للمحبين طرق.. من «السيد البدوى» إلى «نور الصباح»: الحبايب بالملايين.. وغرام «الأولياء» يسكن القلوب

كتب: الوطن

للمحبين طرق.. من «السيد البدوى» إلى «نور الصباح»: الحبايب بالملايين.. وغرام «الأولياء» يسكن القلوب

للمحبين طرق.. من «السيد البدوى» إلى «نور الصباح»: الحبايب بالملايين.. وغرام «الأولياء» يسكن القلوب

الأضرحة ومساجد أولياء الله الصالحين أبرز السمات التى تتميز بها محافظة الغربية، يقصدها آلاف المواطنين على مدار العام، خاصةً خلال شهر رمضان، ولعل أشهرها مسجد وضريح «السيد البدوى»، أحد أقطاب الصوفية، وتضم ساحته ضريحين لاثنين من تلامذته، إضافة إلى غرفة تحتوى مقتنيات «العارف بالله سيدى أحمد البدوى»، ومن بينها شعرة للرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم.

مصدر مسئول بإدارة مسجد «السيد البدوى» أكد لـ«الوطن» أن المسجد تم بناؤه على عدة مراحل، بدايةً من «خلوة» فى عام 1276 ميلادية، 675 هجرية، وهو نفس عام وفاة القطب الصوفى، بناها أحد تلاميذه «الشيخ عبدالعال»، وظلت هذه الخلوة مزاراً للمريدين، وفى عهد «على بك الكبير»، تم بناء المسجد، الذى شهد العديد من التوسعات فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، حيث كان دائم التردد عليه، وأشهر هذه الزيارات عندما صلى الفجر بالمسجد، واتخذ قرار حرب 6 أكتوبر 1973، كما شهد المسجد صلاة الجنازة على شقيق الرئيس السادات، الذى استشهد فى أول أيام الحرب، قبل دفنه فى مقابر العائلة بمحافظة المنوفية.

خطيب "البدوى": احتفال "شيخ العرب" يحضره مليون زائر سنوياً.. و"رفعت": 20 مقاماً فى سمنود أشهرها "الأسياد السبعة".. و"المتولى" مقصد أهالى المدينة العمالية

وأشار المصدر، الذى طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن «السيد البدوى» أحد الأقطاب الصوفية الأربعة، يأتى إليه الزوار على مدار العام من مختلف المحافظات، وبعض البلدان العربية، كما تنظم مديرية الأوقاف، بالتعاون مع الطرق الصوفية، احتفاليتين فى ساحة المسجد سنوياً، إحداهما فى شهر مارس، وتُسمى «مولد الرجبى»، والثانية فى النصف الثانى من شهر أكتوبر، بمولد «شيخ العرب»، ويستمر الاحتفال أسبوعاً كاملاً، ويشهده أكثر من مليون زائر من المريدين وأتباع الطرق الصوفية.

وأوضح خطيب مسجد «السيد البدوى» أن المسجد استعد لاستقبال المواطنين خلال شهر رمضان، حيث تضع إدارة المسجد برنامجاً دينياً طوال الشهر المبارك، يتضمن دروساً دينية عقب صلاة العصر، وعُلقت عليه الزينة الخاصة بشهر رمضان، وبالمنطقة والشوارع المحيطة، تزينها الفوانيس، مشيراً إلى أن ساحة المسجد تشهد زحاماً شديداً، حيث تنتشر موائد الرحمن لإفطار الصائمين الذين يفدون إليها من جميع أنحاء محافظة الغربية، ومحافظات أخرى، كما يضم المسجد غرفة تحوى بعض المقتنيات التاريخية، منها «شعرة الرسول»، و«عباءتان» إحداهما شتوية والثانية صيفية، و«عمة» بيضاء، ومسبحة طولها 10 أمتار، مكونة من 999 حبة، مصنوعة من خشب العود، وعصا يصل طولها لـ30 سنتيمتراً، ومشطان صغيران، وهى مقتنيات يُعتقد أنها تعود للقطب الصوفى.

