آمنة نصير: «تنقية التراث» فريضة غائبة.. ومن يرى «التجديد» تبديداً للدين «مش فاهم حاجة».. وليس كل ما ورد فى «البخارى ومسلم» يناسب العصر

آمنة نصير: «تنقية التراث» فريضة غائبة.. ومن يرى «التجديد» تبديداً للدين «مش فاهم حاجة».. وليس كل ما ورد فى «البخارى ومسلم» يناسب العصر

آمنة نصير: «تنقية التراث» فريضة غائبة.. ومن يرى «التجديد» تبديداً للدين «مش فاهم حاجة».. وليس كل ما ورد فى «البخارى ومسلم» يناسب العصر

طالبت الدكتورة آمنة نصير، عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة، عضوة مجلس النواب، بتشكيل لجنة أزهرية لمراجعة الرؤى الفقهية والتراث وتنقيتها، فهناك مستجدات كثيرة فى المشهد الدعوى لم يتم استيعابها، والكل تخاذل وأدار ظهره أمام تجديد الخطاب الدينى.

{long_qoute_1}

وانتقدت «نصير»، فى حوارها مع «الوطن»، النظر للتجديد على أنه تبديد للدين، فالتجديد لا يعنى مس المصادر الشرعية بالنقص ولا يعنى استدعاء أقوال من 1400 عام لا تناسب العصر، بل إن التجديد مطلب نبوى، وتنقية التراث «فريضة غائبة»، وليس كل ما ورد فى «البخارى ومسلم» يناسب العصر.

وأشارت إلى أن الكليات الشرعية الأقل فى التنسيق لعدم إقبال طلاب الأزهر عليها، والطلبة فى المدرجات «حفظة» ولا يوجد إعمال للعقل، فالأزهريون تربوا على هذا التراث وتجمدوا وتحجروا، بل إن الأزهريين استفتوا بعضهم البعض فى جواز توديع جثمان الإمام محمد عبده لأنه هاجم الجمود وطالب بالتجديد، فمشكلة تجديد الخطاب الدينى داخل الأزهر وجود الإخوان والسلفية.. وإلى نص الحوار:

خمس سنوات مرت على دعوة الرئيس السيسى للتجديد.. هل حققنا أى نجاحات على أرض الواقع؟

- للأسف الشديد، الكل تخاذل وأدار ظهره أمام تجديد الخطاب الدينى، فلدينا مستجدات كثيرة فى المشهد الدعوى فى مصر، لم يتم استيعابها بعد بالأصول المرعية لحقائق العقيدة، ولأصول الفكر الذى يتواكب مع عصرنا. وبصراحة شديدة، لم يعد للبشرية أى نبوات أخرى، فالنبوات خُتمت برسالة محمد بن عبدالله، ومن بعد الرسل يأتى العلماء، لقول النبى «العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر»، فالوراثة لها مسئولية، وللأسف نحن كرجال دين لم ننشر الثقافة اللازمة والواجبة لمستجدات العصر، ولم نراعِ كيف ننشر الثقافة التى تنبع من مصادرنا الإسلامية والتى تتواءم وتتلاءم مع المستجدات، وهذا هو بيت القصيد.

