للمحبين طرق.. على بحر شبين.. جوامع تاريخية وأضرحة وسهرات ترد الروح.. وفطار «أبناء السبيل» علينا

للمحبين طرق.. على بحر شبين.. جوامع تاريخية وأضرحة وسهرات ترد الروح.. وفطار «أبناء السبيل» علينا
- للمحبين طرق
- رمضان
- أضرحة
- المنوفية
- مقامات أولياء الله
- موائد الرحمن
- الشنط الرمضانية
- للمحبين طرق
- رمضان
- أضرحة
- المنوفية
- مقامات أولياء الله
- موائد الرحمن
- الشنط الرمضانية
أجواء مختلفة ومميزة خلال شهر رمضان المبارك، تشهدها محافظة المنوفية، التى عادة ما تبدأ قبل حلول هلال الشهر الفضيل بنحو الأسبوعين من خلال تعليق الزينات بأشكال متنوعة يتكفل بها أهالى كل شارع، إلى جانب تعليق الأنوار والفوانيس المضيئة على المساجد وتجهيز الشنط الرمضانية لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى تغيير نشاط عدد كبير من المحال التجارية التى تستهدف بيع المنتجات التى تلقى رواجاً كبيراً بين المواطنين مع الحرص على زيارة المساجد التاريخية والأثرية والأضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين وتجهيز موائد الرحمن وتوزيع التمور والمياه والعصائر على المارة والسائقين الذين لم يقدر لهم الوصول إلى منازلهم وقت صلاة المغرب والإفطار بين أسرهم.
الطبيعة الريفية انعكست على أهالى محافظة المنوفية التى تشكل نحو 60% من مساحة المحافظة على العادات الدينية لأهالى الريف حيث يبدأ يوم أهل الريف مبكراً جداً مقارنة بأهالى المدن، وخاصة أن ذروة موسم حصاد القمح يأتى هذا العام بالتزامن مع الشهر الفضيل ليبدأ الفلاحون يومهم بعد تناول وجبة السحور بالتوجه لأراضيهم لحصاد القمح ومساعدة جيرانهم وبالرغم من أن عدداً كبيراً من الفلاحين يلجأون إلى الحصاد ليلاً إلا أن ضيق الوقت ومحدودية آلات الحصاد فى كل قرية تدفع عدداً كبيراً منهم لانتظار الدور حتى إن جاء بالتزامن مع أذان المغرب، فيوم الحصاد أيضاً هو يومٌ مقدس مثل أيام الشهر الفضيل.
عبدالحميد الشرقاوى، أحد أهالى مركز شبين الكوم، أكد أن شهر رمضان هو فرصة كبيرة للم شمل العائلة، حيث يحرص أصحاب المهن الحرة على الوجود بين عائلاتهم، مشيراً إلى أن من عادات القرى أن العائلات تنظم إفطاراً يجمع كل أفرادها، ويضيف: «فى قريتى تظهر فضائل الشهر الكريم من خلال التكافل والتعاون فى عدة أشكال بداية من الأسرة التى تحرص على لم الشمل مروراً بأهالى الشارع الواحد الذين يتعاونون لنشر البهجة من خلال تعليق الزينات والفوانيس المضيئة وتوفير مستلزمات الأسر الفقيرة والمحتاجين، ووصولاً إلى تكافل وتعاون الجيران والأقارب من الفلاحين لحصاد القمح ونقله من الحقول فى أجواء تمحو الخلافات ويسود فيها التسامح بين الأهالى»، مشيراً إلى أن طبيعة القرية تفرض نفسها على عاداتها الدينية، حيث يحرص الشباب على التجمع بعد أداء الصلاة فى المساجد وقراءة أجزاء من القرآن الكريم.
مئات الآلاف من الزوار سنوياً للمسجد العباسى وموالد "شبل الأسود" و"سيدى خميس"
طارق بدران من أهالى مدينة «شبين الكوم»، أكد أن عادات أهل المدينة تختلف قليلاً عن أهل الريف فمدينة شبين الكوم مدينة لا تنام خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن ما يميز أهالى المنوفية هو الحرص على إفطار الصائمين عابرى السبيل من خلال التطوع لتوزيع المياه الباردة والعصائر والتمور فضلاً على حرص كل قرية على تجهيز مائدة رحمن على الطرق الرئيسية لإفطار الصائمين من المارة والفقراء والمحتاجين.
المنوفية أيضاً واحدة من أكثر المحافظات التى تضم أضرحة ومساجد لأولياء الله الصالحين، تجذب مئات الآلاف من المريدين والزوار سنوياً وخاصة فى مدينتى «الشهداء وشبين الكوم»، حيث يقع فى مدينة الشهداء مسجد وضريح محمد شبل بن الفضل بن العباس «عم الرسول عليه الصلاة والسلام» وأخواته السبع.
