بعد 6 أيام من العدوان على شمال سوريا.. "ترامب" يعاقب "الأتراك"

بعد 6 أيام من العدوان على شمال سوريا.. "ترامب" يعاقب "الأتراك"
- العدوان التركى على سوريا
- العدوان التركى
- سوريا
- ترامب
- فرض عقوبات على تركيا
- العدوان التركى على سوريا
- العدوان التركى
- سوريا
- ترامب
- فرض عقوبات على تركيا
بعد 6 أيام من العدوان التركى على سوريا، وبعد تهجير ما يزيد على ربع مليون سورى من مدن وقرى الشمال وسقوط نحو 100 شهيد مدنى، وعدد كبير من القتلى والمصابين من المقاتلين الأكراد، وتدمير البنية التحتية للمنطقة بالكامل، عاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى منح ضوءاً أخضر، بشكل غير مباشر، لتركيا لشن العدوان، ليقول إن الدولة التركية تخطت الحدود، ولهذا كان يجب فرض عقوبات عليها، وبدأها بالفعل بشكل مؤقت على وزارتين و3 وزراء، إلا أن تلك العقوبات لم تُرضِ المعارضين من السياسيين الأمريكيين، حيث أعلنت زعيمة مجلس النواب الديمقراطية نانسى بيلوسى، اتفاقها مع عدد كبير من النواب الجمهوريين، أبرزهم ليندسى جراهام، على إقرار مشروع قانون يهدف إلى تخطى قرارات «ترامب» فيما يتعلق بالوضع فى سوريا.
ورغم أن الخسائر الكبيرة التى تكبّدها شمال سوريا نتيجة العدوان التركى ستنعكس آثارها على المنطقة بأكملها، خاصة بعد استهداف تركيا سجون الدواعش ومساعدة أعضاء التنظيم الإرهابى على الفرار، فإن السؤال الذى يطرح نفسه حالياً: ما جدوى العقوبات الأمريكية والأوروبية على تركيا؟.. خصوصاً أنها جاءت متأخرة كثيراً.
العقوبات الأمريكية تطال وزارتى الدفاع والطاقة و3 وزراء.. وأوروبا تبدأ حظر تصدير الأسلحة
بعد مرور 6 أيام على العدوان التركى على شمال سوريا، أعلن «البيت الأبيض»، فجر أمس، أن الرئيس الأمريكى أصدر أمراً تنفيذياً فرض بموجبه عقوبات على تركيا، شملت وزارتين وثلاثة وزراء، بهدف إرغام «أنقرة» على الوقف الفورى لـ«هجومها العسكرى» على قوات سوريا الديمقراطية فى شمال سوريا.
وبحسب ما أعلن «البيت الأبيض»، فقد شملت العقوبات وزارتى الدفاع والطاقة ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية الذين باتوا ممنوعين من دخول الولايات المتحدة ومن إجراء أى معاملة مالية دولية بالدولار الأمريكى، كما باتت أموالهم فى الولايات المتحدة، إن وُجدت، مجمدة.
وأجاز الرئيس الأمريكى، فى أمره التنفيذى، فرض عقوبات على عدد كبير جداً من المسئولين الأتراك المتورطين بأعمال تعرض المدنيين للخطر أو تزعزع الاستقرار فى شمال شرق سوريا، لكن إدارة «ترامب» قررت فى الوقت الراهن قصر هذه العقوبات على الوزارتين والوزراء الثلاثة فقط.
ورغم العقوبات التى أعلن عنها «ترامب»، وجهت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسى بيلوسى، انتقادات حادة لإجراءات الإدارة الأمريكية.
وقالت «بيلوسى»: «الرئيس ترامب أطلق العنان للفوضى وانعدام الأمن فى سوريا، وإعلانه عن مجموعة من العقوبات ضد تركيا لا يكفى لعكس مسار هذه الكارثة الإنسانية».
وفى إطار سلسلة التصريحات المتناقضة التى يتخذها «ترامب» منذ إعلانه الانسحاب من سوريا، قال الرئيس الأمريكى فى تغريدة على «تويتر»: «بعد هزيمة خلافة تنظيم داعش بنسبة 100%، أخرجتُ من سوريا معظم قواتنا. فلتحمِ سوريا والأسد الأكراد ويقاتلوا تركيا فى سبيل أرضهم.. لقد قلت لجنرالاتى لماذا يجب أن نقاتل من أجل سوريا والأسد لحماية أراضى عدونا؟ ليست لدىَّ أى مشكلة فى أن يساعد أياً كان سوريا فى حماية الأكراد، سواء أكانت روسيا أم الصين أم نابوليون بونابرت.. آمل أن يسير الأمر جيداً بالنسبة للجميع، فنحن على بُعد 7000 ميل».
من جانبه، أعلن نائب الرئيس الأمريكى، مايك بنس، أن الرئيس دونالد ترامب طلب من نظيره التركى رجب طيب أردوغان، خلال مكالمة هاتفية، وضع حد لـ«غزو سوريا» وإعلان «وقف فورى لإطلاق النار». وقال «بنس»: «ترامب طلب أيضاً من أردوغان الدخول فى مفاوضات مع القوات الكردية فى سوريا»، مشيراً إلى أن «الرئيس (ترامب) كان حازماً جداً مع الرئيس أردوغان»، مضيفاً: «سأتوجه إلى تركيا قريباً بطلب من ترامب للبحث فى الملف السورى»، ووفقاً لتصريحات «بنس»، فإن «أردوغان تعهَّد للرئيس الأمريكى بألا يكون هناك أى هجوم على مدينة كوبانى»، حيث تعد مدينة «كوبانى» رمز المقاومة فى مواجهة تنظيم «داعش» منذ أن انتصر مقاتلوها الأكراد على تنظيم «داعش» عام 2014.
