الحسينى أبوضيف.. «شموع الذكرى» تكشف «الإخوان القاتلين»

الحسينى أبوضيف.. «شموع الذكرى» تكشف «الإخوان القاتلين»
ما يقرب من 365 يوماً مرت على حدث لم ولن يفارق مخيلته ولو مر مثلها 100 ضعف، هنا تحديداً أسفل تلك النخلة كان يقف كلاهما وعيناهما باتجاه تلك الاشتباكات التى ملأت المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية حتى وصلت إلى حيث كانا يقفان فى منطقة تقاطع شارعى الميرغنى والخليفة المأمون، الأول كان هناك بصفته الصحفية ممسكاً بكاميرته التى كان قد اشتراها مؤخراً ليستخدمها فى توثيق الأحداث، أما الثانى فحضر إلى هنا بعد أن استشاط غضباً من الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى وأشعل به نيران الغضب فى مصر كلها. قصة صداقة محمود عبدالقادر، الفنان التشكيلى، وشهيد الصحافة الحسينى أبوضيف بدأت فى المرحلة الإعدادية، حيث نشأ الاثنان فى محافظة سوهاج، ورغم أن «الحسينى» اختار الدراسة بكلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، فإن صديقه «محمود» فضل الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، غير أن ذلك لم يبعد أياً منهما عن الآخر، بل ظلت صداقتهما تقوى مع مرور سنين عمريهما. «أتذكر ما حدث يوم 5 ديسمبر الماضى وكأنه يحدث أمامى الآن»، هكذا يقول «محمود»، مضيفاً: «اتصلت بـ(الحسينى) فى هذا اليوم، وعلمت أنه متوجه من النقابة بصحبة 3 من أصدقائنا إلى قصر الاتحادية، وكان كعادته متعجلاً للذهاب حتى يستطيع توثيق الأحداث ويرسلها إلى جريدة الفجر التى يعمل بها، وقال لى إن الإخوان أحكموا سيطرتهم على المكان وإن المتظاهرين اضطروا إلى العودة إلى الخلف عند التقاء شارعى الخليفة المأمون والميرغنى بسبب الهجوم العنيف من ناحية الإخوان». يستكمل «محمود» حديثه قائلاً: «كانت عقارب الساعة تقترب من الخامسة مساء حينما وصلت إليهم، وقابلتهم عند المستشفى الميدانى، هناك كان (الحسينى) يقوم بتصوير لقطات فيديو مع الحالات التى أصيبت فى الاشتباكات، وقال لى إنه قد فاتنى الكثير فقد كانت الاشتباكات عند القصر على أشدها، خاصة أن أنصار المعزول استخدموا أسلحة نارية ضد المتظاهرين. ولكنه فاجأنى بابتسامة قبل أن يقول لى: ما تخافش، أنا صورت كل حاجة ولو قربنا الصورة من الوشوش هنعرف مين اللى كان بيضرب بالنار.
يلتقط «محمود» أنفاسه فيما عينه تحدق فى شارع الميرغنى قبل أن يقول: «توقف (الحسينى) عن التصوير قليلاً وأخذ يرينى ما تمكن من تصويره، تارة يقلب فى الفيديوهات التى التقطها، وتارة أخرى يتحسس حقيبته المعلقة على ظهره، التى كانت تحتوى على كارت الذاكرة الأول الذى كان قد امتلأ عن آخره بصور وفيديوهات لاعتداءات الإخوان على المتظاهرين، وما هى إلا ثوانٍ معدودة حتى عاود الإخوان هجومهم من جديد، ويبدو أن هذا حدث لأنهم تيقنوا من أن عدد الشباب المتظاهرين فى هذه الناحية لم يكن كبيراً، فلم يجد (الحسينى) أمامه إلا أن يعيد الكاميرا مرة أخرى لوضعية التصوير حتى لا يفوته توثيق هذه الاعتداءات». فى الجزيرة الوسطى التى تقع عند نقطة التقاء شارع الميرغنى بالخليفة المأمون وقف «محمود» يتذكر: «سنتيمترات قليلة كانت تفصل رأسى عن رأسه، كلانا كان ينظر ناحية الاشتباكات، أنا أشاهدها وأثور غضباً مما يحدث، وهو يوثق بكاميرته ما يحدث، وفجأة وجدته يسقط على الأرض غارقاً فى دمائه».
لحظات يستجمع فيها «محمود» أعصابه ويواصل: «لا أعرف حتى الآن ما إذا كان (الحسينى) رحمه الله اغتيل أم أن الرصاصة التى اخترقت رأسه لم تكن تقصده هو بالذات، لكن حقيبته التى كانت تحوى كارت الذاكرة اختفت ولم تظهر حتى الآن، وما أعرفه جيداً أن دمه فى رقبة كل إخوانى يدفع ولو قرشاً واحداً ثمن اشتراكه فى تلك الجماعة، وأنهم جميعا دفعوا ثمن الرصاصة التى قتلته».
لا يرى «محمود» أن وضع «مرسى» خلف القضبان الآن ثمن كافٍ يدفعه لمقتل «الحسينى» وغيره على يد الإخوان، بل يقول إن الرئيس المعزول «مجرد واجهة»، وإن قلبه لن يرتاح إلا بعد أن يتم إعلان الإخوان «جماعة إرهابية».
«الإخوان» من «فيرمونت» إلى «القصر»: عهد.. فخيانة .. وقتل
«الوطن» مع يحيى نجم فى مقرات «السحل والتعذيب»
«كرانشى».. الحياة أصبحت على «كرسى متحرك»
النائب «الخصوصى» والمستشار خاطر.. الحق ينتصر
كواليس «الإعلان الدستورى».. «الرئاسة» آخر من يعلم
آلة «التحريض الإخوانية»: أنصار «مرسى» يمثلون «الشعب الحقيقى».. والمتظاهرون «بلطجية»
الرئيس «مسجون».. وبقية المتهمين هاربون من «العدالة»
عنف الإخوان ضد المرأة.. تكميم وضرب وتحرش