رئيس «سوريا الغد للإغاثة»: مصر الأكثر تعايشاً مع السوريين والدولة الوحيدة التى لم تستقبلهم فى مخيمات

كتب: منة عبده

رئيس «سوريا الغد للإغاثة»: مصر الأكثر تعايشاً مع السوريين والدولة الوحيدة التى لم تستقبلهم فى مخيمات

رئيس «سوريا الغد للإغاثة»: مصر الأكثر تعايشاً مع السوريين والدولة الوحيدة التى لم تستقبلهم فى مخيمات

مع ازدياد عدد اللاجئين السوريين فى مصر، تعاون عدد من الشباب السوريين المتطوعين، بمساعدة من الشباب المصريين، فى عمل مؤسسة ترعى شئون الجالية السورية فى مصر، تحت عنوان «مؤسسة سوريا الغد للإغاثة»، التى رأس مجلس أمنائها الدكتور ملهم الخن، وتم تسجيلها لدى وزارة التضامن الاجتماعى، كمؤسسة مصرية ترعى شئون اللاجئين السوريين فى مصر، وفى حواره مع «الوطن» أشار الخن إلى الدور الكبير لمؤسسته فى تقديم الخدمات الطبية والتعليمية و«مراكز الحماية» لإيواء الأسر التى بلا عائل والأطفال الأيتام، لافتاً إلى أن «مصر الدولة الوحيدة التى لم تستقبل اللاجئين فى مخيمات، بل فتحت لهم مساكن وفرصاً للعمل، وكانت أكثر محبة».. إلى نص الحوار:

{long_qoute_3}

متى جئت إلى مصر.. ولماذا؟

- جئت لمصر منذ 8 سنوات أى قبل الأحداث فى سوريا، بغرض الدراسة، وأنا خريج كلية طب قصر العينى جامعة القاهرة، دفعة 2017، وكنت أعود لسوريا لزيارة أسرتى فى الإجازات.

ما الأنشطة التى قمت بها منذ مجيئك إلى مصر؟

- تعددت الأنشطة التى قمت بها فى مصر منذ وجودى بها، ومنها أنشطة إعلامية للتعريف بالأزمة السورية والوضع هناك، ومن خلال اشتراكى فى الندوات والمؤتمرات، بالإضافة إلى تكوين فريق تطوعى خاص برعاية السوريين فى كافة المجالات.

متى ولماذا تم التفكير فى تأسيس مؤسسة «سوريا الغد للإغاثة»؟

- تأسست المؤسسة مع بداية عام 2013، لأنه مع بداية الأحداث فى سوريا توافد عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى مصر، ولذلك فكرت أنا ومجموعة من زملائى فى عمل نشاط تطوعى خاص برعاية السوريين بها.

ما النشاطات التى تقوم بها مؤسستكم؟

- المؤسسة تضم عدداً من المراكز التعليمية يدرس بها آلاف الطلاب السوريين، وأيضاً مراكز طبية، ومراكز تدريب، وفروع للروضة، ومراكز حماية لتسكين الأسر السورية التى فقدت عائلها، ومشاريع للتنمية البشرية، ومشاريع لحماية السيدات، ومشاريع للإغاثة، ومراكز حماية للأطفال الأيتام.

هل هناك فروع للمؤسسة داخل أنحاء مختلفة من مصر؟

- نعم، هناك عدد من الأفرع التابعة للمؤسسة فى أماكن عدة، منها الجيزة، ومدينة السادس من أكتوبر، ومدينة العبور، ومدينة العاشر من رمضان، وعين شمس، وغيرها.

هل تم تسجيل مؤسسة سوريا الغد للإغاثة قانونياً فى مصر؟

- نعم، تم تسجيل المؤسسة لدى وزارة التضامن الاجتماعى المصرية، وتم اعتبارها مؤسسة مصرية ترعى شئون اللاجئين السوريين فى مصر، وهى تعمل فى إطار قانونى.

هل هناك تعامل بين مؤسسة سوريا الغد للإغاثة وجهات خارج مصر؟

- لا يوجد تعامل خارجى للمؤسسة، فهى تتعامل فى نطاق محلى داخل مصر، لأنها مؤسسة مصرية، غير مسموح لها بالتعامل مع أى جهة خارجية.