هل يتحمل العلماء مسئولية عدم تجديد الخطاب الدينى؟

- أزمة تجديد الخطاب الدينى سببها تراجع دور العلماء والمثقفين فى نشر الثقافة المناسبة لهذا العصر، فجميعنا نتحمل المسئولية عن التراجع الذى نشهده فى لغة العصر والفكر والثقافة والتوازن بين متطلبات الدين والمستجدات، فالكل يجب أن يشارك فى التجديد ولا ينفرد الأزهر بهذا الأمر وحده، فالأستاذ الجامعى الذى يُدرّس الإنسانيات والآخر الذى يُدرس التنمية البشرية أو التاريخ أو علوم النفس، يجب أن يشاركوا الأزهر لتقديم فكر دينى عصرى ممتزج بالعلم الأكاديمى والإنسانى، لكن للأسف الكل تخاذل وأدار ظهره عن تجديد الخطاب الدينى، ربما تكون تلك عبارة قاسية، لكننا سنحاسَب أمام الله عما يحدث، فنحن مطالبون أمام الله والمجتمع بالمساهمة فى التجديد، والقيام بدورنا كل فى تخصصه، فأنا مُطالبة بالعلوم العقلية وزملائى بالأزهر مطالبون بالعلوم الفقهية، والزملاء الآخرون مطالبون بالعلوم الإنسانية. {left_qoute_1}

يخلط كثيرون بين النص الثابت والفكر البشرى المتغير الناتج عن فهم النص.. كيف نحل تلك الأزمة؟

- القرآن الكريم كتاب مقدس لا جدال فيه، أما «البخارى ومسلم»، فنأخذ منهما ما يتواءم مع عصرنا ولا مانع فى ذلك، فهناك ما ورد فى الكثير من الأحاديث يتناول عظة وفكراً واتساقاً يتناسب مع العصر لكن ليس كل ما ورد فى «البخارى ومسلم» يناسب عصرى وثقافتى، لأنه نتاج عصور وثقافات تختلف عن العصر الحالى وهذا الذى يجب أن نواجهه بشجاعة، وأنا طالبت مجلس جامعة الأزهر بضرورة البدء فى التجديد والتنقيح منذ عام 1999 حينما كنت عميدة لكلية الدراسات الإسلامية والعربية وفى مجلس الجامعة بحضور الدكتور أحمد الطيب، وكان عميد الأقصر آنذاك، قلت للعمداء: «هل نحن يا علماء جامعة الأزهر وعمداءها قادرون على أننا لا نُقتلع من جذورنا ولا نغترب عن مستجدات عصرنا؟»، فأنا طالبتهم بالتجديد، لأننا ورثة الأنبياء، ولم يُجِب أحد، فهناك مسئولية على كل عالم، كل فى كل تخصصه، ولا بد أن يلبى دوره فى الميراث النبوى، بقدر العلم الذى لديه وبقدر الطاقة الفكرية والقدرة العقلية، فكل منا مُطالب بالتجديد حتى لا نُقتلع من الجذور، وألا نغترب عن مستجدات العصر.

وماذا عن تنقيح كتب التراث الإسلامى؟

- التنقيح يجب أن يكون فى المحافل العلمية ومجالس الجامعات والمدرجات وليس عبر وسائل الإعلام، فلكل مقام مقال، وهناك كلام أكاديمى تخصصى بحت، أقوله فى المدرجات وليس وسائل الإعلام.

لكن فتاوى نكاح البهائم وإرضاع الكبير خرجت لوسائل الإعلام ولم تناقش فى المحافل العلمية؟

- تلك الفتاوى شىء لا يقبله عقل، حتى وإن وُجدت فى بعض مصادرنا، فلا يمكن أن نقول بها فى عصرنا الحالى، فليس كل ما ورد فى المصادر الإسلامية مناسب لمستجدات العصر الحالى، حتى إننا فى مصر لدينا ثقافات مختلفة، حسب المنطقة المعيشية، فبعض الكلمات تمثل ثقافة وجه بحرى لا نستطيع قولها فى الصعيد لأنها تمثل إهانة فى ثقافة الصعيد، فيجب أن نراعى الزمان والمكان والحال والأحوال، فلا يمكن استدعاء رؤى فقهية قديمة لتطبيقها على أرض الواقع اليوم.

{long_qoute_2}

إذن، لماذا يعتبر بعض الأزهريين أن التنقيح جريمة؟

- كلمة التنقيح تعنى القص والإزالة لدى بعض الأزهريين، لكننى أقول لهم اجعلوا التجديد والتنقيح أن نأخذ ما يناسب العصر ومستجداته من التراث وما يتواءم معنا وما ينتفع به إنسان هذا العصر ولدينا فى التراث الكثير الذى يمكن أخذه، ولدينا أيضاً ما لا يناسبنا ولا يعنينا.

