للمحبين طرق.. التراويح: قلوب المصلين تلهث بين بيوت الله بحثاً عن راحتها.. ولكل مسجد مريدوه

كتب: صالح رمضان

للمحبين طرق.. التراويح: قلوب المصلين تلهث بين بيوت الله بحثاً عن راحتها.. ولكل مسجد مريدوه

للمحبين طرق.. التراويح: قلوب المصلين تلهث بين بيوت الله بحثاً عن راحتها.. ولكل مسجد مريدوه

مع كل أنشودة للنقشبندى، أو ابتهال لنصر الدين طوبار، أو خاطرة للشعراوى، فى رمضان، يرق القلب، وتصفو الروح، فتغطى البيوت أجواء روحانية، وتكسو الشوارع موجات من الدفء، يحفظها المصريون جميعاً لمحافظة الدقهلية، لأنها أنجبت لهم يوماً الثلاثة الكبار، الذين منحوا الشهر المبارك روحاً خاصة.

الدقهلية.. من هنا خرج النقشبندى والشعراوى.. وهنا دار ابن لقمان

النقشبندى وطوبار والشعراوى، ثلاثة أصوات لم تنقطع عن أى بيت فى مصر لقرابة 50 سنة، لكن كان لهذه الأصوات مكانة خاصة فى مسقط رأسها بالدقهلية، بجانب أسماء أخرى أهدتها المحافظة للمصريين، فى العديد من المجالات. فى هذا العام، يأتى «رمضان» على المنصورة مختلفاً عن غيره من الأعوام، مع الاحتفالات بمرور 800 سنة على إنشاء المنصورة، عاصمة الدلتا التى تصدت للصليبيين، واحتفظت بكثير من الذكريات عن معارك النصر، المنقوشة حتى الآن على جدران بعض الآثار الموجودة منذ العصر الأيوبى، وأبرزها دار ابن لقمان، حيث أُسر ملك فرنسا لويس التاسع، وجامع الصالح نجم الدين أيوب، قاهر الحملة الصليبية. فى الليالى الرمضانية، يحلو السمر مع الأصدقاء فى المنتديات الثقافية والشعرية لقصر ثقافة المنصورة، وتحلو الجلسات النيلية مع الأسرة فى جزيرة الورد، ويحلو الدفء الأسرى حول موائد الإفطار الجماعية، قبل الخروج «أفواجاً» لأداء صلاة التراويح.

«أين تصلى التراويح؟!».. هو السؤال الأهم مع حلول شهر رمضان، ففيه تتعلق قلوب الصائمين بالمساجد وأولياء الله الصالحين، ويسعى كل صائم للعثور على مسجد يشعره بالراحة النفسية، ويبحث البعض عن إمام حسن الصوت، والبعض عن إمام لا يطيل فى الصلاة، والبعض عن إمام يصلى بجزء كامل من القرآن.

وتشتهر الدقهلية بعدد من المساجد الكبرى، التى تصبح قبلة الباحثين عن الأجواء الرمضانية، وأبرزها «الشيخ حسانين» و«العيسوى» فى المنصورة، ويضمان أضرحة لأولياء الله الصالحين، ويقول عبده السوهاجى، أحد أبناء المنصورة، «لا أستمتع بشهر رمضان إلا عندما أحضر صلاة التراويح فى مسجد الشيخ حسانين، حيث تحلق الروح بين القرآن والذكر»، وأضاف: «الشيخ حسانين أحد العارفين بالله، وله مقام داخل المسجد يحضر إليه المحبون من كل مكان، وبعد أداء التراويح نجلس فى حلقات للذكر»، موضحاً أن «بعض الفقراء يدخرون كل جنيه يتحصلون عليه، لينفقوه على الإفطار الرمضانى فى ساحة الشيخ حسانين، ورغم أنها تكون بسيطة، إلا أنها تشهد إقبالاً واسعاً عليها».

