«المبكبكة» كسبت قلوب «المصاروة»

«المبكبكة» كسبت قلوب «المصاروة»
- أشهر الأكلات
- أصول وقواعد
- إتمام الزواج
- إقبال المصريين
- الإدارة المصرية
- الدول العربية
- الرسم والغناء
- الفترة الأخيرة
- اللحم المفروم
- أحد الفنادق
- أشهر الأكلات
- أصول وقواعد
- إتمام الزواج
- إقبال المصريين
- الإدارة المصرية
- الدول العربية
- الرسم والغناء
- الفترة الأخيرة
- اللحم المفروم
- أحد الفنادق
شارع ضيق لا يتجاوز عرضه أربعة أمتار، بمنطقة مكرم عبيد، بمدينة نصر، يحوى بين جوانبه أحد أهم وأقدم المطاعم الليبية فى مصر، «التراث الليبى»، ليس كأى مطعم ليبى، بل إن له قصة افتتاح ممزوجة بالكثير من الصعاب والتحديات، فلم يكن يعلم مؤسسو هذا المطعم أنه سيكتب لهم النجاح، ففكرته كانت وقتها جديدة وشابها بعض المخاوف من الفشل، وذلك لعدم الدراية بأمور إدارة المطاعم، بالإضافة لاحتمالية الصعوبة فى تقبل الأكل الليبى لدى المصريين.
تقول ابتهال حنى، مديرة المطعم وصاحبة فكرة التأسيس: «فكرة المطعم جاءت بعد الأحداث الأخيرة فى ليبيا، الحياة اتصعّبت علينا، فقررت أسافر وأستقر فى مصر، بحكم ارتباطى بها، لأنى كنت بزورها كتير وأنا طفلة، طبعاً ماكنتش مرتبة لأى حاجة، واتعرفت على صديق ليّا كان موجود فى مصر من فترة، واقترحت عليه نعمل مطعم، وفعلاً وافق وعجبته الفكرة، وبدأنا التجهيز، وعكس ما توقعنا حققنا نجاح كبير، وقدرنا نوصل مش بس لمعدة المصريين، لكن لقلوب المصريين كمان».
وتفسر «ابتهال» سبب إقبال المصريين بكثافة على مطعمها قائلة: «المصرى بطبعه بيحب دايماً يجرب، ومش شرط يكون عنده خلفية بأكلة معينة عشان يجربها، بالعكس دايماً بيحب يجرب الحاجات اللى ماسمعش عنها قبل كده، وده أنا عرفته من خلال معايشتى ليهم سنين كتير، وقت ما كنت بزور مصر وأنا صغيرة، ومن هنا بدأنا نركز على النقطة دى فى أكلنا، فقررنا إن كل فترة ننزل بأكلة جديدة، ومش لازم نعرفهم بكل أكلنا مرة واحدة، عشان مايزهقوش»، وتوضح أن من بين زبائن المطعم سوريين وسعوديين وكذلك بعض الزائرين المقبلين من دول أوروبية.
{long_qoute_1}
ويقول أحد عمال المطعم، مصرى، رفض نشر اسمه، إن العمل بمجال المأكولات الليبية أمر جيد بالنسبة له، حيث إنه كان يعمل قبل ذلك فى أحد الفنادق، وعندما علم بافتتاح مطعم ليبى قرر ترك الفندق والذهاب لتقديم أوراقه لإدارة المطعم، حيث إنه خريج كلية سياحة وفنادق، مشيراً إلى أن تعامل الإدارة الليبية مع العمالة يختلف كثيراً عن الإدارة المصرية من حيث التنظيم، وكذلك احترام العامل والتعامل معه على أنه شريك أساسى فى المشروع، وهذا يفسر سبب نجاح مشاريعهم.
وعن أشهر المأكولات الليبية وطريقة إعدادها تقول جميلة حمدان، ليبية وتعد أقدم الشيفات فى المطعم، إنها عشقت المطبخ الليبى، ولم تتعلم أصول وقواعد الطبخ، حيث لا يوجد فى ليبيا مدارس للطهى، حسب قولها، وذلك لأن الطبخ يعد هواية مثل الرسم والغناء، يحتاج إلى موهبة وليس دراسة.
تقف السيدة العجوز أمام أوانى الطهى فى مطبخها الكبير المقسم إلى جزأين، الأول خاص بالمأكولات الليبية ولا يدخله إلا شيفات، والثانى للمأكولات الشرقية ويشرف عليه شيف مصرى، تختار الإناء المناسب لعمل مكرونة مبكبكة ليبية، وهى أكلة ليبية شهيرة أحبها المصريون كثيراً، وزاد طلبهم عليها.
