بالفيديو| عميد «الدراسات الإسلامية»: «التحديث» يتطلب إبعاد الناس عن التفاهات.. والبعض يبحث عن «الآراء الشاذة» سعياً للرواج الاجتماعى

بالفيديو| عميد «الدراسات الإسلامية»: «التحديث» يتطلب إبعاد الناس عن التفاهات.. والبعض يبحث عن «الآراء الشاذة» سعياً للرواج الاجتماعى

بالفيديو| عميد «الدراسات الإسلامية»: «التحديث» يتطلب إبعاد الناس عن التفاهات.. والبعض يبحث عن «الآراء الشاذة» سعياً للرواج الاجتماعى

قال الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، إن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى البلبلة وإدخال الناس فى متاهة تهدم الدين، لأن هناك الآلاف من الآراء الشاذة فى الفقه الإسلامى ينبغى التخلص منها وعدم التعويل عليها، وأضاف، فى حواره مع «الوطن» أن الرئيس السيسى هو ولى الأمر والمسئول عن الدين والناس ومن حقه المطالبة بالتجديد، وإن لم يدع لذلك سيكون مخطئاً، موضحاً أنه يستمع إلى أغانى أم كلثوم، وتابع أن الدخلاء على الدعوة يبحثون عن الرواج الاجتماعى عبر الحديث فى الدين، كما أن الفتاوى الشاذة تصدر عن أناس دون المستوى فى العلم، وأكد أن الكثير من الأئمة لا يعالجون الواقع ويهتمون بإعجاب الناس، منوهاً بأنه لا يوجد لقب إسلامى اسمه ملتحٍ أو منتقبة، وشدد على أنه يجب إنهاء وجود الصنايعية والتجار فى العمل الدعوى وإتاحة الفرصة للعلماء، معتبراً ما نراه فى الفضائيات «سؤال وجواب» وليس إفتاء، وأشار إلى أن الدعاة الجدد ليسوا علماء وكل مسلم له حق الدعوة لكن الفتوى لها شروط، لأن هناك من غسلوا عقول الناس وأفهموهم أن علماء المؤسسات الدينية شيوخ السلطان، مؤكداً أن التجارب السريرية حرام شرعاً ولا يجوز تجربة الدواء على البشر.. وإلى نص الحوار.

كيف تتابع المشهد الدعوى وما يتخلله من فوضى فى الفتاوى؟

- منذ سنوات وأنا أنصح المقبلين على العمل الدعوى، ممن ليسوا من أهل الدعوة، بالتفرغ لما خلقوا من أجله، فعلى عالم الزراعة والصناعة والمهندس والطبيب، أن يرجع لعمله ويترك الدعوة لأهلها، لكن المشكلة فى أن الجميع يبحث عن رواج اجتماعى، عبر الحديث فى الدين، وهؤلاء أبعد ما يكونون عن مهام الدعوة ورسالتها.

{long_qoute_1}

هل لدينا علماء مؤهلون بحكم تعليمهم وشهاداتهم؟ ومتى نقول عليهم علماء دين؟

- لكل زمان علماؤه، وعلماؤنا كُثر، وأنا عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بفرع جامعة الأزهر فى سوهاج، يوجد لدينا 135 عالماً حقيقياً فى الكلية، فالحاصل على الدكتوراه فى جامعة الأزهر، كما فى كل جامعات الدنيا يسمى «عالماً»، فهو حاصل على «العالمية» ومن حصل عليها فقد انضم إلى مصاف العلماء.