ثانى أشهر المساجد التى يقصدها الصائمون فى محافظة الغربية، مسجد الشيخة «نور الصباح»، أو «الشيخة صباح»، بمدينة طنطا، ويوجد بالقرب من ديوان المحافظة، ووصفه الشيخ «سيد الزغبى»، خطيب المسجد، بأنه «ملاذ الفقراء»، مشيراً إلى أن آلاف المريدين والمحبين يحرصون على القدوم للمسجد طيلة شهر رمضان، من مختلف المحافظات، حيث تُقام موائد الإفطار والسحور، ويجتمع حولها المئات يومياً، وأوضح إمام المسجد، أن الشيخة «نور الصباح»، من مواليد سنة 1832 ميلادية بقرية «ميت السودان»، فى محافظة الدقهلية، تنتمى لأسرة صوفية، جاءت إلى مدينة طنطا لتكون بجوار «السيد البدوى»، ولها 3 «تكايا»، إحداها فى مدينة دسوق، والثانية فى طنطا، والثالثة فى مسقط رأسها بقرية «ميت السودان»، وقد عاشت عمرها عذراء دون زواج، بعد أن وهبت حياتها لأعمال البر والخير، ومساعدة المحتاجين، ومعالجة المرضى، وإيواء الفقراء، وينظم أتباعها احتفالاً بمولدها فى شهر أغسطس من كل عام.

أما مدينة سمنود، فتُعد واحدة من أكثر مدن الغربية التى تشتهر بكثرة أضرحة أولياء الله الصالحين، أشهرها ضريح «الأسياد السبعة»، ويعود إلى 7 بنات، تم بناء ضريح لهن فى أطراف المدينة، ويحتفل أهالى سمنود بمولد «الأسياد السبعة» فى ليلة النصف من شعبان، ويحرص عدد كبير من المريدين والمحبين على التوافد لزيارة الضريح طوال شهر رمضان.

وأوضح «إبراهيم رفعت»، من أبناء المدينة، أن الضريح يرجع إلى 7 شقيقات قدمن من العراق، عُرفن بين الأهالى بالورع والتقوى، وكانت لهن بعض «الكرامات»، منها أنهن عبرن نهر النيل فرع دمياط، الذى تطل عليه مدينة سمنود، فى «غربال»، دون أن تصل إليهن المياه، وأضاف: «الضريح يزوره عدد كبير من أهالى المدينة والقرى المجاورة كل جمعة، ويأتى إليه مواطنون من المحافظات المجاورة، وهناك مسجد ملحق بالضريح، يقصده المئات كل ليلة طيلة شهر رمضان لأداء صلاة التراويح، رغم وجود نحو 20 ضريحاً للأولياء الصالحين بمدينة سمنود، إلا أن ضريح (الأسياد السبعة) هو الأشهر فى المدينة التى كانت إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة، كما كانت عاصمة لمصر فى عهد الأسرة الـ30 فى العصور الفرعونية».

وفى مدينة المحلة الكبرى، يُعد مسجد «المتولى»، بمنطقة «سوق اللبن»، من أقدم المناطق السكنية بالمدينة العمالية، وهو أشهر مساجد المدينة، يقصده مئات المصلين على مدار شهر الصوم، ويقدم دروس العلوم الدينية، ويتميز المسجد الأثرى، الذى يعود تاريخ بنائه إلى عام 810 هجرية، 1407 ميلادية، فى العصر المملوكى، بالطابع الدينى، ويضم منارة تعد من أجمل المآذن فى ذلك العصر، كما يتوسطه صحن مكشوف، تحيط به الأروقة من جهاته الأربع، ‏ ويضم مسجد «المتولى» داراً لتحفيظ القرآن الكريم، وله أربعة مداخل لدخول وخروج المصلين.


مواضيع متعلقة