هل الحصول على تصريح أزهرى للخروج بوسائل الإعلام هو الحل لأزمة فوضى الفتاوى؟

- قرار الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، بعدم ظهور أساتذة الجامعة دون تصريح قرار غير صائب، فلا يليق بالأزهر أن يمنع حق الشعب فى علمائه، فنحن نحاسب العلماء عن تقاعسهم إذا لم نأتِ ونغلق الباب على العلماء المطالبين بالخروج للعامة للحديث فى الشئون الدينية، فالأساتذة الذين يخرجون للإعلام أقدر العلماء داخل الأزهر من حيث الخبرة والمعرفة، فمن من الأساتذة الكبار سيذهب لباب رئيس الجامعة ويستأذن السكرتير الخاص وينتظر حتى يتم السماح له، فهذه إهانة لعلماء الأزهر و«عيب»، وكنت أرقى برئيس جامعة الأزهر ألا يقع فى هذا الخطأ.

سنوات من المودة والمحبة بينكِ وبين الإمام الأكبر إلا أن الفترة الأخيرة تشهد حالة غضب بينكما.. لماذا؟

- لا أدرى سبب الأزمة الحالية، فالدكتور أحمد الطيب أستاذ جليل ونحترمه، وهو من لحمى ودمى وأعزه بلا حدود ولا أدرى السبب فى تلك الأزمة الحالية، وللأسف فوجئت بعد اختيارى عضواً فى قائمة «فى حب مصر» أن الأزهر يطالب وسائل الإعلام بمنع ظهور «آمنة نصير وأحمد كريمة وسعد الدين هلالى»، وأنا أشعر بمرارة شديدة لافتقاد الود بينى وبين الإمام الأكبر الذى أعرفه لأكثر من 30 عاماً نتشارك فيها الرؤى العلمية ورسائل الدكتوراه، ولا أعرف سبب التحول والتغير، وللأسف المحيطون بـ«الطيب» يقومون بأشياء غريبة، ومنهم محمد عبدالسلام مستشار شيخ الأزهر الذى اشتكانى لنجلى، خلال فترة إعداد الدستور، وقال له «الدكتورة تغلظ لى فى الكلام حينما أختلف معها»، وسبب ذلك أننى كلما وضعت مشروع قانون للضوابط الرئيسية للدستور يقول محمد عبدالسلام إن الإمام الأكبر يرفض تلك المقترحات، فأرد عليه بأننا لا ندشن لائحة لجامعة الأزهر بل ندشن دستور مصر ومقومات رئيسية لأهل مصر، والمواطنة شعار الدستور، وسمعت شكاوى كثيرين من علماء الأزهر ضد محمد عبدالسلام ومحمد السليمانى مستشارى الدكتور أحمد الطيب، اللذين أفسدا كل علاقة طيبة بين الإمام الأكبر والعلماء الأزهريين. {left_qoute_2}

«تعبتنى يا فضيلة الإمام».. هل كانت مقولة الرئيس السيسى «دعابة أم واقعاً»؟

- الدكتور أحمد الطيب شخص نقى وطيب، وله نصيب كبير من اسمه فهو طيب، لكن للأسف المحيطون به أفسدوا المؤسسة ودورها فى تجديد الخطاب الدينى، وأتمنى أن يغسل «الطيب» من حوله ممن وضعوه فى هذا الحرج الشديد، وللأسف الدكتور أحمد الطيب يتحمل أيضاً مسئولية ما فعله المحيطون به، ويتحمل الإساءة التى حدثت منهم لهذه المؤسسة العريقة، فالإمام الأكبر غير مُعفى من المسئولية لأنه اختار بطانة غير صالحة، وكلامى هذا لا يعنى انتقاصاً من قيمة الإمام الأكبر.