ما داموا كثيرين، من أين تأتى الفتاوى الشاذة وتروج ومنها ما يصدر عن أزهريين؟

- الفتاوى الشاذة لا يصدرها عالم، ولكن يصدرها إنسان دون مستوى العالم، فقد قال الله تعالى فى العلماء «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، وحالة الخشية تكون مسيطرة على العالم أكثر من الكاميرا، لأنه يفكر فى كل كلمة يقولها حتى لا يخرج منه شىء شاذ، والفتاوى الشاذة التى خرجت من البعض عولوا فيها على آراء شاذة، ما كان ينبغى أن يعولوا عليها، فهناك آلاف من الآراء الشاذة فى الفقه الإسلامى، ينبغى ألا نعول عليها، وهذا مهم، فالروايات والآراء كثيرة جداً ولدينا العديد من المذاهب، والإعلام ينظر لحال الفتوى من خلال فتوى أو اثنتين شاذتين لعلماء يخرجون على الشاشة وهذه نظرة خاطئة، فالأزهر معمور والأوقاف والإفتاء بخير.

إذا كان هذا هو الحال فلماذا نجد متطرفين وأصحاب فكر شاذ بين الناس؟

- ليس كل المواطنين يفضلونهم، الناس ليسوا جميعاً على اتجاه واحد، حتى الجن ليسوا على قلب رجل واحد، وقد ثبت الاختلاف بينهم فى القرآن، فما بالك بالناس، الأغلبية نظيفة وعلى الفطرة السليمة، ولا يقبلون سوى كلام أهل التخصص وينكرون الآراء الشاذة. {left_qoute_1}

لمن يسمع الدكتور مبروك عطية من المغنين بخلاف أم كلثوم؟

- أسمع أم كلثوم، لكن فى الخلفية، فالسماع الأول والأهم يكون للعلم، ودون ذلك يكون خلفيات، فأنا لا أجلس لسماع أغان، فمن لديه عشرات الآلاف من الكتب يعيش بينها لن يكون بإمكانه سماع شىء، وإنما لو أغان كهذه فى السيارة أسمعها وأنا فى طريقى، وأرى أن الأغانى حرام حينما تكون «شخلعة»، أما «ولد الهدى فالكائنات ضياء، وهذه ليلتى» وغيرهما، فهذا فن جيد.

وهل تقصد بـ«الشخلعة الحرام» أغانى المهرجانات؟

- والله لا سمعت مهرجانات ولا أعرفها، ولا أتابع هذا الكلام نهائياً.

هل نحتاج إلى قوانين لضبط الفتوى والسيطرة عليها؟

- من يُصدر القوانين أدرى بالأمر، ونؤيد وجود قانون يضمن انضباط المجتمع وتنظيمه، وهذه مهمة مجلس النواب، فالفتاوى الشاذة تظهر بين الحين والآخر، وهذا الدين دين الفطرة، والمؤمن الحق يدرك بفطرته أن هذا مقبول أو غير مقبول، ووجود الشذوذات أمر عادى، ففى زمن النبى أفتى رجل لآخر، فذهب الرجل إلى النبى فقال هذه فتوى غير صحيحة، فمقاومة الفتاوى الشاذة تكون برفضها والرد عليها، وهذا شأن العلماء أن يقولوا لأصحاب الفتاوى الشاذة لا، وأتمنى ألا نهول الأمر على أنفسنا ويجب أن يقول العلماء للمخطئ هذا خطأ وينتهى الأمر.

وماذا عن الحالة الدعوية؟

- أنا راض عنها جداً، ما دام هناك أزهر ووزارة أوقاف، لكنى غير راض عن الكثير من الأئمة والخطباء الذين لا يعالجون واقعاً، فهم يهتمون بإعجاب الناس ولكن لا يعالجون واقعهم ومشكلاتهم، فيغرقونهم بقصص مختلقة وموضوعة لا تبنى مسلماً ولا تغير مجتمعاً، ولكن يجب التوضيح أن رداءة المستوى موجودة عبر كل الزمان.

