للمحبين طرق.. «فوه» مدينة الـ365 مسجداً تنشد الراحة «فى حضرة الأوليا».. ودسوق مهد أقطاب الصوفية

كتب: سمر عبد الرحمن

للمحبين طرق.. «فوه» مدينة الـ365 مسجداً تنشد الراحة «فى حضرة الأوليا».. ودسوق مهد أقطاب الصوفية

للمحبين طرق.. «فوه» مدينة الـ365 مسجداً تنشد الراحة «فى حضرة الأوليا».. ودسوق مهد أقطاب الصوفية

لا يخلو منزل فيها من «العزومات».. رمضان يحلو بها، بالولائم التى تجمع أهالى الحى الواحد.. يد الغنى تأكل بجوار يد الفقر.. الزينة والفوانيس شعار البلكونات والشوارع فى قرى ومدن المحافظة.. أما الأضرحة فلها نصيب الأسد من الزيارات.. يتوافد أهالى كفر الشيخ إليها، ويرفعون أياديهم إلى السماء، مبتهلين راجين أن تزول همومهم.. هنا فى ساحة مسجد العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى تقف صفوف المصلين وراء أئمة تصدح الميكروفونات بأصواتهم.. وحول المسجد يلتقى الأصدقاء من الشباب، ليبتهجوا بروح رمضان وتناول السحور معاً.. فيما تنتشر موائد الرحمن أينما وليت وجهك، لكنها موائد مختلفة، شارك فى صنعها أقباط لإخوانهم المسلمين الصائمين، ليتحول رمضان، ليس فقط إلى أنوار إيمانية، بل وطنية أيضاً، وذلك بالتحام الأمة، بمسلميها وأقباطها.. هنا محافظة كفر الشيخ، حيث يتمتع الفقراء بمظلة التكافل الاجتماعى، تبعاً لأصول مصرية قبل أن تكون دينية.. رمضان بطقوسه على المستوى الشعبى يطل من كل ركن فيها ليقول لك «صوماً مقبولاً وشعباً متحداً».

كفر الشيخ.. عبادة وعزومات والفوانيس شعار البلكونات.. والأهم وحدتنا الوطنية

تشتهر محافظة كفر الشيخ، بوجود عدد كبير من المساجد والأضرحة، يقصدها المواطنون خلال شهر رمضان تبركاً بالأولياء، وعلى رأس هذه المساجد الكبرى، مسجد العارف بالله «إبراهيم الدسوقى»، بمدينة دسوق، ويشهد توافد المحبين والراغبين فى التبرك به، خاصة فى أيام شهر رمضان، كما تشهد ساحة المسجد توافد العشرات من الصائمين لتناول وجبات الإفطار.

القطب الصوفى، إبراهيم بن عبدالعزيز أبوالمجد، الذى ولد عام 653هـ، الموافق 1255م، بمدينة دسوق، من أشهر أقطاب الصوفية، وينتهى نسبه من جهة أبيه للإمام الحسين بن على بن أبى طالب وفاطمة الزهراء ابنة النبى (صلى الله عليه وسلم)، حفظ القرآن الكريم وتفقَّه على مذهب الإمام الشافعى وعشق الخلوة منذ صغره ودخلها للتعبد وهو ابن 3 سنوات وخرج منها لمريديه وهو ابن 23 عاماً، سطع نجمه فى العلوم والمعارف وانتشرت طريقته حتى وصل صيته إلى كل أرجاء البلاد، منذ أن ترك الخلوة وتفرغ لتلاميذه، ويقصده آلاف المريدين طوال الشهر الكريم.

مسجد «طلحة التلمسانى»، من المساجد الشهيرة فى مدينة كفر الشيخ، ويضم ضريح الشيخ طلحة أبى سعيد التلمسانى، يقصده المواطنون لأداء الصلوات، ويمتد نسب صاحبه إلى الإمام الحسين بن على، رضى الله عنه، حفيد رسول الله، وسميت المحافظة باسم كفر الشيخ نسبة إلى اسم الشيخ طلحة أبى سعيد التلمسانى المدفون بها، ثم اختصر الاسم إلى كفر الشيخ، وأنجب الشيخ ابنيه سعيد وعمر، والثانى يوجد ضريحه بقرية «إبشان» التابعة لمركز بيلا.

وتشتهر مدينة فوه الأثرية ببلد الـ365 مسجداً، ويعد مسجد الشيخ عبدالرحيم القنائى أحد أشهر وأكبر مساجدها، يقصده المريدون من كل أنحاء الجمهورية، لما له من شهرة واسعة فى كفر الشيخ وقنا، فصاحبه أحد الأولياء الصالحين وأحد أهم أقطاب الصوفية، جاء من المغرب ومكث بمدينة «فوه» ثم رحل إلى محافظة قنا، بعد أن أنشأ مسجداً سُمى باسمه، يُعد الأكبر بالمدينة، ويضم أكبر مئذنة أثرية.

ولد «القنائى» فى «ترغاى» بإقليم «سبتة» فى المغرب الأقصى سنة 521هـ - 1127م، وتلقى العلم فى جامع «ترغاى» الكبير على يد والده، وسافر إلى دمشق وقضى بها عامين وعاد إلى موطنه مرة أخرى وأخذ يحاضر بجامع ترغاى، ونزل بمدينة قوص شمال الأقصر ثم رحل إلى قنا حيث اعتكف عامين بخلوته متعبداً زاهداً وتم تعيينه شيخاً لقنا، وأصبح يسمى بـ«القنائى»، وتوجه من قنا إلى «فوه» عن طريق نهر النيل لزيارة سيدى سالم أبوالنجاة ونزل بـ«فوه» وأقام فى خلوة على النيل، هى موضع مسجده الحالى، وبعد ذلك رحل إلى قنا وتوفى بها سنة 593 هجرية.

وتعد قبة وضريح سيدى سالم بن على الأنصارى الجابرى «المغربى»، المُلقب بـ«أبوالنجاة»، قِبلة الباحثين عن الراحة النفسية، حيث تقع على ضفاف نهر النيل بمدينة «فوه» ويُعد من أهم معالم المدينة الأثرية، إذ يلجأ إليه مريدوه للتبرك والتخلص من الحسد وفك تأخر الزواج، فضلاً عن أنه مصدر لراحة العديد من أبناء المدينة وغيرها من المدن، وهو من أهل القرن السادس الهجرى، ويعد أستاذاً للشيخ عبدالرحيم القناوى، الذى ذهب إلى مدينة فوه ليتعلم على يد سيدى سالم أبوالنجاة، بينما ترجع القبة إلى عام 1181 هـ، وهو تاريخ التجديد، وأُنشئ الضريح فى عصر على باشا مبارك، ويضم مئذنة تعد أعلى مآذن «فوه»، وهدم المسجد أكثر من مرة للإحلال والتجديد ولم تبق من آثاره إلا القبة.

 

 


مواضيع متعلقة