المنافسة مشروعة.. الصلاة بجزء كامل فى مسجد "الصديق".. والتخفيف عن المرضى وكبار السن فى "النصر".. ومساجد الأولياء تجذب المحبين

وتشتد المنافسة سنوياً بين مسجدى «النصر الكبير» و«الصديق» فى مدينة المنصورة على أكبر عدد من المصلين فى «التراويح»، فمسجد الصديق يجذب الشباب بشكل خاص، فالإمام معروف بأنه يصلى التراويح بجزء كامل من القرآن، ويزداد الإقبال فى «العشر الأواخر»، وتستعين إدارة المسجد بمشايخ معروفين بحسن الصوت، ويعرفهم المصلون بالاسم، كما يجرى الإعلان عنهم يومياً، ولا تقتصر الصلاة فى «الصديق» على الرجال وحدهم، فهناك مكان خاص بالسيدات، ما يزيد من الإقبال عليه، خاصة أن المساجد التى تخصص مساحات للمرأة قليلة، ويتسبب الإقبال الكبير من الأهالى عليه فى أزمة مرورية خانقة بالمنطقة، خاصة مع امتداد الصلاة إلى الشوارع المحيطة، ما يدفع رجال المرور إلى التدخل لتنظيم الحركة فى المنطقة. السيد محمود، أحد أهالى المنصورة، يقول إنه يحرص على صلاة التراويح بجزء كامل فى كل ليلة، ما يدفعه لاختيار مسجد الصديق على المشاية السفلية فى المنصورة، وعندما يصل إلى نهاية شهر رمضان، يكون انتهى من سماع القرآن كاملاً فى صلاة التراويح، أما خالد رضوان، أحد أبناء المنصورة، فيقول إنه يحرص منذ سنوات على أداء صلاة التراويح فى مسجد الصديق، حيث يشعر براحة نفسية كبيرة، فيذهب إليه بعد الإفطار مباشرة، ليجد مكاناً لنفسه.

مساجد أهلية تتعاقد مع مشايخ يتميزون بحسن الصوت مقابل مكافأة شهرية لاجتذاب المصلين.. وأماكن خاصة بالنساء.. واختناقات مرورية فى الشوارع المحيطة

ويختلف الوضع كثيراً فى مسجد النصر الكبير عنه فى مسجد الصديق، فيخفف الإمام على المصلين فى «التراويح»، حتى يتمكن المرضى وكبار السن من أداء الصلاة دون أن يتضرروا من طول مدتها، ويقول الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف فى الدقهلية، إن «النصر الكبير» له خصوصيته، فهو المسجد الأم فى المحافظة، حيث تقام فيه الاحتفالات الدينية الكبرى واللقاءات الرسمية.

وتخصص «الأوقاف» واحداً من الأئمة المتميزين لمسجد النصر الكبير سنوياً، ويجب أن يكون عالماً محترماً وحسن الصوت، ما يجعله جاذباً لأهالى المنصورة، الذين يقطعون مسافات كبيرة ليصلوا خلفه، وحسب زيادة، فإن «إمام مسجد النصر الكبير يتمتع بالعلم الغزير وحسن الخلق، ما ورثه عن والده، الذى شغل فى السابق منصب رئيس لجنة الفتوى فى المحافظة»، وأشار إلى أن المديرية استعدت لشهر رمضان باختيار عدد من الأئمة المتميزين لتوزيعهم على المساجد الكبرى، موضحاً «ما إن يدخل المصلى جامع النصر بعد المغرب، حتى يبحث لنفسه عن مكان لصلاة العشاء والتراويح، فالمسجد يمتلئ عن آخره، ما يدفع المصلين لمد الحصير خارجه، رغم اتساعه»، وتتوافد أعداد غفيرة من المواطنين على المساجد العريقة فى المنصورة، وأبرزها الموافى فى شارع بورسعيد، والقاضى فى شارع الجلاء، و6 أكتوبر فى شارع أحمد ماهر، والصباحى بشارع جيهان، والجمال فى شارع الجمال، وجميعها حصلت على تصاريح من «الأوقاف» للاعتكاف فيها.

فى السنوات الأخيرة، دخلت بعض المساجد الأهلية فى منافسة مع المساجد الكبرى، عن طريق التعاقد مع مشايخ يتميزون بصوت عذب لإمامة المصلين فى التراويح مقابل مكافأة شهرية، وتتجه إدارات هذه المساجد إلى قرية أويش الحجر، الشهيرة بوجود عدد كبير من حفظة القرآن حسنى الصوت فيها، بين هذه المساجد، الصفطاوى فى شارع عبدالسلام عارف، والكعكى فى شارع فخر الدين خالد.

 

 


مواضيع متعلقة