للمحبين طرق.. تراويح فى «جامع عمرو» و«المعينى» وموائد إفطار وسحور فى الكنائس

للمحبين طرق.. تراويح فى «جامع عمرو» و«المعينى» وموائد إفطار وسحور فى الكنائس
البط بالمورتة والمكرونة باللبن أكلات خاصة تتميز بها محافظة دمياط فى شهر رمضان، حيث تحلو «اللمة» مع الصحبة والعائلة فى الشهر الفضيل، يجتمع أفراد العائلة على مائدة واحدة، يتقاسمون «اللقمة» معاً، وتكاد لا تخلو المائدة العامرة بصنوف الطعام من مشروب «قمر الدين» أو «السوبيا»، وحبات التمر، وعقب تناول الإفطار يتجمعون لأداء صلاة المغرب، ثم ينهضون لأداء صلاة العشاء والتراويح. ففى هذا الشهر الكريم، يلتقى الأصحاب والأحباب، الذين لم يشاهدوا بعضهم البعض منذ أشهر طويلة، بسبب مشغوليات الحياة، كما يلهو الأطفال بالفوانيس والزينة، وتجمع تلك الطقوس جميع «الدمايطة»، مسلمين ومسيحيين، ينتظرون قدوم رمضان بفارغ الصبر، وبينما تمتلئ المساجد بالمصلين، تنشغل بعض الكنائس بإعداد موائد الإفطار والسحور، التى يجتمع عليها الجميع، دون فرق بين مسلم ومسيحى.
المساجد التاريخية عامرة بالمصلين ليلاً والسائحين نهاراً.. ومشروع لتطوير ثانى مسجد فى أفريقيا بـ35 مليون جنيه
كما أن لبيوت الله مكانة خاصة فى نفوس أبناء دمياط، الذين يحرص معظمهم على التوجه إلى أحد المساجد الكبرى بالمحافظة، لأداء الصلاة بها، ومنها مسجد «عمرو بن العاص»، أو مسجد «المعينى»، للاستمتاع بالأجواء الروحانية فى هذه المساجد، طوال الشهر الكريم.
«لا تحلو ليالى رمضان إلا بأداء صلاة التراويح»، جملة تتردد على ألسنة الكثيرين من أبناء محافظة دمياط، التى تشتهر بوجود عدد كبير من المساجد التاريخية بها، عادةً ما تزدحم بالمصلين طوال الشهر الكريم، لعل أبرزها جامع «عمرو بن العاص»، ثانى مسجد تم بناؤه فى قارة أفريقيا، ومسجد «المعينى» الأثرى، ويعود تاريخ إنشائه إلى القرن الـ14 الميلادى، بالإضافة إلى بعض المساجد الأخرى، التى يقصدها آلاف المصلين لأداء صلاة «التراويح» بها، منها مسجد «البحر» على كورنيش النيل، والذى أصبح مقصداً للعديد من المسئولين فى المناسبات الرسمية، ومسجد «الدعوة» بدمياط الجديدة، إضافة إلى المساجد التاريخية بمدينة رأس البر، وهى من المزارات التى يحرص مئات السائحين على زيارتها أثناء وجودهم بالمدينة.
ويُعد «جامع عمرو بن العاص» واحداً من أهم وأعرق المساجد فى مصر والقارة
ويعتبر المسجد من أشهر المساجد فى دمياط، نظراً لتحويله إلى كنيسة عدة مرات، إحداها فى سنة 1219 ميلادية، حينما خضعت دمياط للاحتلال من قبل الصليبيين فى عهد إمبراطور القسطنطينية اللاتينية، «جان دى برين»، عندما كان ملكاً لبيت المقدس، وعاد مسجداً مرة أخرى، حينما خرج الصليبيون من دمياط سنة 1221، وعند دخول «لويس التاسع» إلى دمياط، فى سنة 1249 ميلادية، قام بتحويل المسجد إلى كاتدرائية مرة أخرى، وأطلقت محافظة دمياط مؤخراً مشروعاً لترميم المسجد الأثرى، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للأثار، ضمن مشروع التطوير الشامل لآثار دمياط، بتكلفة إجمالية تصل إلى 66 مليون جنيه، منها 35 مليون جنيه لتطوير جامع عمرو بن العاص، الذى يعانى من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالمنطقة المجاورة له، وبحسب وكيل وزارة الأوقاف فى دمياط، الشيخ محمد سلامة، فقد بدأت أعمال التطوير قبل نحو شهرين، ومن المتوقع أن تنتهى خلال الفترة القريبة القادمة.
ويتكون المسجد من صحن مكشوف بمساحة 400 متر مربع، تحيط به 4 أروقة، أكبرها رواق القبلة فى جنوب شرق المسجد، وضم قبلتين و8 أبواب، وفى سنة 500 هجرية، 1106 ميلادية، تم تجديد المسجد وزيادة مساحته، فيما ظل المسجد قائماً بعد التجديد الفاطمى، حتى سنة 1250 ميلادية، عندما أصدر أمراء المماليك أمرهم بتخريب دمياط، لكنهم أبقوا على هذا المسجد، ويتوسط صحن المسجن صهريج لتخزين المياه، كما أقيم بالقرب منه مسجد «أبوالمعاطى»، وظل المسجد مهجوراً حتى أعاد وزير الآثار الأسبق، الدكتور زاهى حواس، إحياءه من جديد سنة 2009، وتبلغ مساحة المسجد حوالى 4 آلاف و600 متر مربع، ويتسع لأكثر من 4 آلاف مصلٍّ.
أما مسجد «المعينى»، الواقع على كورنيش النيل، فيُعتبر أحد أبرز التحف المعمارية والأثرية التى تخلد التاريخ الإسلامى بالمحافظة، وهو ثانى مسجد يتم بناؤه فى دمياط، شيده أحد التجار يُدعى «محمد بن معين الفارسكورى»، سنة 710 هجرية، 1310 ميلادية، فى عصر «الناصر قلاوون»، وتم إنشاؤه فوق القناطر القديمة، ليكون مرتفعاً عن منسوب نهر النيل، وعادةً ما يزدحم المسجد بالمصلين خلال شهر رمضان، وفى صلاة «عيد الفطر»، كما يحرص عدد كبير من السائحين على زيارته، باعتباره تحفة فنية وأثرية عريقة تمتد لمئات السنين، ويمتاز المسجد بضخامة بنائه وارتفاع جدرانه ومئذنته، ويوجد بداخل الجامع ضريح أحيط بمقصورة من الخشب، تم تصميمها على طراز المشربيات العربية.
ويمتاز مسجد «المعينى» بزخارفه المنقوشة على الطراز المملوكى، وتخطيطه الهندسى الفريد، حيث كان يُستخدم كمدرسة لتعليم العلوم الدينية، كما يتوسطه صحن مفتوح، تزين أرضيته قطع فنية من الفسيفساء، ويضم 4 إيوانات، أكبرها إيوان القبلة، لكل إيوان منها سقف مزين بالأخشاب بديعة الزخارف، وكانت الإيوانات مخصصة لتدريس المذاهب الإسلامية، وخلال السنوات الماضية، تم إجراء عملية تطوير للمسجد، أثناء تولى الدكتور زاهى حواس وزارة الآثار، وبمرور السنوات، تبين حاجة المسجد لإعادة التطوير مرة أخرى، لوجود عيوب سابقة فى المرة الأولى.