البيئة المفضلة للإرهابى.. سماسرة المدن الجديدة: نُخطر الشرطة بأى مستأجر جديد لإخلاء مسئوليتنا

كتب: سارة صلاح

البيئة المفضلة للإرهابى.. سماسرة المدن الجديدة: نُخطر الشرطة بأى مستأجر جديد لإخلاء مسئوليتنا

البيئة المفضلة للإرهابى.. سماسرة المدن الجديدة: نُخطر الشرطة بأى مستأجر جديد لإخلاء مسئوليتنا

بعدها عن القاهرة بمسافات طويلة وهدوؤها جعلها مقصداً للعديد من الإرهابيين فى الآونة الأخيرة، حيث أصبح غالبيتهم يلجأون لتأجير شقق مفروشة بالمدن الجديدة لممارسة نشاطهم، فهى بالنسبة لهم المكان المناسب للتخطيط لعملياتهم الإرهابية، ظناً منهم أن اختيارهم تلك الأماكن سيجعلهم بعيدين عن أعين قوات الأمن، إلا أنه مع تزايد الظاهرة اتجه بعض السماسرة إلى إخطار قسم الشرطة التابع له بكل عقد يتم الاتفاق عليه مع المستأجرين لإخلاء مسئوليتهم فى حالة الاشتباه بأى مستأجر جديد، بحسب كلامهم.

كريم جادو، سمسار بمنطقة 6 أكتوبر ومدينة بدر، يقول إن أغلب الإرهابيين يلجأون للشقق المفروشة بالمدن النائية لبعدها عن زحام القاهرة من ناحية، ولانخفاض سعرها من ناحية أخرى، مشيراً إلى أنه يحصل، بمجرد التعاقد مع أى مستأجر جديد فى منطقته، على صورة بطاقته الشخصية بجانب نسخة من العقد المبرم بينهما وتسليمهم لقسم الشرطة التابع له المدينة، وعمل إخطار بهم لإخلاء مسئوليته فى حالة الاشتباه بهم: «باخد الورق للقسم، وهما بيكشفوا عليه عشان ممكن يكون مجرم وبيتخفّى هنا، ولو معملتش كده وحصل أى حاجة هبقى مشترك معاه، لأنى بتستر عليه».

تختلف الأوراق التى يحتاجها «جادو» من المستأجر قبل كتابة العقد بينهما، وفقاً لكلامه، فإذا كانت الشقة سيتم تأجيرها لأسرة لا بد من وجود قسيمة زواج وصور من البطاقة الشخصية الخاصة بأفرادها، أما إذا كانت لعمال يطلب منهم نسخة من العقد المبرم بينه وبين الشركة التى يعمل لديها: «بيبقى ليّا نظرة فى الناس اللى بتيجى تسأل على شقق، ولو المستأجر مش تمام ما بيجبش أى ورق من اللى بطلبه منه، وفيه منهم اللى بيجيب لى ورق ومجرد ما أقول له إنى هعمل إخطار فى القسم بالعقد مش بشوفه تانى».

{long_qoute_1}

ويشير إلى وجود «سماسرة» يقومون بتأجير شقق مفروشة دون الحصول على أى ورق من المستأجر مقابل «عمولة» كبيرة: «فيه ناس أهم حاجة عندها عمولتها، فالإرهابى أو الشخص اللى عايز يتخفى من أى حاجة بيعرض عليه بدل ألف جنيه مثلاً يدفعوا 3 آلاف، فالمؤجر مش بيفرق معاه أى ورق لأنه يطمع الفلوس، وده بعتبره متآمر معاه، لأنه خالف القانون وماعملش إخطار للقسم». ويشير «جادو»، الذى يعمل بمجال التسويق العقارى منذ 8 سنوات، إلى وجود فرق بين العمال الذين يتجهون للمدن الجديدة للعمل فيها بعد انتشار المصانع بها وبين الأشخاص العادية التى تأتى للسكن فيها دون هدف محدد، على حد تعبيره، إذ يحتاج العامل إلى شقة مفروشة بمواصفات معينة وبسعر محدد، أما المستأجر العادى فلا يحدد مدة تأجير الشقة، فضلاً عن أنه يكون على أتم استعداد لدفع ما يطلبه، وهو الأمر الذى يثير شكه فيه ويدفعه إلى رفض طلبه: «العمال بتطلب شقة بأقل سعر موجود فى السوق وبتفاصل معايا، ده غير إنهم بيطلبوا شقة بعدد سراير معينة، لكن فيه شباب بتيجى لى وتقول لى محتاجين شقة ومبيبقاش فارق معاهم المساحة ولا السعر ولا حتى عدد السراير، أهم حاجة تبقى مفروشة، فبقول لهم طلبكم مش عندى وخصوصاً أنهم مش معاهم أى ورق».

فى المدن الجديدة يختلف الوضع كثيراً بالنسبة للمستأجر والمؤجر عن المدن القديمة، بحسب كلام محمد نبيل، صاحب شركة تسويق عقارى بمدينة العبور، إذ يتم تسليم نسخة من عقد الإيجار لقسم الشرطة التابعة له المنطقة، بناء على تعليمات من قبل وزارة الداخلية للتحرى من المستأجر الجديد، وهو الأمر الذى جعل الإرهابيين يخشون السكن فى مثل هذه المدن مؤخراً، مضيفاً: «الإرهابى مش بيظهر عليه أى حاجة، بالعكس حالياً بقوا يلبسوا لبس كاجوال، لكن مجرد ما يعرفوا أن فيه قسم وشرطة بيخافوا يأجروا، وفيه منهم اللى بيلجأ للعمارات المهجورة أو المقفولة عشان يكونوا بعيد عن الناس».

يروى «نبيل» بعض الحوادث التى تمت فى منطقته قبل أيام قليلة، قائلاً: «كان فيه مجموعة من الإرهابيين تابعين لجماعة الإخوان ساكنين فى مصنع مهجور هنا وقوات الأمن قدرت الحمد لله أنها تقبض عليهم وكان معاهم عبوات متفجرة».

من جانبه، يقول اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الإرهابيين يلجأون لعدة مناطق فى مصر، من بينها المناطق النائية والصحراوية، مشيراً إلى ضرورة تكاتف المواطنين مع الأمن بالإبلاغ عن أى شخص يشتبهون به لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة معه، وعدم الاستخفاف بأى معلومة يعرفونها.


مواضيع متعلقة