معاناة «فنيى» الأجهزة المنزلية: أصحابها يتركونها حتى «تحتضر»

كتب: سحر عزازى

معاناة «فنيى» الأجهزة المنزلية: أصحابها يتركونها حتى «تحتضر»

معاناة «فنيى» الأجهزة المنزلية: أصحابها يتركونها حتى «تحتضر»

يتركون أجهزتهم حتى تحتضر، ثم يبدأون رحلة البحث والاستغاثة بفنيى الصيانة لإعادتها مرة أخرى للحياة، خصوصاً الأجهزة المنزلية التى لا يمكن الاستغناء عنها فى الحياة اليومية.. طبيعة تفرضها ثقافة معظم من يتجاهلون عمليات الصيانة الدورية، وينتظرون الجهاز «يجيب آخره»، ثم يفكرون فى إنقاذ ما تبقى منه. {left_qoute_1}

مصطفى السيد، يعمل فى مهنة الصيانة منذ 40 عاماً، وقع تحت يده أجهزة تباينت حالاتها، وتشابهت جميعها فى هلاكها التام وتوقفها حتى النفس الأخير: «إحنا كبشر مابنعملش صيانة دورية لنفسنا، يبقى أكيد مش هنهتم بصيانة الأجهزة»، يقولها باستنكار صاحب الـ60 عاماً، مؤكداً أن جميع زبائنه لم يطلبوه إلا بعد توقف غسالاتهم وثلاجاتهم، باستثناء التكييفات التى تكون أوفر حظاً مع بداية الصيف: «باقى الأجهزة لازم تعطل الأول وتقف خالص، وبعدين يجيبوها لى». يحكى عم «مصطفى» أن حالة الأجهزة التى يُطلب منه تصليحها سيئة بسبب إهمال أصحابها وتركها حتى آخر درجات الإهمال، وبالتالى تزيد تكلفة تصليحها وقطع غيارها: «التلاجة مثلاً فيه جزء فيها لو عطل قطع غياره بتعدى الـ1200 جنيه غير العمولة والتركيب». وينصح الناس بالاتجاه للصيانة الدورية للتوفير والحفاظ على عمر الأجهزة: «فيه أجهزة بانصح أصحابها بتغييرها».

«فيه أجهزة بتيجى لى بارميها فى الخردة».. يقولها «عم محمد الجوهرى»، فنى صيانة متخصص فى تصليح المراوح والخلاطات، ويشكو إهمال المصريين وسوء معاملتهم لأجهزتهم، رغم أنهم يأتونه بكل جرأة ويطلبون منه أن يصنع المعجزة بإعادتها للعمل تحت شعار «اتصرف»: «طب إزاى؟، ولما نطلب موتور بالشىء الفلانى يقولوا غالى»، لافتاً إلى أن معظم الزبائن اتجهوا حالياً للتصليح بسبب غلاء الأجهزة الجديدة: «الأجهزة القديمة أنضف من الجديد.. بتستحمل اللف والشغل مرة واتنين وتلاتة».

تنشط حركة الصيانة فى الصيف عكس الشتاء، حسب «الجوهرى»: «الحر بيبوظ الأجهزة وده موسمنا»، محذراً من اتجاه بعض الأشخاص لتصليح أجهزتهم بأنفسهم لتوفير التكلفة: «بيبوظوها أكتر ويجولنا بدل ما كانوا هيدفعوا 2 جنيه بيدفعوا 100».

كريم المصرى، يعمل فى الصيانة منذ 10 سنوات، يستقبل أجهزة مر عليها 20 سنة شغل ولا يزال أصحابها يطلبون تصليحها: «بتكون قديمة وجابت آخرها والزبون مصمم يشغلها»، مشيراً إلى أن سعر بعض المواتير يصل إلى ضعف سعر الجهاز نفسه رغم أنه صينى لا يعادل الأصلى: «قطع الغيار الأصلية لبعض الأجهزة مش موجودة فبنضطر نستعين بالصينى فبيبوظ بسرعة برضه»، وينصح بعمل صيانة دورية كل شهر لتشحيم بعض الأجهزة ومتابعة حالتها حتى تعيش فترة أطول.


مواضيع متعلقة