رئيس «دينية النواب»: ندرس مشروعات قوانين تسهم فى التجديد الدينى منها «تقنين الفتوى وظهور العلماء»

رئيس «دينية النواب»: ندرس مشروعات قوانين تسهم فى التجديد الدينى منها «تقنين الفتوى وظهور العلماء»
- أسامة العبد
- أكل العيش
- الأديان السماوية
- الأعمال الفنية
- الإسلام السياسى
- الإسلام المعتدل
- الإسلام الوسطى
- الإسلام دين
- الإنسان المصرى
- أبحاث
- أسامة العبد
- أكل العيش
- الأديان السماوية
- الأعمال الفنية
- الإسلام السياسى
- الإسلام المعتدل
- الإسلام الوسطى
- الإسلام دين
- الإنسان المصرى
- أبحاث
قال الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن تجديد الخطاب الدينى يعنى نشر وسطية ويسر وتسامح الشريعة، وإن التشدد والتعصب وعدم قبول الآخر أمر مرفوض شرعاً لأن الله خلقنا لنتعارف لا لنتقاتل. وأوضح، فى حواره مع «الوطن»، أن فقه الجهاد تم تحريفه على يد المتطرفين، وهناك العديد من مشروعات القوانين ستسهم فى عملية التجديد، كقانون ضبط الفتاوى، ونحن نسعى للتجديد وليس التبديد، ونحتاج «ثورة أخلاقية» لأننا مررنا بظروف صعبة أخرجت ما لم نكن نتوقعه، فيما طالب بتغيير نظام القبول بالكليات الشرعية وألا تكون محجوزة لأصحاب المجموع الأقل فقط.
ماذا يعنى تجديد الخطاب الدينى؟
- كلنا نتضامن فى مصلحة مصر، فالشريعة الإسلامية سهلة وميسورة فلا تعقيد أو تعصب أو تشدد أو تطرف فيها على الإطلاق، وقول السيدة عائشة يدل على ذلك، فقالت: «ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه»، وهذا هو عين تجديد الخطاب الدينى، فالتجديد أن أظهر السماحة والعدالة والمساواة والأخوة فى الدين، والإخوة هنا لا تعنى الإخوة الإسلامية، بل الأخوة الإنسانية، فكل هذا يدخل تحت مضمون تجديد الخطاب الدينى، فتحن فى حاجة لداعية يعرف هذه الأمور، ويستطيع أن يوصلها لمن يستمع إليه.
{long_qoute_1}
دعنا ننتقل للحديث عن الإساءة لصورة الإسلام فى الخارج.
- بالطبع هذا أمر فى غاية الخطورة، وللأسف نحن نخاطب أنفسنا منذ أعوام طويلة، ولم نتوجه بالخطاب للمجتمعات الخارجية لذلك لا يعرفون عن سماحة وعدالة الإسلام شيئاً، بل يرون الإسلام ديناً جامداً لا يتحرك، وفى نظرى أن تجديد الخطاب الدينى ليس أمراً داخلياً فقط، وإنما لا بد من مخاطبة الخارج أيضاً، فيجب أن نوسع المفهوم، فالداعية الإسلامى لا بد أن يكون على علم بظروف المجتمع بل العالم، والتأكيد على أن الدين يدعو للسلام المحلى والعالمى، وشاركنا فى العديد من المؤتمرات الدولية، منها مؤتمرات عن السلام بفرنسا والسويد وألمانيا، وأوضحنا أن تجربة المسلمين والمسيحيين فى مصر تختلف عن أى مكان آخر، وضربت مثالاً على ذلك منها أن الطفل المسيحى يمكنه الرضاعة من أم مسلمة، والطفل المسلم يرضع من أم مسيحية، فالداعى للتفرقة هو صاحب الفكر المتطرف الأعمى الذى لا يفرق بين مسلم أو مسيحى، بل يريد تضييع المجتمعات، فهم مجموعة من المأجورين، والمؤسسات الدينية تقاومهم، فهم يقتلون المسيحيين فى كنائسهم والمسلمين فى مساجدهم، فهذا فكر أسود وأعمى لا يفرق.