ما هو التجديد الدينى من وجهة نظرك؟

- تجديد الخطاب الدينى لا يعنى الحذف من الكتب، بل أن نأخذ من الميراث الهائل فى الفقه والحديث والتفاسير وآراء العلماء وتراث المدارس الثمانية ما يناسب عصورنا، وألا نأتى برؤى شاذة غير مقبولة، وللأسف الأزهريون وقيادات المؤسسة تربوا على هذا التراث وتجمدوا وتحجروا، وهذا خطأ، فنحن كلنا أخذنا من هذا التراث، لكن ما يفيد عصرنا الحالى، فلا يجب أن نغلق عقولنا ونأخذ دون تفكير، فهناك بعض الروايات التى بها شذوذ لماذا أطرحها الآن كإرضاع الكبير ومضاجعة الزوجة الميتة ونكاح البهائم وكلام آخر يثير الغم والهم ولا يؤتى ثماراً جيدة لا للدين ولا للمواطن ولا لأحد، فهذا الكلام لا يتلاءم مع العصر، ربما كانت تلك الرؤى مُرحباً بها فى أزمنة أخرى، فلا نستطيع استدعاء مفردات غريبة فى العصر الحالى تناسب عصوراً أخرى، وعلينا العمل بحديث الرسول الكريم حينما قال «يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها»، فالعلماء مطالبون بالتجديد بأمر نبوى، وهذا حق الناس علينا وزكاة علمنا، فنحن ورثة الأنبياء وعلينا مسئولية كبرى وضعها لنا رسول الله فنحن ورثة النبوة، ولسنا ديكوراً بل يجب أن نطبق التجديد على أرض الواقع، فلماذا يحدث نوع من الارتباك والانزعاج حينما تتم الدعوة للتجديد فنحن مكلفون بالتجديد.

ومن هو القادر على تنقية التراث؟

- هذه هى الفريضة الغائبة، وأحسب أن الأزهر يحتاج لوقت لكى يكون قادراً على تنفيذ تلك الفريضة، ويحتاج عقلية مختلفة، فنحن نحتاج لتغيير الأشخاص القائمين على شئون الأزهر واختيار العلم الذى يتصالح مع عصرى ومع المنهج المعاصر وهذا يحتاج لفكر به عولمة وليس فكراً محاصراً فى الموروث الفكرى.

ما الذى ستستفيده قيادات الأزهر لعدم تحقيق التجديد المطلوب؟

- نحن فى حاجة لموسوعية علمية، تحقق العولمة فى المناهج خاصة الفلسفة والفقه، فأنا أستاذة نور العقل ونور العقيدة وبها أتعامل، وأتذكر مقولة ابن رشد فى تقديم العقل على النص، حيث قال «النص نور من الله، والعقل نور من الله، والنور لا يطفئ النور»، فيجب التعامل بالعقل فى المقولات الفقهية، فأنا أحترم النص لأعلى مستوى وأحترم عقلى فى تقبل النصوص والتفاعل معها، وللأسف هذا غائب كثيراً عن أقسامنا، والسبب هو الوجود الكبير للإخوان والسلفية داخل مشيخة الأزهر، فمشكلة تجديد الخطاب الدينى داخل مؤسسة الأزهر وجود الإخوان والسلفية.

وما الذى يجب علينا فعله لوقف النزيف داخل المؤسسة الأزهرية؟

- للأسف هناك زراعة للتطرف من قبل الإخوان والسلفية داخل الأزهر، ويتم تشكيل الطلاب فى مدرجات الأزهر بهذه العقليات الإخوانية والسلفية، فطالما تلك البذور حية داخل الأزهر سنجد الشباب المغيب، وهذا يحتاج لعقليات غير الموجودين على رأس المؤسسة الأزهرية، فالمشيخة بحاجة لجرّاح صاحب مشرط ماهر، وأظنه لن يكون الدكتور أحمد الطيب، فليس لديه المشرط الحاد القادر على الفرز والبتر.