شبل الأسود استشهد فى إحدى أهم معارك الفتح الإسلامى ليتساقط مئات الشهداء أمام جدران الحصون الرومانية وتتحول مقابرهم إلى مئات من الأضرحة والمقامات يقصدها أتباع الطرق الصوفية ومريدو أهل البيت، وتذكر الكتب التاريخية أن أمير الجيوش محمد بن الفضل بن العباس حقق انتصارات على الجيوش الرومانية فى الفتح الإسلامى لمصر إلى أن وصل إلى المنوفية فى منطقة «سرسنا» وكانت هناك قلعة حصينة للرومان بها ودارت بها معركة ضارية ما زالت آثار المعركة باقية حتى الآن، واستمر قائد الجيوش فى انتصاراته إلى أن عاد إلى سرسنا مرة أخرى ووجد الرومان فى انتظاره وبعد معارك ضارية وانتصارات للمسلمين غافله أحد الرومان وطعنه من الخلف ولقى حتفه فى منطقه سرسنا فتم دفنه فى موضع استشهاده وبناء ضريح ومن بعده مسجد. المسجد جرى بناؤه فى القرن الحادى عشر الهجرى، وقامت وزارة الأوقاف بضمه إليها فى القرن العشرين، وهو يشبه فى تخطيطه العام المساجد التركية، وبه ضريح سيدى شبل الأسود.
ويشهد المسجد خلال شهر رمضان المبارك، سلسلة من الفعاليات على رأسها الدروس الدينية على مدار اليوم حيث يكون هناك درس للنساء عقب صلاة الظهر ودرس للرجال والنساء قبل صلاة العشاء ودرس ثالث فى منتصف صلاة التراويح وعقب انتهاء التراويح يقوم أحد القراء المصرح لهم من الأوقاف بختام الأمسية بتلاوة آيات من القرآن، فيما تستقبل المدينة نحو نصف مليون زائر سنوياً حيث يقام مولدان فى العام بمسجد سيدى شبل وساحته: «المولد الرجبى فى شهر رجب وهو ذكرى استشهاده والمولد الكبير وهو ذكرى ميلاده». ويعد مسجد «سيدى خميس»، بوسط مدينة شبين الكوم، ثانى أهم المزارات الدينية بمحافظة المنوفية، حيث يضم ضريح سيدى خميس أبوسمرة محمد بن خميس الحبشى، الذى يمتد نسبه إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، فوالدته أخت السيدة ميمونة الحبشية زوجة الفضل بن العباس، عم الرسول، والسيدة ميمونة، رضى الله عنها، هى والدة سيد محمد شبل بن العباس، ويمتد نسبه من جهة والده إلى سيدنا بلال بن رباح، مؤذن الرسول.
وفد إلى مصر قائداً لإحدى كتائب الفتح الإسلامى أثناء الغزو الرومانى لمصر، وكان بصحبة سيدى محمد شبل عام 29 هجرياً، حيث حضر فتح الوجه البحرى شرق فرع رشيد، وكتب الله النصر للمسلمين على يديه وأيدى رفاقه، على الرومان واستقر «سيدى محمد بن خميس» فى هذا المكان الطيب خادماً لدين الله الإسلامى وقطباً من أقطاب الصوفية عابداً زاهداً حتى لقى ربه، وجرى تجديد المسجد وعمارته عام 1986ويقع المسجد فى أكبر شوارع المدينة وأكثرها رواجاً وهو شارع الزعيم سعد زغلول.
على بعد دقائق قليلة من مسجد سيدى خميس يقع المسجد العباسى «التحفة المعمارية والأثرية» الذى يميز عاصمة الإقليم ويرجع تاريخ بنائه إلى عصر عباس حلمى الثانى سنة 1329 هجرية 1911 ميلادية، طبقاً للنص التأسيسى المعاصر حيث تم اعتماده كمسجد أثرى ولم يشهد أية تعديلات على بنائه محتفظاً بتصميمه الفريد، فيما أجريت له بعض الترميمات البسيطة فى عام 2005، ويحتفظ المسجد بمكانة خاصة لدى زوار محافظة المنوفية الذين يحرصون على زيارته وأداء الفرائض به، بالإضافة إلى حضور الأمسيات الدينية والندوات التى تقيمها مديرية الأوقاف به بشكل متواصل وخاصة فى شهر رمضان، وإلى جانب المسجد العباسى، هناك مسجد «العمرى» الذى يقع بمدينة أشمون وهو أحد أقدم المساجد بالمحافظة ويحرص على زيارته آلاف المواطنين سنوياً.