانونى لن يتركه بعد استدعاء التقارير الطبية التى تثبت حالتها.
إلغاء تكليف المدير ووقف الأخصائية الاجتماعية
أصدرت مديرية التربية والتعليم فى الإسكندرية، قراراً بإلغاء تكليف مدير مدرسة عمر مكرم الابتدائية المسائية بإدارة المنتزه، لما نُسِب إليه من قصور فى أداء مهامه وواجبه الوظيفى، واستبعاد الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة لحين انتهاء التحقيقات فى واقعة «التعدى على الطالبة روان».
وأوضح يوسف الديب، وكيل مديرية التربية والتعليم، أنه جرى إحالة والدة الطالبة «شهد» إلى لجنة الحماية المدرسية لتطبيق اللائحة ودراسة إمكانية نقل ابنتها من المدرسة من عدمه.
وأكد «الديب» أنه جرى تكليف الإدارة بزيارتها ومتابعة الحالة بشكل مستمر، منوهاً إلى أولياء الأمور بعدم التعدى على الطلاب والتلاميذ بالمدارس، وترك الإجراءات التربوية للمعلمين والتربية الاجتماعية ومديرى المدارس.
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.