ما صفات الداعية الناجح من وجهة نظرك؟

- أن يكون ضابطاً لعبارته، فاهماً لدوره وله منهج يسير عليه، ويرى حاجة المجتمع فى موضوعات معينة فيتحدث فيها ويعالجها، ولابد أن يكون قارئاً جيداً، وأنا أقول لكل الخطباء دائماً يا بُنى جاء عملك فى عبادة ستقوم بها، سواء قبضت من الدولة أو لم تقبض، وما دمت ستقبض على عبادة فاشتر كتباً لتخرج منها بأحاديث معتمدة وأفكار جيدة لما يحتاجه الناس، فالإسلام دين القلوب، وكل أمة محمد دعاة، وكل إنسان يستطيع أن يقول لأخيه اتق الله، ولكن لا بد للداعية أن يكون من أهل العلم، حافظاً للقرآن والأحاديث، فهناك الكثيرون يحاولون التسلق على مهام الدعاة ولكن الداعية العالم هو ما نرجوه، ونحن لا نشكو من قلة عدد لأن لدينا الكليات التى تؤهل دعاة علماء على بصيرة ولكن تنقصهم الخبرة، وعلى من يترك عمله بالزراعة والصناعة والطب، ويتجه للعمل الدعوى أن يبتعد عما لا يفهم فيه، فقد تحول الناس من طلب العلم إلى طلب الصورة وبهذه السطحية تسوء الأمور، لذا لا بد من الدراسة والعلم كشرط أساسى فى الداعية، وأن يكون لديه القدرة والرغبة، وأن يكون لديه خبرة فى كيفية مخاطبة مجتمعه، وعلى علم بمشكلاته ويحاول معالجتها بالدعوة بعيداً عن الحلال والحرام.

{long_qoute_2}

كيف ترى مطالب تجديد الخطاب الدينى؟ وما صفات التجديد والمجدد؟

- الخطاب الدينى هو كلمة الله وكلمة رسوله للمكلفين، لكى تكون الحياة أسعد، وبعد الاستقراء والجهد المضنى لبحث الأمر، أرى أن تجديد الخطاب الدينى يقوم على أسس أهمها، التركيز على عزم الأمور، يعنى ألا نحدث بلبلة للناس وندخلهم فى متاهة وإنما نقول لهم ربكم يقول: «إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم»، فابتعدوا عن الكبائر، وقد ذكر الله عزم الأمور مرتين فى «لتبلون فى أموالكم»، لذا نحن فى حاجة إلى أن نعرف الناس أنواع البلاء والمخرج منها، والموضع الثانى عند قوله تعالى «أقم الصلاة وأمر بالمعروف.. إن ذلك من عزم الأمور»، فعزم الأمور هى التى تبنى، بينما تفاهات الأمور تهدم، وأرى هذا أساس تجديد الخطاب الدينى، وأن يقدم بلغة سهلة، بعيداً عن هدم الدين، فلا يمكن أن نقول مثلاً إننا سنجدد فى العبادات بأن أجعل الظهر ركعة واحدة.

لماذا تراجع إقبال الناس على المؤسسات الدينية وعلمائها؟

- لأن هناك مشكلة، فالكثير من العوام استعانوا فى خطبهم والدعوة بـ«صنايعية استشيخوا»، ففى إحدى المرات كنت خطيباً لمسجد السيدة خديجة فى عين شمس، وأنا خطيبه من أولى جامعة حتى حصلت على الدكتوراه، وكان آخر عهدى بالمسجد أن قلت للناس إن زكاة الفطر فى حينها 5 جنيهات، وتركت المسجد، ثم دخل «مبيض محارة»، واعتلى المنبر بديلاً لى وقال لهم لا تسمعوا كلام الدكتور مبروك، ولا بد أن تكون الزكاة «زبيب»، وإلا فصيامكم باطل، فجاء الناس خلفى يقولون الحقنا، فعدت إلى المسجد وأخذت مبيض المحارة هذا من رأسه وذهبت به إلى أمه وقلت لها «لمى ابنك»، وعرفته الحكم الشرعى، وأوضحت له جهله.

