مقاهى وسط البلد: «الخدمة مصرية».. والزوار من سوريا

كتب: منة عبده

مقاهى وسط البلد: «الخدمة مصرية».. والزوار من سوريا

مقاهى وسط البلد: «الخدمة مصرية».. والزوار من سوريا

كراسى بعضها خشبى والبعض الآخر من البلاستيك مختلفة الألوان، متراصة بجوار بعضها البعض، وأمام كل عدد منها طاولة خشبية مستطيلة، يضع عليها الجالس المشروبات التى طلبها، وجوه كثيرة ظهرت داخل هذا المكان، بعضها مصرية، والأخرى سورية، التى اعتاد على رؤيتها المصريون فى الشوارع والأحياء المصرية.

اعتاد عدد كبير منهم على الذهاب إليها بشكل مستمر، للجلوس مع ذويهم من الذين تجمعهم صلة الجنسية، أو مع أصدقائهم من المصريين الذين تعاملوا معهم خلال الفترة التى قضوها فى مصر منذ مجيئهم.

{long_qoute_1}

يقول عامل المقهى الذى رفض ذكر اسمه: «كل يوم بيكون عندنا عدد كبير من السوريين على القهوة، أعدادهم بتكون أكتر من المصريين نفسهم، لحد ما بقينا عارفينهم خلاص، وعارفين الميعاد اللى بييجوا فيه، وطلباتهم إيه كمان من غير ما يطلبوا، بقوا عِشرة مش أغراب».

بوجه مستدير، أبيض اللون، جلس أحد الشباب السوريين، بملابس مهندمة، والذى رفض ذكر اسمه، قائلاً إنه جاء إلى مصر منذ عام 2013، واستقر مع صديقه المصرى، فى شقته، التى تقع بالقرب من منطقة وسط البلد، حيث تعرف عليه فور وصوله من سوريا، وأصبحا صديقين، وذلك على حد قوله: «منذ وصولى إلى القاهرة، تعرفت على شاب مصرى، عمره مقارب لعمرى، وأصبحنا أصدقاء، وعرض عليا أسكن معه بالشقة، وبالفعل سكنت معاه، أحسن من القعدة لوحدى».

وأضاف العشرينى أن صديقه المصرى يصطحبه مساء كل يوم إلى أحد المقاهى الموجودة فى وسط البلد، بعد أن ينتهيا من عملهما طوال اليوم، وذلك لكى يلتقيا أصدقاءهما السوريين والمصريين هناك، ويتناولا معهم بعض المشاريب، ويتبادلون أطراف الحديث.

بجانب آخر من القهوة، جلست «شهد»، فتاة سورية فى أوائل العشرينات من عمرها، وسط عدد من أصدقائها المصريين، بينهم شباب وفتيات أيضاً، التى ربطت بينهم الصداقة، بحكم الدراسة فى كلية واحدة، وهى كلية التجارة، جامعة عين شمس، فهم اعتادوا على الذهاب إلى المقهى، من حين لآخر، لكى يقضوا وقتاً بعيداً عن جو الدراسة والامتحانات. وقالت «شهد» إنها موجودة فى مصر منذ 7 سنوات، جاءت بمفردها من سوريا، لتتلقى دراستها، وعند بداية الأحداث فى سوريا، أتت أسرتها بالكامل إلى مصر، لكى يستكملوا حياتهم معها فى أمن واستقرار، وذلك على حد تعبيرها.

وقال «مهند»، فى أواخر العشرينات من عمره، إنه جاء إلى مصر فى عام 2015، وأقام فى سكن بالإيجار بمنطقة وسط البلد، وعمل بأحد محلات بيع الملابس بمنطقة العتبة. وأضاف أنه يأتى إلى المقهى يومياً لكى يجلس مع أصدقائه السوريين، الذين تعرف عليهم منذ وصوله إلى مصر، ويتبادل معهم الأحاديث عن سوريا، وما يحدث بها من دمار وحروب: «بنتجمع كل يوم أنا وأصدقائى على القهوة، بنحكى بحال سوريا، وكيف صار الوضع فيها، لأن الوطن أم، مهما بعدنا عنه، لازم نفضل فاكرينه، وبنحلم نعيش تانى فيه متل ما كنا».

وانتهى من حديثه قائلاً: «الشعب المصرى طيب كتير، مو حسسنا بالغربة هون، شعرنا إننا فى وطننا، وسط أهلنا وأقاربنا، وبنحب مصر كتير».


مواضيع متعلقة