طلاب «قصر العينى»: بعض الأساتذة من أباطرة «سناتر الدروس الخصوصية» بعلم إدارة الكلية

كتب: أحمد أبوضيف وعلى فارس وإسلام الداوى

طلاب «قصر العينى»: بعض الأساتذة من أباطرة «سناتر الدروس الخصوصية» بعلم إدارة الكلية

طلاب «قصر العينى»: بعض الأساتذة من أباطرة «سناتر الدروس الخصوصية» بعلم إدارة الكلية

اشتكى طلاب طب قصر العينى، جامعة القاهرة، من تراجع المستوى التعليمى بالكلية، التى تُعتبر أقدم مدرسة طبية فى مصر، ويقصدها طلاب من بلدان مختلفة للتعلم بين جنباتها ومن علمائها. وأكدوا أن العملية التعليمية بالكلية سيطر عليها «بيزنس الكورسات الخارجية»، الذى يسعى أعضاء هيئة التدريس إليه بأساليب متعددة، وسط حالة من تجاهل الإدارة لمثل هذه التجاوزات.

يقول «و. ص»، طالب بالفرقة الثالثة بكلية طب قصر العينى، إن الطلاب يعانون من كثرة الحشو فى مناهج الكلية، وهو ما لا يليق بعقل وفكر طلاب الطب، خاصة أنها تفتقر إلى الأسلوب الإبداعى الذى يشجع على الفهم ويطور عملية الاستيعاب.

{left_qoute_1}

وأضاف الطالب، الذى فضّل عدم نشر اسمه خوفاً من تعنت أعضاء هيئة التدريس أو الإدارة، أن غالبية الأساتذة يشرحون المنهج بأسلوب سريع، لا يستطيع معه الطالب التركيز أو استيعاب درس المحاضرة بشكل جيد، وكأننا فى كلية نظرية، تعتمد مناهجها على الحفظ والتلقين.

وأوضح الطالب «م. ن»، بالفرقة الخامسة، أن الأساتذة يتعمدون استخدام الأسلوب السريع فى الشرح، ليجبروا الطلاب على اللجوء إلى الكورسات الخارجية، والذهاب إلى «سناتر الدروس الخصوصية» فى منطقة المنيل، المجاورة لقصر العينى، خاصة فى مادتى «تشريح» و«فسيولوجى»، مشيراً إلى كثرة السناتر، التى يديرها أساتذة الكلية لتقديم كورسات مدفوعة الأجر. وأضاف: تتركز مقار السناتر فى شارع عبدالعزيز آل سعود، وبجوار مطعم كنتاكى بمنطقة المنيل، وتصل تكلفة الكورس لكل مادة فى التيرم الواحد 1500 جنيه، وكورس العملى بـ900 جنيه، مؤكداً أن «الكورسات سبوبة، وكل فترة دكتور يفتتح سنتر، وبعضهم يرفع سعر المادة إلى 2100 جنيه، وعلى الشرطة غلق هذه السناتر، حفاظاً على العملية التعليمية».

{long_qoute_1}

واتهم الطالب إدارة الكلية بأنها «تعلم تماماً ما يعانى منه الطلاب داخل المدرجات، وأنهم يُجبَرون على الذهاب إلى السناتر بسبب تعمُّد الأساتذة عدم الشرح بطريقة جيدة ليفهم منهم الطلاب، فضلاً عن علمها بأساليب أعضاء هيئة التدريس لإجبار الطلاب على الكورسات الخصوصية».

وفى السياق اشتكت الطالبة «ب. أ»، بالفرقة الثانية، من عدم تجديد المستشفيات، وعدم توفير أماكن انتظار كافية للمرضى وأسرهم، موضحة أن هذا الأمر يُصعّب عليها وزملائها التنقل بين العنابر لمتابعة حالة المرضى ضمن فترة التدريب العملى، وقالت: «اليوم اللى بروح فيه المستشفى بتعب نفسياً من المناظر اللى بشوفها ومن حالة التردى الواضحة».

وأضافت الطالبة أن «الكلية تدار بطريقة روتينية عقيمة، والأساتذة يفرضون علينا المذاكرة من كتب القسم فقط، ولا يحددون لنا مواقع بحثية نرجع إليها، كما أننا نعانى من سوء معاملة»، موضحة: «زميل لنا فقد الكارنيه الخاص به، وذهب للإدارة لاستخراج بدل فاقد فرفضت، وتحجج الموظفون بأنه ممنوع».

{left_qoute_2}

«أشعر أننى داخل القطر القشاش»، هكذا استكمل الطالب «ب. ك» كلام زميلته عن تردى الأوضاع فى المستشفيات، مشيراً إلى انتشار الباعة الجائلين داخل مستشفيات قصر العينى، الذى يصاحبه حالة من الفوضى وإلقاء قمامة وأكواب شاى بلاستيك وعبوات بسكويت وبقايا سندويتشات فول وطعمية فى الطرقات.

وأضاف: لا أرى هذا المنظر إلا فى قطارات الدرجة الثالثة «المميز»، مشيراً إلى أن الكلية تعانى قلة المطاعم، التى تقدم وجبات صحية آمنة، ما يفتح الباب أكثر أمام دخول الباعة الجائلين للانتشار بين المرضى والأطباء وبيع بضاعتهم بهذا الشكل المنفر.

ودعا «ح. س»، طالب بالفرقة الثانية، إلى تطبيق نظام جامعة حلوان بإجراء امتحان على كل «ميديول»، بدلاً من نظام الامتحانات التراكمية، الذى تتبعه الكلية وزادت من تطبيقه الفترة الأخيرة، موضحاً أن امتحان هذا التيرم يستلزم مذاكرة 3 كتب فى مادة «التشريح» فقط، وامتحان آخر العام يتطلب منه مذاكرة منهج العام كله. وأشار إلى معاناة زملائه بالفرقة السادسة، التى تُعد من أصعب سنوات الدراسة بالكلية، قائلاً: «طلاب الفرقة السادسة يذاكرون 15 شهراً قبل الامتحان.. وعندهم 12 كتاباً فى مادة الجراحة وحدها».

وأكد أن الكلية أصبحت تشبه كليات الآداب والحقوق، فى الصيغة النظرية البحتة، ولم تعد كلية عملية تعتمد على التدريب العملى لإنقاذ أرواح الناس.

وكشف الطالب عن عدم حضوره المحاضرات، موضحاً أن تسجيل الحضور والغياب يقتصر فقط على السكاشن، وأن هذا الأمر يتيح للطلاب التغيب عن المحاضرات والذهاب إلى سناتر الكورسات عند أستاذ المادة.

وأضاف «ح. س» أن المناهج لا تتطور، ولم يتم تحديثها إلا فى أجزاء بسيطة، واقتصر التحديث على مناهج ما بعد الفرقة الثالثة، مؤكداً ضخامة المناهج: «عندنا يومياً ما لا يقل عن 4 محاضرات وسكشنين.. وشغالين طول الأسبوع ما عدا الجمعة والسبت، وحملة الماجستير يعطوننا محاضرات مصغرة داخل السكشن».


مواضيع متعلقة