"الاتحاد الأفريقي" في عهد رئاسة مصر.. استقرار وتنمية وعمل جماعي

"الاتحاد الأفريقي" في عهد رئاسة مصر.. استقرار وتنمية وعمل جماعي
- سوتشي
- الرئيس السيسي
- مؤتمرات دولية
- الحكومة المصرية
- بوتين
- \القارة الإفريقية
- منتدى روسيا إفريقيا
- سوتشي
- الرئيس السيسي
- مؤتمرات دولية
- الحكومة المصرية
- بوتين
- \القارة الإفريقية
- منتدى روسيا إفريقيا
زخم خاص وطابع مميز، أكسبته مصر للتحالفات والتجمعات الاقتصادية الأفريقية العالمية، حتى باتت فترة رئاستها للاتحاد علامة فارقة في تاريخه، فمصر لديها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل وبعد رئاسته للاتحاد، إرادة سياسية لمواصلة المساهمة الفاعلة في العمل الأفريقي الجماعي لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة والشراكة بين دولها، إضافة إلى التحرك على المستوى الثنائي مع دولها لتعزيز المصالح المتبادلة.
تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول القارة السمراء، وتطوير منظومة السلم والأمن من أولويات مصر تجاه أفريقيا خلال العام الحالي، خاصة في مجال إعادة إعمار وتنمية ما بعد النزاعات، وترسيخ قيم الحوكمة والشفافية والمساءلة، وتشجيع القطاع الخاص والمجتمعي على المساهمة في البرامج والمشروعات الإفريقية القارية، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، استنادا لمبادئ الاحترام المتبادل، وتحقيق المصلحة المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتأكيد الدور المحوري للشباب والنساء في أحراز أهداف أجندة 2063، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وتشهد أفريقيا في الوقت الراهن موجة جديدة من الاكتشافات المعدنية الكبرى، في الوقت الذي ترحب فيه الدول الفقيرة في المنطقة بفرص زيادة الاستثمارات، وتشير الاكتشافات الأخيرة إلى أنّ العديد من الدول الأفريقية ستستمر في زيادة اعتمادها على الصناعات الاستخراجية في المستقبل المنظور، وبالتالي هناك حاجة ملحة أكبر لمساعدتها على إدارة مواردها الثمينة بحكمة وترو للإعلان عن قصة جديدة عن أفريقيا الحديثة، التي يشارك فيها جميع الأفارقة في الازدهار.
وتنظر الدول الكبرى وبينها روسيا والصين واليابان إلى القارة الأفريقية على أنّها لاعبا مهما على الساحة الاقتصادية والعلاقات الدولية، بفضل مواردها الطبيعية والبشرية وإمكانياتها الاقتصادية الضخمة، إذ شهدت بيئة الأعمال تحسنا ملحوظا في عدد من الدول الأفريقية، ما ساهم في زيادة معدلات الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالقارة، علاوة على النمو السريع لعدد من القطاعات الاقتصادية بأفريقيا كالتجارة والطاقة.
فمن منتدى التعاون الصيني الأفريقي "فوكاك" إلى تحالف أوروبا أفريقيا، وصولا للقمة السابعة لمؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية "تيكاد 7" الذي عقد في أغسطس الماضي، لمحطة منتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي المنعقد حاليا في منتجع سوتشي، حملت مصر لواء أفريقيا كقاسم مشترك ولاعب فاعل في الاقتصاد العالمي، يمكنه المساهمة في إرساء نظام سياسي واقتصادي دولي جديد للقرن الحادي والعشرين.
وتشمل مجالات التعاون المواتية بين دول التجمعات الاقتصادية العالمية وأفريقيا الزراعة والطاقة ونقل التكنولوجيا والعلوم والتعليم والابتكارات والبنية التحتية والتعدين، والتكنولوجيا النووية والنقل، وبهذا صارت القارة السمراء محط أنظار شركاء دوليين يتنافسون لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري في إطار سياق جديد، وتزايد اهتمام القوى الاقتصادية الكبرى وسعيها إلى الاستفادة من الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المتاحة بالقارة، لتعزيز نموها الاقتصادي، خاصة مع إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
فمع وجود النفط في النيجر وأوغندا، والغاز الطبيعي في موزمبيق وتنزانيا، والحديد الخام في غينيا وسيراليون، يتزايد العثور على رواسب جديدة غنية بالثروات المعدنية والنفط والغاز، ما يجذب معه انتباه الشركات العالمية شرقا وغربا للمراهنة على ازدهار أفريقيا والاستثمار فيها، عبر استخراج ثرواتها الطبيعية الموجودة في أراضيها، والتي لم تفصح عنها الأرض بعد.
ورغم غنى بعض أكبر دول أفريقيا بالنفط والمعادن، وتمتعها بأعلى معدلات الناتج المحلي للفرد على مستوى القارة، فإنّها تأتي بين أدنى دول العالم مرتبة في التعليم والصحة والمساواة بين الجنسين، وغيرها من المؤشرات الاجتماعية الرئيسية.
وتاريخيا، لم تترجم الحكومات عائدات الصادرات والنمو الاقتصادي اللذين حققتهما ، فخامات النفط والغاز والحديد وغيرها من الموارد الطبيعية جاءت بالتساوي مع خفض كبير في معدلات الفقر وتحقيق المزيد من الرخاء، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية لجميع مواطنيها.
وفي الدول التي ليس لديها نفط وثروة معدنية، فإنّ التركيز على النمو في حد ذاته يحتاج إلى إعادة نظر بشكل واضح، لذلك فإنّ إبرام أفضل الصفقات الممكنة في مقابل بيع الموارد من الثروة المعدنية يمثل بالنسبة لهم أمر حيوي لمستقبل التنمية لديهم.
وثروات أفريقيا المعدنية والنفطية هائلة، فالقارة لديها 30% من معادن العالم، وما يعادل 10% من الاحتياطيات النفطية المؤكدة للمخزون العالمي، إلا أنّ الكثير من الثروات الطبيعية في القارة لا يزال غير مكتشف. وفي السنوات الخمس الماضية وحدها، تم الإعلان عن اكتشافات كبرى جديدة من النفط والغاز والمعادن، وفقا لـ"الشرق الأوسط".
فعلى سبيل المثال فغينيا وكينيا وموزمبيق والنيجر وتنزانيا وأوغندا دول تسير في هذا الاتجاه، نحو المزيد من الاكتشافات مع فتح الطلب العالمي لآفاق جديدة. ونتيجة لذلك، فمن المتوقع أن يستمر إنتاج النفط الأفريقي، على سبيل المثال في النمو بمعدل متوسط قدره 6% سنويا في المستقبل المنظور.
وإذا تمت الاستفادة من الثروة المعدنية في أفريقيا وإدارتها بشكل صحيح، ستعمل على تغيير مستقبلها ككل، لكن تجنب أخطاء الماضي يتوقف على مجموعة متنوعة من العوامل، ويخضع تسخير والاستفادة من الأصول الطبيعية لمشكلة "الحلقة الأضعف"، فإذا ما توقفت أي حلقة واحدة فإن سلسلة التنمية برمتها يمكن أن تتعرض للخطر.