«الصمغ العربى» و«العراديب» و«حلف البر» الأشهر فى عطارة «السودانى»

كتب: سارة صلاح وآية الألفى

«الصمغ العربى» و«العراديب» و«حلف البر» الأشهر فى عطارة «السودانى»

«الصمغ العربى» و«العراديب» و«حلف البر» الأشهر فى عطارة «السودانى»

على كرسى مصنوع من الجريد، جلس «خلف الله حسن»، 28 سنة، بجوار «فاترينة» محله الذى أسسه قبل 4 أشهر فى شارع محمد فريد، بمنطقة وسط البلد، حيث يعمل ويقيم. تزدحم الفاترينة بمنتجات سودانية جاء بها خصيصاً من الخرطوم ليبيعها لأبناء جاليته، تنوعت ما بين أعشاب طبية يستخدمها السودانيون فى علاج بعض الأمراض، ومستحضرات تجميل يلجأ إليها المصريون والسودانيون على حدٍّ سواء، نظراً لشهرة السودان بها، خصوصاً «الحنة السوداء» والزيوت الخاصة للشعر والجسم. يشرح «خلف الله» الذى جاء من الخرطوم منذ عام ونصف بحثاً عن عمل فى القاهرة، فوائد بعض المنتجات التى يبيعها فى محله الصغير، قائلاً: «لدينا الصمغ العربى الذى يستخدمه السودانيون فى علاج الكلى بعد نقعه فى مياه مغلية، ويستخرج من شجرة «الصمغ» المنتشرة بكثرة فى بلدنا، فضلاً عن وجود نبات «حلف البر» الذى يُستخدم كعلاج للمغص، حيث نقوم بقطعه من الشجر وتجفيفه فى الشمس ثم يباع بالكيلو، أما مشروب «العراديب» فهو يشبه إلى حد كبير مشروب التمر هندى فى مصر، ويشتريه السودانيون بكثرة فى رمضان، كما يوجد لدىّ لبان الدكر ويُقبل المصريون على شرائه أكثر منا، بسبب إدراكهم فوائده الكثيرة، بجانب عدد من المشروبات الأخرى التى يوجد مثلها فى مصر، لكنها تختلف فى طعمها وطريقة تحضيرها كالكركديه».

يقطع كلمات «خلف الله» زبون جاء إليه مرتدياً الزى السودانى، يسأل عن نوع الفحم المعروض فى مقدمة محله، ليجيب عليه بأنه فحم سودانى، وسعر الكيلو منه 20 جنيهاً، ثم سأله صاحب البشرة السمراء عن السجائر، لكنه أخبره بأنه لا يبيعها، ونصحه بالذهاب إلى محل آخر فى حى عابدين، ثم عاود حديثه، قائلاً بلهجته السودانية: «الزبون بييجى عايز أى حاجة من ريحة السودان حتى السجائر، ففى بلدنا أكثر من نوع من السجائر، لكن الأغلبية تشترى نوعاً يُسمى البرنجى، فهو المفضل بالنسبة لهم، لكن لأننى فتحت المحل من قريب، فهناك بعض المنتجات ما زالت غير متوافرة لدىّ»، لافتاً إلى أنه يتعامل مع تجار سودانيين يوفرون له ما يحتاجه فى محله، حيث يقومون بشحن البضائع المطلوبة فى أوتوبيسات تأتى إليه من الخرطوم كل 10 أيام.

{long_qoute_1}

لم تقتصر عطارة «خلف الله» الذى كان يعمل مع والده قبل مجيئه إلى مصر، على المشروبات السودانية فقط، إنما توجد بها منتجات أخرى خاصة بالطعام، حيث يأتى إليه أصحاب المطاعم السودانية وربات البيوت لشراء التوابل السودانية والزيوت التى تعطى للطعام نكهة مختلفة، إذ يستخدم السودانيون زيت السمسم بكثرة، خصوصاً على أطباق الفول، أما التوابل والبهارات فهى تُستخدم فى كل المأكولات ولا غنى عنها، وفقاً لكلامه، خصوصاً الكمون وجوزة الطيب.

وجود السودانيين فى مصر بشكل كبير، وقلة عدد العطارين فيها، فضلاً عن حب السيدات المصريات لبعض المنتجات السودانية كانت أسباباً كافية بالنسبة لـ«خلف الله» ليفتح عطارته، حيث فوجئ بإقبال كثيف على محله بعد افتتاحه بأيام قليلة، حيث يأتى بعض زبائنه لشراء منتجات بعينها، لكن الأغلبية، كما يقول، يصفون له ما يعانون منه، وبناءً عليه يُحدد لهم الوصفة التى يحتاجون إليها. لكن فى بعض الأحيان، ينصح «خلف الله» زبائنه بالذهاب إلى الطبيب إذا لزم الأمر: «بعض السيدات يطلبن منى علاجاً لشعرهن المجعد أو المتساقط، وفى البداية أسألهن إذا كن يعانين من مرض معين، كالأنيميا مثلاً، وإذا كانت إجابتهن بنعم أنصحهن بالتوجه إلى طبيب متخصص، لأن ما فى وصفة هتجيب نتيجة طول ما السبب الرئيسى للمشكلة موجود».


مواضيع متعلقة