«بارودى».. خسر بيته فى «الغوطة» وبدأ حياته فى مصر

«بارودى».. خسر بيته فى «الغوطة» وبدأ حياته فى مصر
- الأحداث الجارية
- الحمد لله
- السادس من أكتوبر
- الصف الثالث الإعدادى
- الصف الثانى الثانوى
- الغوطة الشرقية
- حياة كريمة
- ريف دمشق
- سمكرى سيارات
- شركات السيارات
- الأحداث الجارية
- الحمد لله
- السادس من أكتوبر
- الصف الثالث الإعدادى
- الصف الثانى الثانوى
- الغوطة الشرقية
- حياة كريمة
- ريف دمشق
- سمكرى سيارات
- شركات السيارات
«9 يناير 2013.. اليوم الذى جاء فيه محمد سعيد سعيد بارودى، إلى مصر مصطحباً معه زوجته وأولاده الخمسة من سوريا، بعد قصف بيتهم بريف دمشق، فى الغوطة الشرقية، إذ تم تدمير المكان بالكامل، وصار البيت حطاماً: «بيتى صار على الأرض.. ربنا يعوض علينا».
حياة صعبة عاشها «بارودى» منذ مجيئه إلى مصر، فهى بلد لا يعرف به أحد، ولم يأت معه أحد من أسرته إلى مصر، فأبوه سافر إلى الأردن، وبعض إخوته فى أوروبا، شعر بتشتيت العائلة، على حد قوله: «فى البداية كان الوضع صعباً، لإنه مكان ما بنعرف فيه حد، ومجبر على التأقلم، ما حدا من أهلى إجى معى على مصر، جيت لحالى هون، ومو بعرف قد إيه المدة اللى هقعد بها فى مصر».
كان هم «بارودى» الأكبر البحث عن مكان يسكن فيه هو وأسرته، وبالفعل توصل إلى شقة للإيجار بالحى السابع بمدينة السادس من أكتوبر: «الحمد لله لقيت شقة مناسبة، لكن إيجارها كان كتير شوى، بس كان لازم أدفع، عشان ألاقى مكان أسكن فيه أنا وأسرتى».
{long_qoute_1}
لم يمر أسبوع واحد على وصول «بارودى» إلى مصر، وبدأ فى البحث عن مكان يعمل به، لكى يعيش وأولاده حياة كريمة فى مصر: «أول شىء فكرت فيه بعد السكن، هو مكان أعمل فيه، لإننا مو جايين على مصر سياحة، وأنا مو جاى لحالى، أنا معى زوجتى، وخمسة أولاد».
سمكرى سيارات ومشرف عام فى إحدى شركات السيارات، كانت هذه مهنة «بارودى» فى سوريا، لم يتخل عنها حتى بعد وجوده فى مصر، فهو ظل يبحث عن مكان يعمل به نفس المهنة، لأنه لا يعرف سواها، خلال فترة صغيرة وجد «بارودى» إحدى ورش سمكرة السيارات، وعمل بها باليومية، ما أثار شعوره بالغضب والحزن: «فرق كبير لما أكون مشرف على 150 فرد، وإنى أشتغل باليومية عند واحد، بس كان لازم أتحمل الوضع والحياة الجديدة فى مصر».
معاناة الدراسة فى مصر أصابت «بارودى»، فلديه خمسة أولاد، أكبرهم ابنته التى كانت تدرس بالصف الثانى الثانوى بسوريا، لكنها لم تستطع التأقلم مع الدراسة فى مصر، وتركتها من أول سنة لها بمصر، بينما اختلف الوضع عند ابنته الأصغر، التى تدرس بالصف الثالث الإعدادى، فهى استمرت فى دراستها، ولم تتوقف عنها، بجانب أولاده الثلاثة التوأم، الذين يدرسون بالصف الثانى الإعدادى، حيث قام «بارودى» بتسجيل أسمائهم فى مدارس مصرية، لتأدية الامتحانات بها، وطوال العام يدرسون بالسناتر التعليمية السورية.
بمرور الوقت استطاع «بارودى» أن يمتلك ورشة لحسابه، ويعمل معه صنايعية مصريون: «الحمد لله ربنا كرمنى، وبقى عندى ورشة لحسابى، وشغال معى صنايعى مصرى، والوضع معى اتحسن كتير عن البداية»، مرض زوجة «بارودى» بالتهاب أعصاب المفاصل لم يمكنها من العمل فى مصر، لكى تساعد زوجها فى وضع المعيشة، وذلك على حد قوله: «مرتى مريضة، ومو بتقدر تنزل وتشتغل، وهى ما كانت بتشتغل فى سوريا، لأن ها المرض معها من فترة طويلة».
مشكلة وحيدة واجهت «بارودى» منذ مجيئه إلى مصر، وما زالت تواجهه حتى الآن، وهى صعوبة الإقامات فى مصر، وذلك على حد قوله: «أى دخول على أى مؤسسة حكومية بيكون فيه تعقيد بورق، ومواعيد المؤسسات بتكون صعبة كتير، بنضل واقفين بالدور بالساعات، وبنمشى من دون أى شىء»، وأشار «بارودى» إلى وجود أربعة من إخوته فى سوريا حتى الآن، ولكنهم فى مكان آمن هناك، بعيد عن الأحداث الجارية، وذلك على حد قوله: «فيه 4 من إخواتى لسه موجودين فى سوريا، لكن عندهم أمان شوية، بعيد عن الأحداث».
«أشكر مصر وشعبها على حسن الضيافة لنا فيها وفتح أبوابها لنا على مصاريعها».. جملة اختتم بها «بارودى» حديثه.
منزل «بارودى» فى سوريا بعد أن دمرته الحرب