{long_qoute_2}

وما طبيعة علاقتكم بالسفارة السورية والحكومات المصرية المتعاقبة؟

- لا توجد علاقة بين المؤسسة والسفارة السورية فى مصر، أما عن الحكومة المصرية، فوزارة التضامن الاجتماعى هى الجهة الوحيدة التى تتعامل معنا، وتراقبنا وتتابع أنشطتنا.

ومن القائمون على إدارة المؤسسة؟

- المؤسسة تضم مئات المتطوعين من الشباب السوريين والمصريين بشكل كبير، بجانب وجود شباب متطوعين من جنسيات أخرى، ويقوم بإدارتها مجلس أمناء مكون من الشباب المتطوعين، بجانب عدد من الموظفين، وهناك هيكل إدارى كامل، بالإضافة إلى عدد آخر من الشباب المتطوعين يستعان بهم فقط فى حالة وجود أنشطة للأطفال.

من الجهة المسئولة عن تمويل المؤسسة؟

- مؤسسة «سوريا الغد للإغاثة» تعتمد بشكل كبير فى تمويلها على المنظمات الدولية المشتركة معها والموجودة داخل مصر، بجانب دعم بسيط من أعضاء مجلس أمناء المؤسسة.

ما أزمات اللاجئين السوريين فى مصر من وجهة نظرك؟

- أزمات السوريين من وجهة نظرى تتلخص فى أزمتين، أولاهما الأزمة القانونية، فحتى الآن اللاجئون السوريون فى مصر يواجهون صعوبات فى الحصول على الإقامة، واستخراج تصاريح العمل، أو تصاريح مزاولة المهنة، والأزمة الثانية هى الأزمة التعليمية، لأن اللاجئين السوريين متركزون فى أماكن محددة، وبالتالى صارت هناك أعداد ضخمة من السوريين فى مكان واحد، فأصبحت المدارس المصرية لا تستطيع تحمل هذه الأعداد الضخمة، بجانب تكدسها بالطلاب المصريين.

هل تحسنت أوضاع السوريين الذين جاءوا لمصر، أو على الأقل نسبة منهم؟

- نعم، بلا شك هناك أعداد كبيرة من السوريين تحسنت أوضاعهم، بالمقارنة بوضعهم حين لجوئهم إلى مصر، حيث استطاعوا الحصول على فرص عمل، وحياتهم أصبحت مستقرة، مقارنة بما عاشوه بسوريا فى فترة ما بعد الأحداث.

ما سبب تجمع اللاجئين السوريين بشكل كبير فى مدينة السادس من أكتوبر؟

- سبب تجمع السوريين فى منطقة السادس من أكتوبر، هو كونها مدينة جديدة، المستويات فيها متعددة، وبالتالى هناك تفاوت بالإيجارات التى كانت مناسبة للاجئين السوريين، كما أنها غير مكتظة بالسكان، وبعيدة عن العشوائية.

كيف ترى الوضع فى سوريا من خلال متابعتك للأخبار؟

- سوريا لن يتحسن الوضع فيها خلال الفترة الحالية، فهى حالياً أصبحت مكاناً لتخليص الحسابات، كل الأطراف الموجودة فيها تعمل على أجندات لمصالح خارجية، وبالتالى سيستمر القتال هناك، ولا أعتقد كما تشيع بعض القنوات أن سوريا مقبلة على الاستقرار، قد يكون هناك استقرار نصفى فى بعض المدن السورية وليس استقراراً كاملاً.

{long_qoute_1}

أخيراً، ما الانطباع الذى خرجت به عن الشعب المصرى؟ وما الرسالة التى يمكن أن توجهها له؟

- أحب أوجه شكرى للشعب المصرى، لقد سافرت أكثر من بلد، لكن مصر هى أكثر دولة تعايشاً مع الشعب السورى، والدولة الوحيدة التى لم تستقبل اللاجئين فى مخيمات، بل فتحت لهم مساكن وفرصاً للعمل، وكانت أكثر محبة، وهو ما ساعد السوريين على العيش فى مصر حياة آمنة مستقرة.

 

«الخن» يتحدث لـ«الوطن»


مواضيع متعلقة