أستاذ «هندسة طرق»: يجب تخصيص 10% من تكاليف «الطرق والكبارى» لضمان استمرار جودتها

كتب: عمر نورالدين

أستاذ «هندسة طرق»: يجب تخصيص 10% من تكاليف «الطرق والكبارى» لضمان استمرار جودتها

أستاذ «هندسة طرق»: يجب تخصيص 10% من تكاليف «الطرق والكبارى» لضمان استمرار جودتها

قال الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والمرور والمطارات بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، الخبير فى مجال الطرق والكبارى، إن الحكومة تتجاهل مشروعات صيانة الطرق والكبارى ولا تلتفت إليها إلا عند وقوع الكوارث فقط بطريقة «رد الفعل»، مشيراً إلى أن سوء التخطيط يتسبب فى خسائر فادحة فى تكاليف الصيانة.

{long_qoute_1}

وأضاف «عقيل» فى حوار لـ«الوطن»، أن هناك قواعد لصيانة البنية الأساسية فى شبكات الطرق والكبارى، تتمثل فى 3 أنواع من الصيانات هى: «الروتينية، والوقائية، والجسيمة» للمساهمة فى الحد من إهدار المال العام الذى تسببه الصيانة المبنية على رد الفعل، مطالباً بتخصيص ١٠٪ من تكاليف بناء منشآت الطرق والكبارى لعمليات الصيانة الدورية لضمان عمل هذه المشروعات بفاعلية، وأكد قائلاً: «كل جنيه من الدولة هيتصرف الآن هيوفر 10 جنيه فى المستقبل».. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_2}

 

{left_qoute_1}

ما رؤيتك للمشكلات التى تواجهها صيانة الطرق والكبارى فى مصر؟

- الحكومة لا تتبع الأساليب الصحيحة فى صيانة الطرق والكبارى، وعدم التنظيم وسوء التخطيط الذى تتبعه يكبدها خسائر فادحة فى تكاليف الصيانة فيما بعد، فإنشاء الطرق والكبارى يتكون من عدة مراحل تشمل بناء الأساسيات الخرسانية، وهذه المرحلة ليست بحاجة لصيانة دورية، ومرحلة إنشاء العلامات الإرشادية والإشارات المرورية والجزر الوسطى والأسوار على الجانبين، وهذه المرحلة بحاجة إلى صيانة دورية تتراوح بين ٥ و٧ سنوات، وهناك مرحلة أخرى فى غاية الأهمية وهى مرحلة المتابعة والصيانة بصفة دورية لمنظومة الطرق والكبارى فى جزئية الطريق الأسفلتى والأرصفة والفواصل الخاصة بالكبارى، وكل هذه المراحل إذا لم يتم تنفيذها بخطة منظمة ومُحكمة ستؤدى إلى تدهور منظومة الطرق والكبارى بمصر.

وما الصيانة التى تضمن زيادة العمر الافتراضى للطرق والكبارى؟

- هناك قواعد لصيانة البنية الأساسية فى شبكات الطرق والكبارى يجب أن تتبعها الدولة لضمان رفع كفاءة المنظومة تتمثل فى 3 أنواع، الأول منها هو الصيانة الروتينية، وهى أشبه بالصيانة الدورية أى متابعة الطرق والكبارى بصفة دورية تتراوح من ٤ إلى ٦ أشهر للكشف عن المشكلات والعمل على معالجتها فوراً، وهذه المشكلات تتمثل فى الحفر التى تغمر الأسفلت وبعض الفواصل المصممة بأسلوب خاطئ والهبوط الأرضى الذى يحدث فى بعض أجزاء الطرق، لأن كل هذا إذا لم تتم صيانته بصفة دورية فسيؤدى إلى وقوع الكوارث.

النوع الثانى هو الصيانة الوقائية، وهى معرفة العمر الافتراضى لشبكات الطرق والكبارى وقت إنشائها عن طريق بعض البرامج المخصصة لذلك، والعمل على صيانتها قبل الفترة الزمنية التى ستصبح فيها متهالكة كلياً وغير قابلة للاستخدام، أى قبل سنة واثنتين من تهالكها، أما النوع الثالث فهو الصيانة الجسيمة التى تتضمن تطوير ورفع كفاءة الطرق والكبارى التى أوشكت على الانهيار وقرب انتهاء عمرها الافتراضى، وهذا النوع بحاجة إلى تكاليف مادية كبيرة لتنفيذه، لأنها تجعل الطرق والكبارى مثل التى تم إنشاؤها حديثاً. 

 

وما الأساليب التى تعتمد عليها مصر فى صيانة هذه المشروعات؟

- أساليب الصيانة فى مصر هى الصيانة الطارئة التى ترتبط بحدوث الكارثة، وحينها يفكرون فى الصيانة والمعالجة التى تكون مكلفة، ويجب على الدولة اتباع أسلوب الوقاية والحذر قبل وقوع «الفأس فى الرأس»، لأن «الوقاية خير من العلاج» للحد من تزايد حوادث الطرق.

وما تقديرك لميزانية الصيانة التى يجب أن تخصص للطرق والكبارى سنوياً؟

- عند بناء منشآت الطرق والكبارى لا بد من وضع ميزانية للصيانة بنسبة ١٠٪ من قيمة الإنشاء، بمعنى إذا كانت تكلفة إنشاء طريق أو كوبرى تبلغ مليون جنيه، فلا بد من تخصيص ١٠٠ ألف جنيه للصيانة فقط قبل إجراء عمليات الإنشاء، وما يحدث فى مصر عكس ذلك تماماً، وبالتالى يجب أن يكون لدينا نظرة مستقبلية تساهم فى وقف إهدار المال العام فى أعمال الصيانة، لأن الدولة تعتمد بشكل كلى على الصيانة الطارئة التى ترتبط بحدوث الكارثة، كما ذكرت فى البداية، لذا «كل جنيه من الدولة هيتصرف على الصيانة سيوفر ١٠ جنيهات مستقبلاً».

وما رأيك فى اقتراح وجود هيئة مستقلة لصيانة الطرق والكبارى؟

- أؤيد ذلك بشدة، لأن هناك حالة من عدم التنسيق بين الجهات المعنية، فمنظومة الطرق والكبارى فى مصر تتبع وزارة النقل التى تمثلها هيئة الطرق والكبارى، وهيئة السكة الحديد، ووزارة الموارد المائية والرى، ووزارة التنمية المحلية والمحافظات، وكل هذه الجهات تتبعها أعداد كبيرة من الكبارى وبحاجة مُلحّة إلى جهة عليا ترأسها وتعمل على حسن إدارتها وصيانتها بشكل مستمر.


مواضيع متعلقة