يوسف عز الدين.. أديب مصري حالت الترجمة بينه وبين "نوبل"

كتب: ماريان سعيد

يوسف عز الدين.. أديب مصري حالت الترجمة بينه وبين "نوبل"

يوسف عز الدين.. أديب مصري حالت الترجمة بينه وبين "نوبل"

"يوسف عز الدين" الأديب والمفكر والشاعر المصري الذي اقترب من جائزة نوبل في الآداب ولم يحصدها، تحل اليوم ذكرى ميلاده، ويعد واحدا من أبرز الأدباء والمفكرين المصريين والعرب، فرغم دراسته وتفوقه بكلية العلوم إلا أنه حافظ على إبداعه الأدبي حتى تجاوزت أعماله 400 عمل أدبي وحصد العديد من الجوائز.

بداية موهبته

ظهرت موهبة يوسف عز الدين القصصية في سن السادسة عندما كان أطفال القرية يلتفون حوله، ليستمعوا إلى قصصه التي كان يؤلفها من وحي خياله ويحكيها في الحال، حينها لم يكن يدرك في ذاك الوقت أنه كان موهوبا، يصوغ عملا إبداعيا متميزا، كان يعتقد أن لدى أي إنسان القدرة على صياغة قصة شيقة ببساطة من نسج الخيال، حسب الموقع الرسمي للأديب يوسف عز الدين أديب عبر الإنترنت.

وحين وصل للعاشرة من عمره كان يكتب الشعر، حيث تميز في المدرسة بمواضيع الإنشاء التي أحبها وقدرها كل معلميه، كان أيضاً قارئاً جيداً ولديه شغف شديد للمعرفة، وفي 1934، التحق بكلية العلوم بجامعة القاهرة وتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1938، وعُيِّن معيداً بالجامعة في نفس العام بقسم علم الحيوان، لكنه أيضا لم يترك الشعر والقصة القصيرة فكتب لمجلة الكلية وقد حازت كتاباته على إعجاب زملائه وأساتذته.

مصادفة حولته من هاوٍ لمحترف

وحدث ذات يومٍ، أن محمد فتحي، مدير الإذاعة المصرية، قد قرأ مصادفة مسرحية كان قد كتبها يوسف عز الدين عيسى لمجلة الكلية، بعنوان "عجلة الأيام"، وقد أعجب بها "فتحي" إعجابا شديدا، فقد وجد في المسرحية أسلوباً غير نمطي وطلب من مساعديه أن يبحثوا عن هذا الشاب الصغير الذي كتب المسرحية، وعندما تقابل مع يوسف عز الدين طلب منه إذن إذاعة المسرحية للراديو المصري، وأذيعت المسرحية عام 1940.

كانت مسرحية "عجلة الأيام" عملاً ذا طابع فلسفي خيالي في قالب كوميدي راقٍ وكانت هذه المسرحية بمثابة العمل الذي سيكون بداية لعمله كاتبا ومؤلفا في هذه السن الصغيرة، حسب موقع الرسمي.

المسرحية التي كتبت للمسرح 1936، نشرت وأذيعت 1940، نشرت ثانيا في جريدة الأهرام، عام 2000، وفي كل الأحوال كانت بداية نشر قصصه القصيرة ومسرحياته في مجلات شهيرة مثل مجلة "روز اليوسف" وأيضاً "مجلة الراديو المصري" و"هي"، ولكن استمرت الإذاعة تلاحقه وتطلب منه كتابة المزيد من الأعمال الدرامية للراديو، وقد أصبح بذلك رائد هذا المجال وقد كانت الإذاعة أو الدراما الإذاعية بالنسبة له كما كان يقول "المسرح الحديث".

اقترابه من نوبل

وأكد الكثير من الكتاب والنقاد أن لو كان الدكتور يوسف عز الدين مقيماً في القاهرة لكان بلا شك سيلاقي فرصا أكبر وأسرع لنشر أعماله لمجرد وجوده في القاهرة، وروى فاروق جويدة عن توفيق الحكيم قائلا: "لو كان يوسف عز الدين عيسى يعيش قي القاهرة لكان أكبر منافس لنا"، بل ومن الأهم أن ترجمات أعماله كانت ستتواجد بسهولة.

ويعد موضوع تأخر تلك الترجمات ظلما شديدا، ففي أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، جاء إلى مصر عضواً من مؤسسة "نوبل" لاختيار أسماء مصرية للترشيح لجائزة نوبل العالمية في الأدب وقد اختير اسم دكتور يوسف عز الدين عيسى ضمن ثلاثة أسماء مصرية ولكن عدم وجود الترجمات لأعماله وقف عائقاً للترشيح، إذ أن الحصول على جائزة نوبل يقتضي أن تكون الأعمال مترجمة إلى إحدى اللغات التالية: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية أو السويدية، ويعتقد الكثير من النقاد أن عدم وجود ترجمات لأعماله هو الذي حال بينه وبين حصوله على نوبل.

وفي أحد اللقاءات الإعلامية، لبرنامج صالون، أكد الناقد الأدبي، يوسف الشاروني، أن لجنة نوبل اختارت اسم يوسف عز الدين عيسى للترشيح قائلا: "كنت موجودا فعلا في المجلس الأعلى للثقافة عندما حضرت زوجة السفير الألماني في المغرب وكانت أحد أعضاء لجنة نوبل في الأدب، تطلب معلومات عن يوسف عز الدين عيسى ونجيب محفوظ بخصوص الجائزة، ولكن أعمال يوسف عز الدين عيسى لم تكن قد ترجمت بعد إلى أي من اللغات المطلوبة لنوبل.

أبرز أعماله

ومن أهم رواياته "الرجل الذي باع رأسه"، و"الواجهة"، أما القصص القصيرة في المرحلة الأخيرة فهي من أهم أعماله وأبرزها: "القطار" 1973، "بندقية" 1977، "لا مكان" 1975، "غرفة الانتظار" 1978، "سيمفونية" 1978، "البحث عن حلم" 1976، "عزف منفرد" 1978، "البيت" 1984، "جراحة عاجلة" 1985، "خارج الكهف" 1986، "القاعة الكبرى" نشرت 1999 بعد رحيله، و"بدون عنوان" نشرت 2002.

كما صدر عنه مجلدان للقصص القصيرة "البيت" وقصص أخرى و"ليلة العاصفة" وقصص أخرى، وتحتوي هذه المجلدات على عدد ضخم من قصصه القصيرة التي كتبت في مراحل مختلفة من حياته مثل "فراشةٌ تحلم" 1942، "سيكوسيتا" 1946، "الغد المجهول" 1946، "خطاب إلى الله" 1948، "جماعة من المساكين" 1948، "أفراح الملائكة" 1955، "شجرة الياسمين" 1948، "ليلة العاصفة" 1954، "نور الشفق" 1956، "الموتى" 1956، "سر الحياة" 1957، "القنبلة" 1957، "الجمجمة" 1958، "الطوفان" 1957، "الطريق الآخر" 1956، "ستار الغد" 1946، وغيرها من الأعمال، أيضا أعماله "البيت" و"جراحة عاجلة" و"سيمفونية" و"غرفة الانتظار" و"القاعة الكبرى" و"عزف منفرد" و"بدون عنوان" وله أيضا كتاب مسرحيات مثل "نريد الحياة" به أربع مسرحيات ذات الفصل الواحد، "في قطرة ماء"، "نريد الحياة"، "غرفة بلا نوافذ" ورائعته "زوار".


مواضيع متعلقة