لا لتدمير أطفالنا.. "علقة ساخنة" في ورشة تحول طفلا من "صبي" إلى صاحب عمل

لا لتدمير أطفالنا.. "علقة ساخنة" في ورشة تحول طفلا من "صبي" إلى صاحب عمل
- لا لتدمير أطفالنا
- جرائم العنف ضد الأطفال
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الأطفال
- تعذيب الأطفال
- العنف ضد الصغار
- لا لتدمير أطفالنا
- جرائم العنف ضد الأطفال
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الأطفال
- تعذيب الأطفال
- العنف ضد الصغار
جروح متفرقة بالذراع وباقى مناطق الجسد، وكدمات تميل إلى اللون الأزرق القاتم رغم مرور وقت طويل على حدوثها، تُذكِّره دائماً بحجم العنف الذى تعرّض له على يد صاحب العمل، دون أن يشكو لأحد أو يفكر فى الاعتراض، لولا أن سمع بأذنيه إهانة والدته وسبِّها، وقتها لم يتحمل، فقرر ترك العمل.
فى ورشة حدادة عمل فارس ربيع، 12 عاماً، للإنفاق على أشقائه الستة، رغم أن ترتيبه بينهم الرابع، فتحمّل صعوبة العمل وقسوة صاحبه، الذى كان لا يتوانى عن ضربه بشدة على الظهر والكتف إذا أخطأ، لكنه صبر وتحمل، فليس أمامه عمل سواه، بعد أن ترك العمل فى محل «فرارجى» كان يتعرض فيه لجروح مستمرة بسبب ماكينة التقطيع، مقابل ٢٠ جنيهاً يومياً، ينفقها فى علاج يده.
تعرُّضه للسباب بالأم، من قبَل صاحب العمل جرح كرامته، وجعله غاضباً ومشحوناً طوال الوقت، ومنكس الرأسه، فهو غير قادر على منع رب العمل من استخدام هذه الأساليب معه كعقاب، إلى أن جاء اليوم الموعود: «سِبت الشغل وقلت لأمى بيشتمنى بيكى وانتى ست الناس».
«فارس» يحمل كثيراً من صفات الشهامة والمروءة، رغم سنِّه الصغيرة، وتعتمد عليه أسرته بدرجة كبيرة، وهو يعمل حالياً مع والدته كبائع متجول بملابس «بالة»، واضطرته ضغوط الحياة والتزاماته إلى ترك مدرسته بعد إتمام المرحلة الابتدائية: «أول ما تميت ١٠ سنين خرجت من المدرسة عشان أشتغل وأساعد أمى، تعبت علينا وربتنى أنا واخواتى، علمتنا نجيب لقمة العيش بعرقنا وبأدب، من غير ما نبلطج أو نتخانق، وفيه منا اللى بيشتغل واللى مابيشتغلش».
بعد آخر علقة تلقاها «فارس» فى ورشة الحدادة وتركه العمل، اشترى كمية من ملابس «البالة»، كان ادّخر ثمنها بالكاد، وافترش الأرض بها فى سوق شعبية، إلى جانب والدته، آملاً أن يتحول حاله للأفضل، فهو الآن مسئول عن نفسه، ولا سلطة عليه: «كفاية إنى أقدر ألمّ حق البضاعة، حتى لو مش كسبت خالص بس محدش يهينّى أو يشتمنى، أو يقطّع فى جتتى، نفسى أشتغل من غير عياط ولا خوف من صاحب الشغل».
الدستور يحظر عمل الأطفال قبل سن 15 عاماً
تعتبر عمالة الأطفال أشرس أنواع العنف، حيث تسهم فى خلق مواطن عنيف، مستعد لارتكاب جرائم مستقبلية، نتيجة للعنف الذى يتعرّض له منذ الصغر، وفقاً للمحامى الحقوقى أحمد حنفى: «بيتربى على إن كل حاجة بتتعمل بالعنف والضرب والشتيمة»، مشدداً على أن دستور 2014 والقانون، يحظران عمل الأطفال، قبل سن 15 عاماً.
«الغلط الأول ينصب على الأسرة التى تدفع الطفل للعمل، دون علم أن أجهزة الدولة توفر إعالة لهم وبتتكفل بعمل مشاريع خاصة بهم»، حسب «حنفى»، مطالباً وسائل الإعلام ببناء الوعى لدى الأسرة، وإنتاج أفلام قصيرة ووثائقية وبرامج تساعد على تثقيف الأطفال.
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.