{long_qoute_3}

هناك دعوات لعدم استمرار رأس المؤسسة الأزهرية مدى الحياة.. هل تؤيدين ذلك؟

- المؤسسة لن تفرز كل يوم شيخاً للأزهر، فأؤيد عدم بقائه مدى الحياة بعقلى، لكن بقلبى أؤيد بقاءه خاصة مع الدكتور أحمد الطيب، فلا أريد أن يقع الأزهر تحت طائلة العصا الغليظة.

إذا لم يقُم الأزهر بتجديد الخطاب الدينى فمَن يستطيع فعل ذلك؟

- لا أحد يستطيع فعل ذلك غير الأزهر، فأنا أطالب المؤسسات الدينية بالتحرك فى ملف التجديد، وتشاركنا فى ذلك المؤسسات الثقافية والعلمية والتعليمية والتنويرية، فكل منا يستطيع أن يقوم بدوره فى تجديد الخطابات كلها فى مصر، ولا بد أن يعمل الأزهر على التحرك بقوة فى هذا الملف، فيجب تشكيل لجنة تكون مهمتها مراجعة الرؤى الفقهية والتراث وتنقيتها، إذا وجدت العزيمة وما هو المطلوب أن نأخذه من مصادرنا ويتسق مع العصر الحالى، فلا مانع فى ذلك وهذا هو المطلب النبوى بالتجديد الدينى، وليس نداء آمنة نصير أو غيرها.

بعض الأزهريين يعتبر التجديد تبديداً للدين.. هل ذلك صحيح؟

- «دول مش فاهمين حاجة»، وللأسف تعامل الأزهر مع ملف تجديد الخطاب الدينى جعل البعض يرى أن التجديد تبديد وهذا للأسف خطأ، فهم لا يفهمون حقيقة الدين بل التجديد هو إحياء لهذا الدين العظيم الذين نقول إنه صالح لكل زمان ومكان وهو الذى يحتم علينا تجديده، وللأسف آخر المجددين فى نظرى الإمام الشوكانى فى القرن العاشر الهجرى ثم وقف التجديد بعد ذلك، حتى الإمام محمد عبده كان يجدد شرائح بسطية ورغم ذلك ناله الكثير من الأزهر، حتى إن الأزهريين استفتوا بعضهم البعض فى جواز توديع جثمان الإمام محمد عبده، وتشييع جنازته، فوصل الأمر لاستفتاء بعضهم فى تشييع جثمان محمد عبده لأنه هاجم جمود الأزهر وطالب بالتجديد، وهذا هو الموقف الذى يتخذه الآن مع كل من يدعو للتجديد.

لكن رأس الدولة هو من يطلب ذلك؟

- هناك فهم خاطئ بأن التجديد أن نمس مصادرنا الشرعية بانتقاص، وهذا خطأ، نحن نجدد الفهم البشرى للنص الشرعى، ونأخذ ما يناسب عصرنا من الموروث الفكرى، والذى يمكث 1400 عام، لكن للأسف نحن لا نستدعى ما يناسب العصر.

التعامل مع الآخر أخذ شكلاً عنيفاً بسبب رؤى فقهية لا تناسب العصر.. كيف يضع الإسلام أطر التعامل مع غير المسلم؟

- الفتوى فى الماضى كانت تسير حسب الحالة السياسية، ففى عهد الإخوان لم يهنئ أحد الإخوة الأقباط، ويلام ويهاجم من يهنئهم، فكان هناك جانب من الهوى السياسى يمثل 50%، والإسلام أقر مبدأ المواطنة منذ بداية انتشاره، فكلنا مواطنون مصريون والعلاقة تسير بالمواطنة وهذا ما أسسه الله عز وجل، فاختلافاتنا فى الأديان والأوطان والألوان إرادة إلهية، ولأنها إرادة إلهية بها حكمة جليلة يجب أن تحترم من الجميع، فالله عز وجل قال فى كتابه الكريم «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير»، فالدين ليس نقاباً أو لحية أو تمسكاً بجمود، بل الدين رحمة ومعاملات وأخلاق، فلو أراد الحق أن يخلقنا على دين واحد وهيئة واحدة لفعل ذلك، لكن اختلافنا رحمة.