وما تفسير ذلك؟

- للأسف هناك من غسل للناس أدمغتهم، وعلموهم أن الدولة باطلة، وأن هذا الشيخ «بتاع الدولة»، لذلك لم يعد لدى البعض منهم رغبة فى سماع الدولة ولم تعد لديه ثقة فى الحكومة، حتى أصبح هناك من يبحثون عن دعاة ومفتيين من خارج مؤسسات الدولة، يرفعونهم إلى مصاف أبوبكر الصديق وأبوحنيفة، بينما جميع الموظفين المنتسبين إلى الأزهر من منظورهم علماء سلطة.

وهؤلاء علينا إفهامهم خطأ نظرتهم واستعادة ثقتهم، ويجب على الدولة أن تقدم «عربوناً» للناس لتعيدهم إلى حضن الوطن، فلقد انتخب الجميع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكان منهم المتأثرون بتشويه المتطرفين لشيوخ الدولة، وهذا يوضح أنهم على استعداد للتغيير، وأرى أن الفجوة صارت محدودة، والأمور بدأت تعود إلى سابق عهدها، وعلى الدولة اكتساب ثقة المواطن أكثر وأكثر، عبر المشروعات الناجحة، وتيسير سبل الحياة على المواطنين، ليعود عشقهم القديم للوطن ومؤسساته، بما فيها المؤسسة الدينية، وحتى لا يظن الناس أن علماء الدولة تابعون للسلطة، فعلينا منع الصنايعية من اعتلاء المنابر، ومن يربون ذقونهم منهم عليهم العلم أنها سنة وليست عبادة.

ولكن أليست اللحية والنقاب دلالات على فكر ومنهج معين؟

- ليس لدينا فى الإسلام «شعر» نهائياً، فأركان الإسلام 5 ليست بينها اللحية أو النقاب، فلا يوجد لقب إسلامى يدعى «ملتحى»، أو «منتقبة»، وإنما هناك مؤمن مسلم قانت عابد ساجد صابر صائم، أما الألقاب الشكلية، كملتحٍ ومنتقبة، لا يعرفها الإسلام، ويجب تغيير هذا الفكر، ففى جامعة الأزهر، الكثير من الطالبات المنتقبات، عندما أسألهن عن سبب ارتدائهن النقاب «الدنيا تتقلب»، وأنا أتعجب ممن يقول لهن إن فى النقاب التزاماً للعفة، أو «سيبك من كلام شيوخ الأزهر»، وأرى أن هؤلاء «العيال الصنايعية والتجار» يجب إنهاء وجودهم، وإتاحة الفرصة للعلماء الحقيقيين. {left_qoute_2}

ما رأيك فى ظاهرة الدعاة الجدد وانتشارهم؟

- هؤلاء ليسوا علماء، لكنهم يدعون الناس بكلام جميل يؤثر فيهم، ما داموا قد ابتعدوا عن الفتوى، والحلال والحرام، ممكن يحكى قصة، ويقول للناس اتقوا الله، عادى، وليس من الضرورى فيمن يتصدر للشأن الدينى، أن يكون أبوحنيفة حتى يدعو، وقد سألنى أحد الدعاة الجدد حول عملهم، فقلت له ابعد عن الفتوى واحك للناس القصص والرقائق، وبعد أسبوعين من نصيحتى له وجدته جالساً ومتقعراً فى مجلس يفتى الناس، فى مجلس للهوانم، فسألته ما رأيك يا شيخ بطيخة، فأفتى بما لا علم له به، ووقع فى المحظور، فكل مسلم له حق الدعوة، أما الفتوى فلها شروط.

