قصة حياة «سيد» على رصيف «قصر العينى»: صاحبى غدر بيا

كتب: مها طايع

قصة حياة «سيد» على رصيف «قصر العينى»: صاحبى غدر بيا

قصة حياة «سيد» على رصيف «قصر العينى»: صاحبى غدر بيا

يجلس على رصيف مستشفى قصر العينى فى هدوء تام، لا يضع أمامه بضاعة لبيعها ولا يمد يده لأحد، جلسته بدون هدف واضح تثير انتباه المارة.

ذات نهار ربيعى حار وملبّد بالغيوم، جلس سيد محمد، 45 عاماً، يتمتم بقصة حياته البائسة التى جعلته ينتقل من منزل «مِلك» فى الجيزة إلى الشارع.

كان «سيد» يعيش حياة مستقرة فى منزل صغير فى مركز أبوالنمرس فى الجيزة، ليس له أقارب ولم يسبق له الزواج، خرج من الدنيا بصديق وحيد كان يأمنه له على نفسه وماله، قبل أن يلقّنه هذا الصديق درساً لن ينساه طوال حياته: «أنا كنت فواعلى على باب الله، يوم شغال ويوم مش شغال، وماليش من الدنيا غير صاحب واحد، علّمنى يعنى إيه غدر الصحاب، خدعنى ومضّانى على ورق بيع بيتى الوحيد اللى طِلعت بيه من الدنيا». خرج «سيد» من المنزل مخدوعاً، لا يعرف إلى أين وجهته، لا أب ولا أم ولا إخوة، فهو الابن الوحيد لأبوين توفّيا وتركاه وحيداً: «دخلت مستشفى قصر العينى أتعالج من انزلاق غضروفى، عالجونى ببلاش ولما خرجت مالقيتش حتة أروحها، رحت قعدت قدام المستشفى»، ينتظر رزقه من أى طريق: «لو حد عايزنى فى أى خدمة بعملها له وبرجع أقعد هنا تانى».

وفى الليل ليس له مكان محدد، مرة ينام فى منزل أحد زملائه الذين عرفهم من مهنة الفواعلية، وأخرى على الرصيف: «أى حتة بنام فيها، ولو ما لقيتش بنام على الرصيف».


مواضيع متعلقة