صورة المرأة السورية فى مصر

كتب: ريم صابونى

صورة المرأة السورية فى مصر

صورة المرأة السورية فى مصر

على مدى الأعوام الستة المنصرمة عملت وتطوعت وانتسبت إلى أكثر من كيان نسوى يجمع سيدات سوريات وجدن فى أرض مصر الحبيبة، بالإضافة إلى مشاركتى فى أعمال تطوعية بشكل خاص كنشر المبادرات وتشبيك بعض الحالات بجهات معنية وعلاقات عامة مع كيانات أخرى كالمنظمات غير الحكومية وصولاً إلى مبادرتى بإطلاق مشروع توعوى تثقيفى.

ما أود قوله من خلاصة هذه السنوات الأخيرة وما كان يدفعنى إلى التساؤل مرة بعد أخرى.. هو «الصورة النمطية للمرأة السورية» فى البلد المضيف الذى أعيشه وتعيشه العديدات من السيدات السوريات هنا فى جمهورية مصر العربية.. «المرأة السورية» فى صورتها النمطية التى لم أدر هل رسمتها هى أم أن ظروف اللجوء هى التى رسمتها، واسمحوا لى باستخدام هذا المصطلح «اللجوء» رغم التحفظ والاعتراض عليه، أنه مصطلح قانونى دولى ولم أر فيه إشكالاً إن أخذ من هذا المنظور.. لماذا فى كل تقرير صحفى أو ظهور إعلامى أو حتى منشور «فيس بوكى» يتناول فيه الوجود السورى على الأراضى المصرية ألمح فيه المرأة السورية وهى تقف خلف موقد النار تطبخ! أو أنها جالسة فى استكانة تغزل أو تحيك أو تطرز!

قد يفهمنى البعض، ويغريه كلامى بالنقد اللاذع والتجريح وما أسهله خلف الشاشة، أننى أنتقص من قدر أولئك اللواتى وقفن فى وجه التسونامى الذى طال الجميع وبادرن فى عمل وصنع ما يحفظ لها ولعائلتها ماء الحياة، أو أننى أقلل من عمل السيدة السورية فى منزلها.. ما أخشاه أن تغدو صورة المرأة السورية ستيريوتايب أو نمطاً سائداً يعزز تأخر المرأة السورية عن الظهور كوجه حضارى نكون نحن قد ساهمنا فى صناعته بشكل أو بآخر، إما من خلال تصدير سيدات سوريات بسيطات فى التكوين الثقافى لديهن على أنهن من يمثلن السوريات ولا أحد سواهن أو من خلال جهلنا بما نزخر به من قامات علمية وثقافية موجودات بيننا وكان لى الشرف أن أقابل العديد منهن.. وانتشرت انتشار النار فى الهشيم لا ندرى مصداقيتها العلمية أن المرأة السورية ثالث أجمل نساء العالم.. ما أخشاه حقاً الشعوب المقهورة التى لم يزدها اللجوء والتشرد سوى تأخر ورجعية.. وأقول هنا إن المرأة هى التى تنشئ الأمم وإن أردنا أن نحكم على أمة فلننظر إلى نسائها!


مواضيع متعلقة