ما شروط التصدى للفتوى؟

- أن يكون علّامة فى اللغة العربية والشريعة، وأود توضيح خطأ مهم يسقط فيه الجميع دون استثناء، وهو أنه لا يوجد شىء اسمه فتوى، وأن كل ما يتردد على الساحة ليس فيه فتوى بأى حال من الأحوال وإنما سؤال وجواب، ولا يوجد فيه فتوى، فما نراه فى التليفزيونات والفضائيات ما هو إلا سؤال وجواب، فمثل هذه الأسئلة أجاب عنها العلماء من قديم الزمان، وما على الذى يوضح سوى الإفصاح عن الرأى فى مسألة منتهية، وللأسف كل الإعلام اتفق على تسمية عملية الإجابة عن الأسئلة هذه بأنها إفتاء، وهذا خطأ، وأرجو عدم التهويل فى الأمر، فحينما نسأل طلابنا فى جامعة الأزهر عن حكم الدين فى مسائل معينة تسمى إجاباتهم إجابة سؤال وليست فتوى، والأمر فى الإعلام لا يتعدى ذلك، فالفتوى حل إشكال ليس له نص فى كتاب ولا سنة، وهذا أمر يحتاج فكراً كبيراً وعميقاً، أما النقل من الكتب فليس إفتاء وإنما نقل إجابات علماء.

ما رأى الدين فى التجارب السريرية؟

- حتى هذه ليست فتوى، فقد أفتى فيها الشيخ عطية صقر منذ زمن، وغيره، وهناك رفض لهذا الأمر، فلا يجوز تجربة دواء على بشر، والأمر قيد النجاح أو الفشل، وإنما يجوز على الحيوانات، فهذا أمر مقتول بحثاً، ومرفوض تماماً، وأنا أرفضها وأموت دون هذا الرفض.

الرئيس دعا لأكثر من 5 سنوات للتجديد فكيف ترى الأمر؟

- لا بد أن نركز على عزم الأمور وخطاب الناس بما يفهمون من لغة، ونبعد عن أمور مثل الرؤى والأحلام وغيرها من الأمور، وعلينا أن نركز فى توضيح ما يقوم هذا الدين عليه، فالناس يصلون وعلينا أن نتعامل مع ما بعد الصلاة ونوضحه لهم، وما بعد الصيام، فالرئيس يدعو وهذا حقه لأنه ولى أمر الناس، وبصراحة إن لم يدع للتجديد فسيكون مخطئاً، فهو مسئول عن الناس وعن دينهم، وقد قال هذا أكثر من مرة، فقد سمعته يقول إن رئيس الدولة مسئول عن دين الناس، وقد دعا المنوط بهم التجديد، وهما الأزهر والمؤسسات الدينية.

كيف ترى دعوات تنقيح التراث وصحيحى البخارى ومسلم على وجه الخصوص؟

- قضايا التراث لا تهم المليار مسلم، ولكن هناك من يستخرج من التراث ما يثير به الأزمات، فمن سيصلى الجمعة لن يهمه تنقيح البخارى ومسلم لأن هذا عمل الإمام، وإنما المشكلة فيمن يصفون أنفسهم بالمجددين والمستنيرين والباحثين، الذين يستخرجون من البخارى أموراً غريبة ويخرجونها للناس لنقدها وهم جهلة وأغبياء، ويقولون إن البخارى بشر يخطئ ويصيب، وإن هذا الحديث ضعيف، هنا يكون الغباء، فالبخارى بشر فى بيتهم لكن فى العلم ورواية الحديث فهو عالم صاحب قواعد رصينة، فالبخارى لكى يؤلف كتابه عمل خطة متشددة فى قبول الأحاديث من الرواة، فقد اشترط مثلاً أن يلتقى الراوى بمن يروى عنه، بينما الإمام مسلم قال إن كانا فى زمان واحد فيمكن قبول الحديث، لذلك فالبخارى أدق.