وفى تناقض واضح مع تصريحات «ترامب» التى اتهم فيها قوات سوريا الديمقراطية بإطلاق سراح الدواعش المحتجزين لديها للضغط على «واشنطن»، أدان وزير الدفاع الأمريكى مارك إسبر، فى بيان، الهجوم العسكرى التركى ووصفه بـ«غير المقبول»، مؤكداً أن الهجوم التركى أسفر عن «إطلاق سراح العديد من المعتقلين الخطرين» المنتمين إلى تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن «واشنطن ستطلب من حلف شمال الأطلسى اتخاذ إجراءات ضد تركيا بسبب تقويضها المهمة الدولية لمكافحة التنظيم الإرهابى». وعلى الفور، أعلن وزير الخارجية البريطانى، دومينيك راب، أمس، تعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا «التى يمكن أن تُستخدم» فى الهجوم الذى بدأته «أنقرة» الأسبوع الماضى ضد قوات سوريا الديمقراطية.
وقال «راب»، أمام مجلس العموم البريطانى، إن «الأسلحة العسكرية المخصصة لتركيا التى يمكن أن تُستخدم فى هذه العملية عُلقت على أن تُجرى إعادة نظر بالأمر». وفى الوقت ذاته، دعت الصين الرئيس التركى إلى وقف عملياته العسكرية ضد الأكراد فى شمال سوريا و«العودة إلى الطريق الصحيح المتمثل بالحل السياسى».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانج: «يجب احترام سيادة واستقلال ووحدة وسلامة الأراضى السورية والمحافظة عليها»، محذراً من أنه «يمكن لتنظيم داعش أن يحاول استغلال هذه المناسبة للعودة»، داعياً أنقرة إلى «الوقوف إلى جانب المجموعة الدولية لمحاربة الإرهاب معاً».
قطر خارج السرب من جديد: "أنقرة" تستبق تهديداً لحدودها
وفى إطار خروجها عن السياق العربى، واصلت قطر دفاعها عن العدوان التركى على سوريا، حيث اعتبر وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، أن هجوم تركيا على مناطق الأكراد فى سوريا هدفه «القضاء على تهديد وشيك»، مضيفاً خلال مشاركته فى مؤتمر «منتدى الأمن العالمى» فى الدوحة: «لا يمكننا أن نلقى اللوم على تركيا وحدها.. أنقرة ردت على خطر وشيك يستهدف الأمن التركى.. قالت تركيا منذ البداية: لا تدعموا هذه الجماعات»، فى إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية. وتابع: «لم يستمع أحد. يحاول الأتراك منذ عام حل هذه المسألة مع الولايات المتحدة من أجل إنشاء منطقة آمنة وإبعاد الخطر عن حدودهم»، معتبراً أن «وحدات حماية الشعب جزء من حزب العمال الكردستانى المصنف إرهابياً فى عدة دول».
"سوريا الديمقراطية" تشن هجوماً مضاداً على "رأس العين" وتستعيدها من الميليشيات التركية
على الصعيد الميدانى، شنَّت قوات سوريا الديمقراطية هجوماً مضاداً ضد القوات التركية والميليشيات الموالية لها فى منطقة رأس العين فى شمال شرق البلاد. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن «قوات سوريا الديمقراطية شنَّت ليل الاثنين - الثلاثاء هجوماً مضاداً واسعاً ضد القوات التركية والفصائل الموالية لها قرب رأس العين وتمكنت من استعادة قرية تل حلف القريبة»، مضيفاً: «صمود قوات سوريا الديمقراطية فى رأس العين ناتج عن التحصينات والأنفاق فيها، فضلاً عن التعزيزات التى لم تتوقف عن الوصول إليها». وفى الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جندى، جراء قصف مدفعى لقوات سوريا الديمقراطية من منطقة «منبج» السورية على القوات التركية والميليشيات الموالية لها، إضافة إلى إصابة 8 آخرين بجروح.
وفيما يتعلق بانتشار قوات الجيش السورى فى مناطق شمال سوريا وفقاً للاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن رتل الجيش السورى الذى كان من المرتقب أن يدخل مدينة عين العرب (كوبانى)، عاد إلى منطقة منبج شمال شرق حلب، بعد رفض القوات الأمريكية السماح للرتل بالمرور إلى عين العرب، فيما استكمل الجيش السورى انتشاره على محاور فى منطقة عين عيسى شمال مدينة الرقة.
وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أمس، أن منظمات إغاثة دولية أوقفت عملها وسحبت موظفيها من شمال شرق سوريا، محذرة من التداعيات الإنسانية لذلك، وقالت الإدارة الذاتية: «ازدادت الأوضاع الإنسانية التى يتعرض لها أهلنا النازحون من المناطق التى طالها العدوان سوءاً، وسط انقطاع تام للمساعدات الإنسانية وقيام جميع المنظمات الدولية بإيقاف عملها وسحب موظفيها من مناطق الإدارة الذاتية». ووجَّهت الإدارة الذاتية «نداء إنسانياً» إلى الأمم المتحدة والدول العربية والأوروبية «للتدخل السريع وتقديم المساعدات الطبية واللوجيستية والمساعدات الإنسانية».