{long_qoute_2}
«جميلة»، المولودة فى طرابس الليبية، عشقت المطبخ والمأكولات الليبية، رغم أنها ليست متخصصة فى مجال الطبخ، ولم تدرس فى مدارس تعلم الطبخ، واكتفت فقط بما ورثته من طرق لصناعة المأكولات الليبية التراثية من والدتها التى كانت تذهب إلى مدن أخرى غير طرابلس لتشارك فى الأفراح والمناسبات: «موضوع الطبخ ده ماكانش فى بالى أصلاً، لكن حب أمى للمطبخ الليبى علقنى بيه، فى بداية حياتى كنت باشتغل فى قسم الموارد البشرية فى إحدى شركات البترول فى ليبيا، ووصلت قبل التقاعد لدرجة رئيس قسم الموارد البشرية بالشركة، وماجاش فى بالى يوم إنى ممكن أشتغل شيف».
وتواصل الشيف الليبية حديثها موضحة أن المأكولات الليبية نالت شهرة عربية واسعة فى الفترة الأخيرة بعد تسليط الضوء عليها واهتمام الكثير بها، وبعد انتشار مواطنى ليبيا فى الدول العربية نتيجة للأحداث الأخيرة: «المطبخ الليبى اتظلم كتير وماكانش معروف، لكن دلوقتى الوضع اختلف والأكل الليبى قدر يجذب قاعدة جماهيرية عريضة فى الوطن العربى، وبدأت الناس تعرف الكسكسى الليبى والمبكبكة وبرضو المبطن والبزين»، موضحة أن الكسكسى الليبى يعد من أشهر المأكولات الليبية نظراً لأهميته فى الأفراح حيث يتم عمل ما يقرب من ٢٥٠ كيلو قبل العرس، وهذا شرط أساسى لإتمام الزواج، حسب قولها.
وشرحت «جميلة» مكونات الكسكسى الليبى وقالت: «الكسكسى ده أشهر الأكلات الليبية، وطريقة عمله سهلة ومش مكلفة، وأى حد يقدر يعمله فى البيت بمنتهى السهولة، لأنه مش بيحتاج غير دقيق، وشوية إضافات بسيطة، كان زمان الكل بيعمله فى البيت، ويتنشر فى الشمس شوية، ويصبح جاهز للأكل بعد ساعة، لكن دلوقتى الوضع اختلف مبقاش فيه اهتمام بعمل عجينة الكسكسى داخل البيوت، وده لأنه بيحتاج يتنشر فترة فى الشمس، وكمان المصانع الليبية قضت على فكرة عمل كسكسى بيتى، وبقى كله جاهز، لكن لسه برضو واخد وضعه كأهم المأكولات الليبية التراثية».
وتؤكد أن المصريين أحبوا المكرونة المبكبكة كثيراً، لدرجة جعلت منها الأكل الرسمى للمصريين الذين يزورون المطعم الليبى بالقاهرة، وتوضح «جميلة» أن المكرونة المبكبكة تتكون من فراخ وطماطم ومعهما مكرونة وفلفل وزعفران وبعض التوابل الأخرى، حيث يتم وضع البصل والتوابل فى الزيت ثم إضافة الفراخ مع التقليب المستمر، ووضع عصير الطماطم حتى يتماسك هذا الخليط، ثم يتم أخيراً وضع المكرونة فى هذا الخليط، ثم تزين بقطع الدجاج أو اللحم حسب الرغبة.
«البزين والمبطن.. لا غنى عنهما فى السفرة الليبية، وغالباً ما تتكون من الشعير وفى بعض الأحيان يتم خلط دقيق مع شعير».. تشرح جميلة حمدان طريقة عمل البزين فتقول: «بيتعمل من الشعير ومعاه مخلوط دقيق مع بعض ذرات الملح، ثم يتم عجن الخليط بالمياه ووضعه على النار حتى يغلى، وبعد ذلك يتم العجن بواسطة العجانة، ويزين بالبيض والبطاطس المطبوخة واللحم، ولا بد عند بدء تناول الأكل أن تؤكل اللحم أولاً، قبل وضع شوربة اللحم على هذا الخليط، وبعد ذلك توضع الشوربة مع تقليبها وتناولها مع البطاطس المطبوخة».
أما عن «المبطن» فهو مكون بشكل أساسى من البطاطا، واللحم المفروم، وبعض أوراق النعناع، وتشرح «جميلة» طريقة عمله فتقول: «يتم تقطيع البطاطا بشكل دائرى، وتشق كل قطعة من المنتصف ويوضع بها الحشو ويكون عبارة عن خليط من اللحم المفروم مع البقدونس، ويتم وضعها فى البيض والبقسماط المطحون، وأخيراً يتم تحميرها»، وتضيف: «المطبخ الليبى غنى بكل أنواع الطعام، وبه أشهى المأكولات، والطبخ فى ليبيا مش محتاج دراسة لأنه هواية تنقلها الأم لبناتها».