هل نعانى من أزمة أخلاق فى مصر؟

- الأخلاق هى أهم النقاط التى اتفقت عليها كل الأديان السماوية، والنبى قال«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فالأخلاق أهم الرسالات الدينية لهذا المستخلف فى الأرض، فالأسرة المصرية فى حاجة ملحة إلى اليقظة القومية والوطنية والثقافية والتربوية لتجفيف منابع استقطاب الشباب نحو الفكر المتطرف، أو نحو الفساد الأخلاقى، ولا بد من الارتقاء بالمرأة فكرياً وثقافياً واجتماعياً لتقوم بدورها.

المرأة كداعية.. كيف ترى دورها داخل المؤسسات الدينية؟

- للأسف الشديد، المرأة داخل مؤسسة الأزهر الشريف ليس لها صفة نهائياً، ولا توضع لها أى توصيفات حقيقية، رغم أننا شاركنا دولياً فى العديد من المحافل، وذهبت لجامعة لايدن وهى أعرق جامعة فى أوروبا، بعد تهديدها بقطع العلاقات الثقافية مع جامعة الأزهر، لأن أساتذة جامعة الأزهر يرفضون الذهاب لجامعة لايدن لأنه لا يوجد بها أموال وذهبت إلى هناك ومكثت سبعة أسابيع وشرفت مصر بأدائى العلمى، فلا أعرف سبب التعامل مع المرأة بهذا الشكل، أليس لدينا أساتذة كبار من السيدات لسن أقل أهمية عن الرجال، لماذا لا يوجد منهن عضوة بهيئة كبار العلماء، فالمرأة فى الأزهر يُنظر لها بنظرة المرأة فى البيت وأن مهمتها أن تطبخ وتغسل وتربى العيال، فالأزهر ينظر للدكتورة الجامعية على أنها تدخل المدرج وتربى البنات فقط فى العملية التعليمية.

هل يمكن أن يكون شيخ الأزهر امرأة؟

- بالطبع لا، لأن هناك خصوصية فى وظيفة شيخ الأزهر لا تستطيع المرأة القيام بها، على رأسها أن تؤم الناس، فلا يجب أن تؤم المرأة الرجل.

كيف تكون الكليات المسئولة عن تخريجهم وإعدادهم هى الأقل فى التنسيق؟

- للأسف لا يوجد إقبال من الطلاب على الكليات الشرعية المسئولة عن تخريج الأئمة والدعاة، لذلك يتم خفض المجموع بهذا الشكل حتى يتم استدعاء الطلاب والطالبات لها، وللأسف حينما أدخل المدرج أجد «حفظة»، فلا يوجد إعمال للعقل الذى يرقى بالنص لإيفاء العصر حقه، وللأسف الأزهر كليات شرعية فى الأساس وليس كليات طب وهندسة، وكان يجب أن نركز على علومنا الأساسية التى حافظنا عليها قروناً ألا وهى المصادر الإسلامية للغة، والشريعة والفلسفة والتفسير.

كيف تقيِّمين حال المنابر فى مصر؟

- هناك ما يقارب 120 ألف منبر ومسجد يجب أن يضطلعوا بدورهم الأخلاقى والعقدى والفكرى والإنسانى ولو فعلوا ذلك لأصبحنا المدينة الفاضلة، وللأسف لا أحد مسيطراً على حاجة وكل منبر يسير حسب هواه.


مواضيع متعلقة