ندوة بـ«طب قصر العينى»: «ألزهايمر» ليس مرضاً نفسياً.. و«التعامل الخاطئ» يزيد معاناة المريض

كتب: محمد أبوضيف

ندوة بـ«طب قصر العينى»: «ألزهايمر» ليس مرضاً نفسياً.. و«التعامل الخاطئ» يزيد معاناة المريض

ندوة بـ«طب قصر العينى»: «ألزهايمر» ليس مرضاً نفسياً.. و«التعامل الخاطئ» يزيد معاناة المريض

أكد أساتذة بكلية طب القصر العينى أن «ألزهايمر»، أو خرف الشيخوخة، ليس مرضاً نفسياً، موضحين خلال ندوة نظمها أطباء وحدة الإدراك بالكلية، لأسر وأهالى المرضى، بجانب عدد من طلاب كلية التمريض، ومقدمى رعاية دور المسنين، لتدريبهم على أساليب التعامل مع المرضى، أن «التعامل الخاطئ» مع هذه الحالات يزيد من معاناة المريض. {left_qoute_1}

قال الدكتور ماجد عبدالنصير، أستاذ الأمراض العصبية بكلية طب قصر العينى، إن المريض يمر بثلاث مراحل، الأولى: بداية نسيان أحداث الماضى القريب، والثانية: عجز المريض عن القيام ببعض الأمور المعتاد على فعلها، كالتقاط الأشياء، والمشى بمفرده دون مساعدة، أما المرحلة الثالثة فيصل إليها المريض، حين يعجز عن قضاء حاجته بنفسه، أو يتحكم فى وظائف جسمه.

وقالت الدكتورة رحاب مجدى، مدرس بوحدة الإدراك قسم الأمراض العصبية، إن المرض يظهر فى معظم الحالات البالغ عمرها 65 عاماً فأكثر، وتطرأ على المريض بعض التغيرات، من النواحى المعرفية، من عدم القدرة على الفهم والذاكرة واستخدام اللغة، ونواحٍ سلوكية، فى تغير الحالة المزاجية للمريض، ونواحٍ وظيفية، من عدم قدرته على مزاولة نشاطه اليومى، كما كان معتاداً فى السابق. {left_qoute_2}

وبحسب تقرير للمركز القومى للتعبئة العامة والإحصاء، عام 2015، بلغ عدد المسنين فى مصر 6 ملايين مسن، منهم «3 ملايين ذكور، و3 ملايين إناث» عام 2015، وهو العدد المعرض للإصابة بمرض ألزهايمر، ويزيد عدد المصابين بمرضى الخرف بشكل متسارع، ويعرف ألزهايمر بأنه «اضطرابات فى الدماغ، تسبب فقدان المهارات العقلية والاجتماعية. نتيجة لتدهور خلايا المخ وموتها، ما يتسبب فى تراجع ثابت فى الذاكرة والوظائف الذهنية».

وعن التغيرات المزاجية التى تصيب المريض، قالت «مجدى» إنها تنحصر فى القلق والهياج العصبى والعدوانية وسرعة الغضب، وسلوكيات غير مناسبة، مثل التحدث بصوت عالٍ، محاولات متكررة للخروج من المنزل أو السير ذهاباً وإياباً فى مكان واحد، واضطرابات النوم، والتوهم مثل أن يعتقد المريض أن الناس سيسرقونه، أو أن الزوج أو الشخص المعتنى به محتال، بجانب الهلوسة وعدم القدرة على التعرف على الأشخاص القريبين منه، بالإضافة إلى الأعراض المعرفية، التى قالت «مجدى» إنها تتمثل فى عدم القدرة على اتخاذ القرار، والتفكير بشكل عقلانى، وعدم قدرة المريض على الوصول لمكان منزله، وصعوبة فى استخدامه للغة، وفقدان القدرة على التمييز، ووضع الأشياء فى غير أماكنها، مثل وضع المكواة فى الثلاجة.

أما الأعراض الوظيفية، فتتمثل فى عدم اهتمام المريض بنظافته الشخصية، وعدم الاستحمام وغسل الأسنان، وصعوبة الاهتمام بالمظهر الخارجى، وصعوبة التعامل مع الأموال وعدم القدرة على تمييز الفئات المالية، وعدم القدرة على التحكم فى الجسم من انتصاب القامة، والعجز عن المشى الصحيح. كما أضافت أنه على أهل مريض ألزهايمر فى حالة عدم القدرة على الصبر ورعايته رعاية صحيحة أن يوفروا له مكاناً مناسباً فى دار مسنين أو مستشفى لرعايته بشكل سليم.

وقالت الدكتورة شيماء الجعفرى، أستاذ مساعد قسم الأمراض العصبية بكية طب قصر العينى، فى محاضرة تحت عنوان: «كيفية التعامل مع مريض ألزهايمر»، إن عدد مرضى ألزهايمر فى مصر يزيد على 600 ألف مواطن، وينتشر المرض بين النساء من 60 لـ70% من إجمالى عدد المرضى، مشيرة إلى أن مرض ألزهايمر فى مصر يتم التعامل مع المصابين به كوصمة اجتماعية، والمريض كأنه مريض نفسى، وهذا تعامل خاطئ ويزيد من معاناة المريض، خاصة أن ذلك المرض ليس له علاج فى العالم حتى الآن.

وأكدت «الجعفرى» لـ«الوطن»، عقب انتهاء الندوة أن مريض ألزهايمر يمر بثلاث مراحل، وكل مرحلة تستمر من ثلاث إلى خمس سنوات، تمتد من وقت إصابة المريض حتى وفاته، ويمتد عمر المريض المصاب من ثمانى سنوات، وحتى عشرين سنة، والرعاية الصحية السليمة لمرضى ألزهايمر، تساعد فى إطالة عمر المصاب بالمرض، كما أشارت إلى أن الاكتشاف المبكر للمرض تزيد من فرص زيادة عمر المريض لأقصى مدة.

وأضافت أن هناك قواعد لمقدم الرعاية يجب أن يتبعها خلال مجالسته لمريض ألزهايمر، فى مقدمتها الابتسامة الدائمة فى وجهه، وتثبيت نمط معين لليوم حتى يعتاد عليه، وعدم إقحام الغرباء عليه، والحديث بشكل طبيعى دون المبالغة فى إعطائه شعوراً بالعجز، وتوفير مكان مناسب للمريض لا يكون به مرايا أو نقوش فى الأرضية والجدران، ومكان آمن لا يستطيع الخروج منه بسهولة ويهرب من المكان، إبعاد أى شىء من الممكن أن يضر به نفسه والغير، وتوفير مكان مناسب لوضع احتياجاتهم وأدواته الشخصية، وعدم الاستخفاف به أو إظهار الضجر من تصرفاته، والحفاظ على ضرورة ممارسة الرياضة بشكل دورى، والاهتمام بمتابعة دورية من جانب الطبيب المعالج، لإيجاد الطعام المناسب له، وعدم إدخال أى إضافات على الطعام والشراب دون الرجوع للطبيب المشرف عليه.

وأشارت الجعفرى إلى ضرورة توفير الرعاية النفسية والصحية لمقدم الرعاية نفسه، فهو عرضة للإصابات بالكثير من الأمراض النفسية والعصبية بسبب صعوبة ومشقة رعاية مرضى ألزهايمر.

شاركت فى الندوة الدكتورة عزة عباس، وحنان عامر، الأستاذتان بقسم المخ والأعصاب بكلية طب قصر العينى.

 

مع عدد من الحضور للندوة


مواضيع متعلقة