«كرانشى».. الحياة أصبحت على «كرسى متحرك»

كتب: عبدالفتاح فرج

«كرانشى».. الحياة أصبحت على «كرسى متحرك»

«كرانشى».. الحياة أصبحت على «كرسى متحرك»

فى غرفة 9 بالطابق الرابع من أحد المستشفيات الخاصة يجلس محمد عبدالمنعم الشهير بـ«كرانشى»، أحد المصابين بأحداث قصر الاتحادية، يتذكر اليوم الذى حوله من شاب عادى إلى قعيد مصاب بالشلل النصفى، يقول بصوت ممزوج بالحزن: «أنا حاصل على دبلوم صنايع وكنت شغال فنى كهربائى، شاركت فى مظاهرات ثورة يناير بالتحرير حتى تنحى مبارك، لكن عندما أصدر الرئيس الإخوانى محمد مرسى الإعلان الدستورى الظالم خرجت مع الجماهير الغاضبة عند القصر الرئاسى للاعتراض عليه». يواصل الشاب المصاب حديثه قائلاً: «الإخوان نزلوا عند القصر وضربوا زمايلنا هناك، وأنا ما عرفتش إلا متأخر بعد المغرب، جالى تليفونات كتيرة من زمايلى كانوا بيتطمنوا عليّا وبيحسبونى عند الاتحادية وحكوا لى اللى حصل، استأذنت من الشغل وقلت لهم عندى ظرف خاص». يرتفع صوت محمد عبدالمنعم قليلاً ويقول فى حماس: «وصلت إلى محيط قصر الاتحادية فى تمام الثامنة مساء، وفوجئت بحجم الإصابات التى لحقت بزملائى إثر اشتباكات دامية وقعت بينهم وبين الإخوان المتمركزين أمام القصر، كان صوت طلقات الخرطوش والرصاص يدوى فى أرجاء المكان، وبمجرد أن أدرت ظهرى للقصر حتى أصابنى أحد القناصة بطلقة رصاص من أعلى فى كتفى اليسرى، استقرت فى العمود الفقرى عند الفقرة الثالثة والرابعة صدرية أدت إلى شلل نصفى فى الحال». يتنهد «كرانشى» ثم يسند خده بأصبعيه ويقول بصوت خفيض: «حملنى أصدقاء شقيقى الأصغر مصطفى لسيارة الإسعاف، والتى نقلتنا لمستشفى الدمرداش، وهناك قاموا بتعليق «درنقة» لى لسحب النزيف، ثم أخبرونى بعدم وجود أماكن. يظهر الغضب على وجه الشاب فجأة ثم يواصل حديثه قائلاً: «عربيات الإسعاف رفضت تودينى مستشفى قصر العينى، والسائق والمسعف قالوا ده مش خطنا، لكن أخويا أجبرهم على توصيلنا إلى هناك، ثم استخرج الأطباء الرصاصة من العمود الفقرى بعد 10 أيام، وفضلت بالمستشفى لمدة شهرين، وسدد المتبرعون 63 ألف جنيه للمستشفى ثمن الإقامة والعلاج، تقدمت بطلب لصندوق رعاية مصابى الثورة لاستكمال علاجى، لكن طلبى قوبل بالرفض، بعد أن سأل أحد موظفى الصندوق شقيقى عما إذا كنت إخوانياً أو معارضاً فأجابهم بأنه معارض، علمنا لاحقاً أن الصندوق كان يسيطر عليه الإخوان حتى وقت قريب، وكانوا يساعدون المصابين من الإخوان على تلقى العلاج بالخارج». يختتم «كرانشى» قصته بقوله: «أتلقى العلاج هنا على نفقة بعض المتبرعين من قوى المجتمع المدنى المستقلين، يتابعون حالتى بكل اهتمام فى الوقت الذى ابتعد فيه عنى رفقاء ميدان التحرير والثورة ونسيونى تماماً، أعيش أنا وأمى وأخى وأختى على معاش والدى، والحمد لله مستورة، كل اللى أنا عاوزه إن الدولة تكمل علاجى، وأقدر أعتمد على نفسى فى التنقل بالغرفة لكن العودة إلى صحتى زى الأول أمر صعب لأنى مصاب بشلل نصفى، ورغم إصابتى شاركت فى مظاهرات 30 يونيو لإسقاط مرسى بميدان التحرير بالكرسى المتحرك، وفرحت جداً بعزله وحسيت إن ربنا رجع لى حقى، ولم أندم يوماً على الذهاب للاتحادية». «الإخوان» من «فيرمونت» إلى «القصر»: عهد.. فخيانة .. وقتل الحسينى أبوضيف.. «شموع الذكرى» تكشف «الإخوان القاتلين» «الوطن» مع يحيى نجم فى مقرات «السحل والتعذيب» النائب «الخصوصى» والمستشار خاطر.. الحق ينتصر كواليس «الإعلان الدستورى».. «الرئاسة» آخر من يعلم آلة «التحريض الإخوانية»: أنصار «مرسى» يمثلون «الشعب الحقيقى».. والمتظاهرون «بلطجية» الرئيس «مسجون».. وبقية المتهمين هاربون من «العدالة» عنف الإخوان ضد المرأة.. تكميم وضرب وتحرش