إذاً لماذا يعترض البعض على فكرة تجديد الخطاب الدينى؟
- هذا عدم وعى، ونصحح لهم فهمهم، فنحن لدينا ثوابت دينية تشمل «القرآن والمتواتر من السنة»، لا يمكن أن نقربها على الإطلاق، ولا يمكن قبول رأى يقول بأن تصبح صلاة الظهر 3 ركعات، والعصر ركعتين، فالثابت بالتواتر باقٍ من يوم نزل على سيدنا محمد وحتى يوم القيامة، ولا كلام أو جدال حوله، ولكننا هنا نناقش الرؤى البشرية للنصوص الشرعية، فحاجتنا الآن إظهار يسر وسماحة الدين الإسلامى وهذا متطلب، فينبغى أن يعيه الداعية وأستاذ الجامعة والمدرس والشاب، ذلك لتخريج أجيال تصل لها سماحة الدين الإسلامى، فنحن لدينا قدر مشترك بين الأديان، فلا عداء بين أصحاب الأديان السماوية بل كلنا أخوة فى الإنسانية. {left_qoute_1}
لكن المتطرفين يقولون إن الدين لا يقبل الأخوة إلا فى الإسلام فقط.. هل ذلك صحيح؟
- الأخوة الإنسانية أمر ثابت فى القرآن الكريم، فقال تعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»، فالأصل بين الإنسان هو التعارف وليس التناحر والتقاتل، وإنما التعارف وبناء المجتمعات، فهم يريدون أن نقتل أنفسنا ونحن أحياء، وهذا غير صحيح الدين، فالنبى الكريم يقول: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً»، وهذا هو الدين الذى نزل على محمد، وقال أيضاً: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وهو ما يعنى أنه جاء ليتمم ما سبقه من ديانات سماوية، فالقدر المشترك بين الأديان هو الذى يبنى المجتمعات، وأما التشدد والتعصب وعدم الاعتراف بالآخر فهو الذى يهدم المجتمعات، ويربى العداوة فالقرآن يقول: «لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»، وهذا ما نريده.
هل يمكن تحديد توقيت معين لظهور التطرف فى الإسلام؟
- التطرف لم يبدأ عند الإسلام أو المسلمين، بل موجود منذ الأزل، وبسبب ظهور التطرف غاب الوسطيون والمعتدلون من علماء الدين عن الساحة، وظهر أهل التكفير والتعصب والتشدد والتطرف الذين لا يفهمون الفقه الإسلامى، فلا عيب فى الدين السماوى وإنما فى العقول السوداوية التى لم تفهم شرع الله، فلا كتاب ولا سنة يدعو للتطرف والعنف، بل البشر هم من ليس لديهم استعداد للفهم، فنحن لدينا فكر وفعل، والمتعصب من الفكر يواجه بالفكر، ونسعى لإلغاء الفكر المتعصب بالوسطية، فالفكر المتشدد يواجه بالفكر الوسطى، فالشريعة سمحة كلياً.
{long_qoute_2}
التراث يحمل ألفاظاً لا يمكن استخدامها فى الفترة الحالية منها «أهل الذمة».. هل نقبلها أم نرفضها؟
- نسعى للتجديد وليس التبديد، وهذه قاعدة ثابتة، فالإسلام كنصوص صالح لكل زمان ومكان، لكن ما حدث فى العصور السابقة لا يناسب العصر الذى نعيش فيه، وهناك أشياء كثيرة لا تناسب العصر الحالى، من حيث اللفظ والمعنى، فهناك ألفاظ لم تكن معيبة فى زمان سابق، والآن هى خاطئة، وأقول للعلماء ليس كل ما هو مكتوب يُقال، ولا بد من مراعاة الظروف التى نعيش فيها، فنحن نريد أن نعيش ولا عداء لدينا لأى جيل ولا مؤسسة ولا ديانات أخرى، فهذا المصطلح وغيره لا نرغب فى انتشاره، فالمسيحى وغيره يعيشون عصر مواطنة كاملة، ولنترك مثل هذه المصطلحات لزمانها، والعامل الأساسى الآن هو التعايش والأخوة الإنسانية، فنحن شركاء فى كل شىء، ومشتركون فى الدفاع عنه، ومن غير المقبول أن نعطى هذه المصطلحات رونقاً أو وجوداً.
