سيناء محاصرة بـ«الإرهاب.. والظروف الطبيعية.. والإهمال»

سيناء محاصرة بـ«الإرهاب.. والظروف الطبيعية.. والإهمال»
أرض الأنبياء، ومهد روايات الأقدمين، الحديث الدائر حولها صار مشبعاً برائحة الدم، عبور موسى وقومه إليها بعد غرق فرعون كان أسهل من مرور حافلة تقل سياحاً إلى الجهة الأخرى على طرقاتها، وجبالها التى اطمأنت بدفء أقدام الأنبياء على منحدراتها، لم يخف صقيعها غضبه على من أتوا فى «زيارة» أو أرادوا ممارسة التسلق، الموت أصبح شبحاً يحوم بين طرقاتها بحثاً عن ضحاياه، إما بسبب إنسانى أو بالتواطؤ مع الطبيعة، «الداخل مفقود» إذا اختاره حادث إرهابى أو درجة حرارة منخفضة التهمت من وظائف جسده فمات متجمداً، و«الخارج مولود» إذا تنعمت عليه الأقدار بالنجاة من أرض وصفت يوماً بأنها «أرض الفيروز».
«التقاعس عن تقديم خطة اقتصادية واجتماعية للنهوض بسيناء أمر لا يجوز التهاون فيه، فالبوابة الشرقية للبلاد إذا لم يتم تأمينها اقتصادياً ثم أمنياً، الوضع سيزداد تدهوراً» يقول د.سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، موضحاً: «سيناء ليست ملعونة إنما هى مخترقة، والدولة المصرية أهملتها وهو ما ظهر فى تقاعس السلطات عن إنقاذ متسلقى جبل سانت كاترين، ومن قبلها تعاملت الدولة مع أهلها بعنصرية على مر العصور، الأمر الذى أدى إلى عزلة سيناء عن الدولة». الحل الأمنى الذى تقدمه الدولة فى مواجهة الأزمات لم يعد مجدياً فى نظر د.عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى، الذى يؤكد ضرورة وضع خطة اقتصادية شاملة تهدف إلى تعمير سيناء وتوطين الشباب بها بشكل يسمح ببناء مجتمعات حضرية جديدة، مضيفاً: «الأمن يبدأ من الاقتصاد الذى سيضمن حالة من الاستقرار وضمان قيام الدولة بواجبها نحو المواطنين والحفاظ على أرواحهم».
أخبار متعلقة
مصادر عسكرية لـ«الوطن»: القوات المسلحة لم تقصر بأى شكل فى أزمة ضحايا رحلة «سانت كاترين»
تفاصيل لحظات «الرعب والثلج» فى «باب الدنيا»
الشباب يلغون رحلتهم إلى الجبال: «الرحلة بـ150 جنيه.. بس الكفن أغلى»
شاهد عيان: الطائرة وصلت لموقع الحادث يوم الاثنين ولم تنقل الأحياء إلا صباح الثلاثاء
«أبومينا» سائق الضحايا: «تأخروا عن موعدهم فأبلغنا الشرطة»
أهالى وأصدقاء ضحايا «رحلة الموت» فى سانت كاترين لـ«الوطن»: استغثنا.. ولم يسمعنا أحد
«بدوى» شارك فى إنقاذ الضحايا: الطائرة رفضت نقل الناجين
«كاترين» المنسية.. معاناة مع الفقر والتهميش والانفلات الأمنى
منظم الرحلات: الضحايا تعاقدوا مع مكتب غير مرخص
«الإنقاذ».. مجاناً للأجانب وبفلوس للمصريين