للمحبين طرق.. «الملك والعوام» مقصد المريدين والمصطافين و«الفتح» للاعتكاف: «ارفع إيدك يا صايم»

كتب: محمد بخات

للمحبين طرق.. «الملك والعوام» مقصد المريدين والمصطافين و«الفتح» للاعتكاف: «ارفع إيدك يا صايم»

للمحبين طرق.. «الملك والعوام» مقصد المريدين والمصطافين و«الفتح» للاعتكاف: «ارفع إيدك يا صايم»

فى مطروح، رمضان ذو طبيعة خاصة، لا تجدها فى مكان آخر على أرض مصر، إلا فى هذه المحافظة الصحراوية، حيث يلتف المواطنون حول بعضهم البعض فى تكافل وود ومحبة، وهو ما يجسده أهالى مطروح من أبناء القبائل أو المقيمين بها من أبناء وادى النيل، من تنظيم إفطار جماعى فى الخيام «بيوت العرب» العريقة، لأعداد تصل أحياناً إلى 3 آلاف مواطن، بينما يتوجه العديد من الشبان إلى الوديان، لتناول الإفطار وسط المساحات الخضراء، ويطهون سحورهم على الجمر والحطب، ويتسامرون فى أجواء تزخرفها الطبيعة الخلابة، التى يعرفها أبناء البادية جيداً. وفى نهار رمضان، يقوم الآباء باصطحاب أطفالهم دون سن الصيام، فى جولة داخل الصحراء بالسيارة، لتعريفهم بحياة البدو، يشعلون النار لإعداد الشاى من مياه الآبار، فى حين يتوجه بعض الشباب إلى الملاعب فى القرى والنجوع، لممارسة لعبة كرة القدم بعد صلاة العصر وحتى موعد الإفطار، فى دورات رمضانية تنتشر فى ربوع مطروح، كما تحرص معظم الأسر على أداء صلاة التراويح، ويقضى البعض سهرته فى نادى مطروح الاجتماعى، فى أجواء أسرية رائعة، بينما يقصد معظم الشبان بعض الأندية أو شارع الكورنيش، الذى عادةً ما يمتلئ بالمصطافين طوال الليل حتى مطلع الفجر.

روحانيات وطمأنينة وهدوء، كلمات تصف أجواء مطروح فى شهر رمضان، التفاف القبائل حول بعضها البعض، وأعمال خير ليس لها حدود، ومساجد عامرة بالمصلين، لعل من أهمها مسجد «الملك»، وجامع «العوام»، ومسجد «الفتح»، وهى أكثر المساجد التى يتوافد عليها الصائمون فى نهار وليالى رمضان، لأداء العبادات بها، من صلاة الفرائض والسنن، أو لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، أو لحضور الندوات والدروس الدينية، طوال شهر الصيام.

ويُعد «الجامع الكبير» أكبر المساجد فى مدينة مطروح، ويُطلق عليه اسم «مسجد الملك»، نظراً لإنشائه فى عهد الملك فاروق، الذى قام بافتتاحه فى 1945، وقد ارتبط هذا المسجد بشهر رمضان، حيث كان المصدر الوحيد الذى يعرف منه الأهالى أوقات الصلاة ومواعيد الإفطار والسحور، كما أن وقوعه على بعد أمتار قليلة من ديوان عام المحافظة، ومديرية الأمن، ومستشفى القوات المسلحة، جعل منه ملتقى للمحافظين والمسئولين وكبار العمد ومشايخ القبائل، لأداء الصلاة به، سواء طوال شهر رمضان، أو فى غيره.

ويحرص العديد من أهالى مطروح على التوجه إلى «الجامع الكبير» منذ اليوم الأول من شهر رمضان، نظراً لما يتميز به من أجواء جميلة، حيث التواشيح الدينية، التى عادةً تكون قبل الفجر بنحو ساعة ونصف، إلى أن يبدأ مقيم الشعائر بالتنبيه على المصلين مردداً: «ارفع إيدك يا صايم»، وبحسب «محمود السيد»، من أبناء المدينة، فإن «مسجد الملك كان على مر السنين وسيظل رمزاً هاماً من رموز شهر رمضان فى مطروح»، معتبراً أن المسجد كان يتميز بطابع خاص خلال فترة سبعينات وثمانينات القرن الماضى، حيث كانت مئذنته تتزين بالإضاءة منذ بداية الشهر، وكان المصدر الوحيد لمعرفة مواعيد الصلاة.

ولفت «عبدالرحمن محمد»، من أهالى مطروح، إلى أن الجامع الكبير كان يقوم بدور اجتماعى، إلى جانب دوره الدينى، خلال شهر رمضان، فيقصده العديد من المحتاجين، ويقوم القائمون على المسجد بدعوة أهل الخير للتبرع لمساعدتهم، وأشار «محمد خليفة»، أحد الأهالى، إلى أن والده الراحل والعديد من الأهالى كانوا يقدمون تبرعاتهم للمسجد، فى شكل أطعمة أو مبالغ مالية، ليتم توزيعها على المحتاجين، وأضاف أن وزارة الأوقاف عادةً ما ترسل أحد مشاهير الدعاة لإلقاء خطبة الجمعة خلال شهر رمضان فى المسجد، الذى يتسع لأكثر من 1000 شخص، بالإضافة إلى ساحته الخارجية، التى تتسع لعدد كبير من المصلين، الذين يفضلون أداء صلاة التراويح بها فى الهواء الطلق، خاصةً فى الليالى الصيفية.

"ياسر": بعد التراويح نخرج لتناول العصائر والتمور ثم نعود لنستكمل قراءة القرآن

وأضاف «ياسر أحمد»، أحد الشبان، أن مسجد «الملك» يصبح مقصداً للعديد من العائلات فى ليالى رمضان، لأداء صلاة التراويح به، بالإضافة إلى أن المسجد يحتوى على مصلى كبير للنساء، ما يشجع عدداً كبيراً من السيدات على التوجه للمسجد، برفقة أطفالهن، وتابع: «بعد انتهاء التراويح نخرج من المسجد لتناول العصائر والتمر، ثم نعود لنستكمل العبادة وقراءة القرآن، والاستمتاع بروحانيات رمضان حتى صلاة الفجر».

ويُعد مسجد «العوام» أحد أقدم مساجد مدينة مرسى مطروح، حيث أنشئ قبل نحو 100 سنة، ويقع على الكورنيش مباشرةً، فى واحدة من أجمل البقاع السياحية التى تتوسط المدينة، ويؤدى فيه المواطنون الصلوات فى الشهر الكريم، منهم أبناء مطروح، وأكثرهم من الزائرين والمصطافين، لوقوع المسجد بجوار أكبر الأبراج والشقق المصيفية فى مطروح، ويوجد بالمسجد ضريح «سيدى العوام» الشهير، الذى كان تُقام له الموالد، وتحضرها أسر مطروح على مر السنين، إلا أنها توقفت منذ عدة سنوات.

ويأتى مسجد «الفتح» كواحد من المساجد الكبرى التى تستقبل أكبر عدد من المصلين لأداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان، فى ظل التوسعات العديدة التى شهدها المسجد على مدار السنوات الأخيرة، وبناء 3 طوابق إضافية، بخلاف المكان المخصص للسيدات، بالإضافة إلى أنه من المساجد التى تسمح وزارة الأوقاف بفتحه للاعتكاف خلال الثلث الأخير من رمضان، وعادةً ما يقصده عدد كبير من المعتكفين سنوياً.


مواضيع متعلقة