وما أبرز القضايا التى تحتاج إلى تجديد؟
- لا شك أن قضية كرامة الإنسان هى الأهم، فعلينا الوعى أن الله كرم المسلم والمسيحى وقال: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ»، فلم يقل الله كرمنا المسلمين فقط، ومنطلق عملى فى لجنة الشئون الدينية هو احترام كرامة الإنسان والإنسانية، فلو تم احترام الإنسان لارتاحت الأبدان والأذهان، وهى الأصل، ولا بد من ترسيخ المواطنة فى العقل الجمعى، ومبدأنا «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ»، وندعو المؤسسات الدينية أن تعمل جادة فى إظهار وسطية الإسلام المعتدل السمح، وألا يقف الأمر عند إعلام من داخل مجتمعاتنا وإنما الخروج للمجتمعات الأخرى، ومنحها فكرة كاملة عن وسطية الدين.
وماذا عن فقه الجهاد؟
- المتطرفون حرفوا الجهاد، فلا جهاد إلا حال الاعتداء، فالجهاد فى الإسلام فقه دفاعى وليس هجومياً، وكان ضد الظلم والبغى والعدوان، فنحن لسنا دعاة حرب، وهذا شأن الدولة وليس الأشخاص، وهو حق ولى الأمر، والحاكم هو المسئول الأول عن الجهاد ويكون للدفاع، إنما استخدامه ضد الناس لمجرد أنهم ليسوا على ديننا فليس هذا هو الدين، فأين نذهب من قوله تعالى «لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»؟ فالبر أرفع أنواع الخير، وقد استخدمه الله فى التعامل مع غير المسلمين، فأين نذهب من هذه الحقائق؟ علينا أن نتعارف مع الآخر ونعرفه بديننا ووسطيته وليس أن نقاتله. {left_qoute_2}
كيف نشأت جماعات الإسلام السياسى؟
- لا أحب التعامل مع المصطلحات الرنانة الموجودة على الساحة، فأنا أبنى دولة حديثة وأستعيد المبادئ والقيم الإسلامية الصحيحة، وهذا هو همى وشغلى الشاغل، فلا بد من استعادة الكرامة الإنسانية، ونشر القيم التى تحافظ على الإنسان، ولا أهتم بمصطلحات ولا جماعات مثل التى ذكرت، وإنما أن أبدأ بداية صحيحة سليمة مع كافة المؤسسات الدينية المعنية والمؤسسات التعليمية الموجودة ومؤسسات الشباب، فعلى جميع هذه المؤسسات البحث عن سماحة الدين الإسلامى.
وما أبرز جهود اللجنة الدينية بمجلس النواب لتجديد الخطاب الدينى؟
- عقدنا مؤتمراً ضد التطرف ولتجديد الخطاب الدينى، وكان أول مؤتمر يعقد فى مجلس النواب ومن أكبر المؤتمرات وقد عقدناه تحت قبة البرلمان وحضرت فيه جميع الأطياف والأفكار واستمعنا للجميع وسنعقد مؤتمراً آخر قريباً للاستماع ومناقشة ودحض الإرهاب ومقاومته وتجديد الخطاب الدينى، أيضاً ما من مؤتمر عقد لمؤسسات دينية فى هذا الإطار إلا وشاركنا فيه بكلمات أو أبحاث، وفى مؤتمر وزارة الأوقاف فى أسوان كانت كلمتى لمحاسبة الذات، حيث حاسبت نفسى والمؤسسات الدينية على ما قدمنا لشرع الله عز وجل، فلدينا شرع واضح معتدل وسطى، وماذا فعلنا لنظهر كل هذه الأمور؟ وقد شاركنا فى مؤتمرات الأزهر والإفتاء والأوقاف فى هذا الشأن، وكذلك عدد من المؤتمرات التابعة لوزارة الشباب والرياضة، ولا نألو جهداً فى دعم قضية التجديد الدينى سواء بالقول أو الفعل، وقد زرت العديد من بلدان العالم، ومن ألمانيا خاطبت العالم أجمع بمؤتمر السلام العالمى بأننا نمد يد السلام، وقلت كفاكم إنفاقاً على الحروب وأنفقوا على تأليف القلوب، وشاركت فى مؤتمرات الأوقاف للسلام العالمى بسيناء.
«إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».. ما أبرز القوانين التى تواجه الفوضى الدعوية؟
- هناك عدد من مشروعات القوانين للتجديد الدينى، وستمثل نقله نوعية، فهناك مشروع ضبط الفتوى، وذلك حتى نقطع الطريق على مثيرى الفتن ممن يخرجون بفتاوى منحرفة تثير الفتن بين أبناء الوطن الواحد بل وبين الرجل وزوجته، وسيتم تقديمه قريباً، وكذلك مشروع قانون للظهور الإعلامى للعلماء، ويتم مراجعة مشروع قانون ضبط الفتوى ليتم رفعه للدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، وهناك مشروع قانون طرحته أنا شخصياً لتنظيم عمل دار الإفتاء، فنحن الآن أمام دار إفتاء عالمية وليست مصرية فقط، والدكتور شوقى علام الآن رئيس لدور الإفتاء حول العالم، ولا بد من قانون ينظم وضعها ويعطيها قيمتها وقامتها، وهناك مشروع قانون هيئة الأوقاف، الذى سيكون داعماً قوياً للوزارة، والحاصل أن كل المشروعات الدينية التى تخدم المجتمع الذى نعيش فيه والإسلام الوسطى تكون بدايتها من عندنا.
هناك انتقاد على جامعة الأزهر لتدنى مستوى القبول بالكليات الشرعية.. فكيف ترى ذلك؟
- شيخ الأزهر تنبه لذلك وأنشأ معاهد الشعبة الإسلامية، حيث يتم الكشف الطبى والنفسى على هؤلاء المتقدمين، ويدخلون فى منظومة الشعبة الإسلامية بعد الإعدادية، حيث يحصلون على الثانوية الأزهرية ويدخلون الكليات الشرعية من خلال الشعبة، ويتم تأهيلهم بقوة للكليات الشرعية، ويتم تربيتهم على الوسطية والاعتدال ليبنوا جيلاً يرد على التكفير والتطرف، وفى المجمل أنا أؤيد هذا النقد، فهناك تدنٍ فى مجموع القبول للكليات الشرعية، وينبغى علينا فى الأزهر اختيار المؤهلين لهذه المهمة دون اعتبار للمجموع، فلا بد من تغيير نظام الانتساب للكليات الشرعية، فنختار من الثانوية الأزهرية من يكون طالباً متميزاً فى الشريعة والأصول عبر اختبارات.
{long_qoute_3}
واجهت موجة عاتية من العنف فى الجامعة على يد طلاب الجماعات المتطرفة.. لكن للأسف ما زالت هذه الجماعات موجودة عبر أساتذة وطلاب فكيف نواجه ذلك؟
- أتباع الفكر المتطرف موجودون فى كل الجهات وليس مؤسسة الأزهر وحدها، وأيام المظاهرات والمشاكل بالجامعة، كان ذلك فى الكثير من الجامعات غير الأزهر، ونحن نحجمها بفكرنا الوسطى المعتدل، ونقاوم هذه الأفكار والمعتقدات المتشددة، بفكرنا الأزهرى، فالوقاية خير من العلاج، فنحن نبنى شباباً وعلماء وندربهم على الوسطية والاعتدال، فلا بد من محاربة الفكر بالفكر، وإذا استطعنا مقاومتهم بالفكر لن يكون هناك قيمة للتطرف ولا التعصب، فالمقاومة بالفكر هى الضامن لعدم عودة مثل هذه الأحداث، وهى التى تحصن الأبناء من مثل هذه المعتقدات السيئة.
بعد تكرار النداءات الرئاسية بالتجديد.. ما مدى رضا اللجنة الدينية عن الخطاب الدينى؟
- أيدينا فى أيدى المؤسسات الدينية والتعليمية، وجميع المؤسسات التى لها يد وتسهم فى بناء الإنسان المصرى، فعلينا جميعاً أن نتكاتف ونتعاون ونتكامل ونتضامن لخلق جيل وسطى معتدل لا يعرف الإرهاب والتشدد، ودائماً أناديهم بالتعاون وأن نرقى بأنفسنا لخدمة الوطن.
هل الثقافة المصرية تعانى اليوم من أزمات؟
- للأسف نعم، ينبغى أن نعود لقيمنا ومبادئنا، أما ما يتم عرضه من الأفلام والمسلسلات التى تدعو للتعصب والفتونة والعنف فينبغى أن نربى أبناءنا على غير هذا، وألا يكون فى ثقافتنا لغة القوة والجبروت والاعتماد على العنف، أو الخروج عن النظام المجتمعى وقيم ومبادئ هذا المجتمع، وكلنا شريك فى هذا، وعلينا تربية أبنائنا بشكل صحيح، تربية هادئة، فمن يتربى فى أسرة هادئة غير الذى يتربى فى أسرة فيها عراك ومشكلات، فعلى الجميع سواء أكانت بيوتاً أو ثقافة أو إعلاماً، أن يعلم أنه مسئول أمام الله عن تربية أجيال تبنى وليس تهدم.
