في ذكرى رحيل رجل الأدب والسياسة.. سولجينيتسين حظرت أعماله روسيا وقرأها

12:43 م | الجمعة 02 أغسطس 2019

تحيي روسيا، 3 أغسطس من كل عام، ذكرى وفاة الكاتب الروسي الحاصل على جائزة نوبل ألكسندر سولجينيتسين، الذي حظر اسمه لسنين عديدة، وقرأت كتبه في ظلمة الليل، إلا أنها اليوم تشع في النور وتغذي آراءه عقول رجال الغد.

ترك خليفة دوستويفسكي، إرثا أدبيا سطر واقعا وتاريخا عاشه وعاشته أرضه الأم، ورغم أن حياته شهدت فترات عصيبة مختلفة، لكنه كان يتصدى للسلطة بشجاعة، ويبدي رأيه بصراحة، ويروي الأحداث بصدق.

ولد سولجينيتسين في ديسمبر 1918 وعاش حياة المعتقل ومعسكر العمل الإجباري بعد رسالته الشهيرة التي انتقذ فيها ستالين، وحياة المنفى في ألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية، وجرد من الجنسية السوفياتية في عهد بريجنيف، ثم عاد إلى روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستمر في عمله الأدبي والفكري والإجتماعي.

كاتب يجمع بين الأدب والسياسية

وجمعت شخصيته بين الأدب والسياسة. ويبدو أن تجربته الحياتية تجسد ارتباط الأدب بالسياسة، وهو بهذا لا يعتبر ظاهرة فريدة في حضارة روسيا التي عرفت قبل هذا تولستوي ودويستويفسكي اللذين سارا في الدرب ذاته، حسب "روسيا اليوم".

وكان سولجينتسين حادا جدا في مواقفه من النظام الشمولي في الاتحاد السوفيتي ومن الفساد والفوضى في الفترة بعد سقوطه، وكان جريئا في نقده، ويعرف موقفه من يلتسين حين رفض تسلم الوسام منه، لكنه وافق على تسلم الوسام من فلاديمير بوتين لأنه وجد في سياسته نوعا من المسلك الجديد نحو تحقيق "الفكرة الروسية" التي تشبع بها الكاتب، وورثها عن كبار الكتاب الروس وفي طليعتهم دوستويفسكي، بأن "لروسيا وضعها الخاص الذي لا يمكن نسبه إلى الغرب، إنها ترفض النزعة المادية للغرب لأن روسيا ذات جذور روحانية طالما عرفناها منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر".

واتخذ اليسار العربي موقفا سلبيا من سولجينتسين، ووجه الانتقاد اليه مما حال دون ترجمة مؤلفاته، ولهذا فهو غير معروف جيدا في العالم العربي، وحتى ما نشر منها مثل "يوم من حياة ايفان دينيسوفيتش" و" جناح السرطان" لم ينتشر على نطاق واسع.