البعض يرفض حديث الذبابة.. كيف ترد عليهم؟

- بعضهم يرى حديث الذبابة بمنطق دماغه «البايظة» أمر مقرف، ويتهمون البخارى لأن النبى لا يمكن أن يقول شيئاً مقززاً بهذا الشكل، وأقول لهم ليس الخطأ فى البخارى كما تدعون ولا يوجد خطأ أصلاً فى الحديث، وإنما الخطأ فى عدم الوعى بقاعدة إذا صح الحديث فلا بد أن يكون له وجه، فالوجه أنت لست بفاهمه، أنت بدأت من قول النبى: «فليغمسها» دون أن تعى أن الأمر ليس للوجوب، هناك بنى آدم لو وضعت 10 ذبابات فى طعامه سيأكلها لأنه لا يملك سوى هذه اللقيمات التى سقط فيها الذباب، فإذا كنت تقرف من الذباب لا تغمس وماتعملش من الحبة قبة، وتحاول استجلاب القلوب لهدم الدين والتراث بدعوى أن الإسلام حضارة ونظافة ولا بد من رفض هذا الحديث، وأنت غير مدرك معنى الحديث.

مؤسسات الأزهر والإفتاء والأوقاف تغطى مصر بالكامل، فلماذا نجحت جماعات العنف والإرهاب والسلفية فى استقطاب آلاف الشباب إلى فكرهم المتطرف؟

- الأزهر والأوقاف لم يقصرا فى دورهما، ولا يعنى ذلك الكمال المطلق، فالكمال المطلق لله وحده، ولكن هذه الجماعات استطاعت أن تستقطب أتباعهم وأن تستحوذ على الشباب من باب واحد، هو باب أننا جنود الله والعلماء جنود السلطان، وكما أشرت الدولة بينها وبين الناس فجوة أسأل الله أن تنتهى حتى يعتقد المواطنون جميعاً أن دولتهم دولة مسلمة غير كافرة، مسالمة غير محاربة، تجتهد لتحارب المعضلات من مشكلاتها المزمنة من النواحى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

كثيراً ما نتحدث عن أهمية الضربات الاستباقية فى المواجهة الأمنية للإرهاب.. ولكن أين المؤسسات الدينية من المواجهة الفكرية الاستباقية لتحصين النشء فكرياً؟

- خروج المتطرفين والاستباق من الناحية الأمنية معناه أننا أخفقنا فى تحصين النشء والشباب، معاذ الله فالإنصاف يقتضى بأن نقول إن المدارس محصنة والجامعات محصنة والأزهر حصن حصين للجميع، ولكن يا سيدى المأساة ليست فى تقصير المؤسسات الفكرية الدينية الوسطية المعتدلة المحترمة وإنما المعضلة تكمن فى المفارقات بين هؤلاء الذين تنفق الأموال على استقطابهم وتمتد إليهم يد حانية فى الشكل وقلب وراءها لا يعى جوهر هذا الدين، ونحن 100 مليون مصرى لا نفرق بين مسلم ومسيحى، والـ100 مليون عدد ضخم، وعدد المتطرفين ليس ضخماً، وعلينا ألا نستبعد أن يكون فى كل هذا العدد زمرة خارجة، لأن هذا من طبيعة البشر، فلن نجد أمة كاملة مبرأة من العقوق والقطيعة، وإنما الناس مختلفون حسب دينهم وثقافاتهم، فمنهم من يصل رغم الجحود، ومنهم من يقطع وصل الواصل، وكذلك الحال للمؤسسات الدينية فهى تحصن الراغبين فى التحصين وتؤوى إليها الأسوياء من الناس، لذلك وجب تجديد الخطاب الدينى حتى يفهم الناس أن هذا الدين هدفه إصلاح الحياة ومن فهم الدين أنه إصلاح للحياة لن يسعى لتخريبها.

 

اقرأ أيضًا:

«الوطن» تفتح ملف تجديد الخطاب الدينى.. «لا إفراط.. ولا تفريط»

بالفيديو وزير الأوقاف: «التجديد» فرض المرحلة ويتصدر أولويات العلماء ويجب ألا نتحجر عند ظواهر النصوص دون فهم مقاصدها

 


مواضيع متعلقة