كررت التحذير من العنف الذى يظهر فى الأعمال الفنية أكثر من مرة.. لماذا؟
- نرفض الفن الهابط تماماً، سواء على المستوى اللفظى أو الفعلى، وقد سألنى أحدهم فى محاضرة كيف سنستعيد القيم؟ فقلت له حينما نحقق قول الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذى... يبنى وينشئ أنفساً وعقولا
وحينما نطبق هذا سوف تضمحل السلوكيات السلبية فى كل شىء، فمصر كنانة الله فى أرضه وزكاها رسول الله ولا يجوز أن يخرج فيها شىء عن إطار المشروع والمقبول، فنحن نحتاج لثورة أخلاقية وسلوكية إلى جانب ثورة تجديد الخطاب الدينى.
لماذا غاب فقه الدولة والاستقرار عن المواطن العادى؟
- لقد مررنا بظروف صعبة جداً أخرجت منا ما لم نكن نظن أنه موجود أو نتوقعه، ولكن دعونا ننسى المشاكل ومظاهرها السلبية والسيئة ونبدأ البناء، وحياة جديدة سواء على مستوى الأسرة أو المؤسسات التعليمية أو الوظيفية، فنحن فى حاجة لجميع الجهود، ومصر تستحق أن نبنيها على أسس سليمة، لأن قيمها سليمة وقوية.
المتطرفون دائماً ما يروجون أن غير المسلم له النار وأنه من الضالين والمغضوب عليهم.. كيف ترى مثل هذه الآراء؟
- الجنة والنار لله وحده ولا يملكها أحد غيره جل فى علاه، ولا ينبغى الحديث فى مثل تلك الأمور لأنها غيبيات لا يجوز الخوض فيها، فنظرية الاستعلاء بالدين مرفوضة، فنحن لسنا قضاة، ولسنا مسئولين بالمحاسبة بل «كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ» ولن أحاسب إلا عن نفسى، وواجب علىّ التعامل مع جميع أفراد المجتمع على أنهم أخوة، وما من أحد مسئول عما فى داخل الآخر ولا عن فعل الآخر، كذلك من يتحدث عن نظريات الولاء والبراء، فهى بعيدة عن صحيح الدين، فالقرآن فى سورة لقمان يقول: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا»، هذا هو أصل التعامل سواء للأب أو الأم أو الصديق أو الفرد أو المجتمع، وغير ذلك من أفكار سبب الهبوط.
توقفت عقول البعض عند نظام الخلافة.. فهل هو نظام مؤقت؟ وهل النظم الحديثة تتعارض مع الدين؟
- الوطن ليس حفنة من التراب كما يدعى البعض، فمكة كانت أحب بلاد الله إلى الرسول، وحينما هاجر النبى إلى المدينة، بنى الدولة على أسس للمواطنة من خلال وثيقة المدينة وتعايش المسلمون مع جميع الأديان التى كانت موجودة بالمدينة دونما نكير أو مشكلات، ولم يبن النبى سوراً للمسلمين أو مدينة خاصة، فلكل مقام مقال، وتحكمنا الآن ظروف مختلفة تماماً عما كان من قبل، فلنتعايش مثلما تعايش المسلمون الأوائل بأسس المواطنة.
هل ظاهرة الإلحاد تمثل خطراً على بلدنا؟
- لا أعتقد ذلك، فليس لدينا إلحاد فى مصر، فحينما يخرج شخص وينشق عن الجماعة، فكيف نجعل منه قاعدة؟، فهذا خطأ.. من السهل أن يعود هؤلاء إلى قيمنا ومجتمعنا، وسألنى مجموعة من الأمريكيين، هل لديكم قانون يمنع الإلحاد؟ فقلت: لا وشبابنا يعود إلينا مهما تغير أو اغترب فالاضطرابات هى من خلقت منه شخصاً آخر، لكنه قطعاً سيعود لصحيح الدين والأخلاق، فأنا متفائل ولا أخشى على الشعب ولا شبابه، وهذا يقينى، فعلى كل بيت أن يجذب أبناءه.