شيوخ الأزهر يخطبون على منابر «السوشيال ميديا»: تجديد الخطاب الدينى يبدأ من الـ«فيس بوك»

كتب: جهاد مرسى

شيوخ الأزهر يخطبون على منابر «السوشيال ميديا»: تجديد الخطاب الدينى يبدأ من الـ«فيس بوك»

شيوخ الأزهر يخطبون على منابر «السوشيال ميديا»: تجديد الخطاب الدينى يبدأ من الـ«فيس بوك»

فى الوقت الذى يتجاهل فيه بعض علماء الدين الوسائل التكنولوجية، وينظرون إليها باعتبارها مدعاة للفتن والفجور وتضييع الوقت، حاول آخرون مجاراة متطلبات العصر، وتحلوا بأدواته ومستجداته، متخذين من مواقع التواصل الاجتماعى سبيلاً للدعوة ومساعدة العباد.

أكثر من 163 ألف متابع لصفحة الدكتور سالم عبدالجليل، العالم الأزهرى ووكيل وزارة الأوقاف سابقاً، على «الفيس بوك»، الذى نجح أيضاً فى الوصول إلى جمهور الـ«يوتيوب» من خلال قناته «اعرف دينك. القناة الرسمية للشيخ سالم عبدالجليل»، التى تضم 5 آلاف متابع فى فترة وجيزة نحو 10 شهور.

{long_qoute_1}

«أنشئت الصفحة عام 2003، وكنت تقريباً أول شيخ يدشن صفحة بهذا الشكل، لأننى مقتنع بأن هناك وسائل عديدة للدعوة والتواصل مع الناس، وليس بالضرورة أن يظل عالم الدين نمطياً، ولا يتكلم إلا من خلال منبر المسجد أو موعظة فى مدرسة، وعليه أن يكون موجوداً مع الناس بالوسائل المتاحة لهم»، كلمات «عبدالجليل»، الذى أكد أن الوسائل المستحدثة لها دور فى الدعوة إلى الله: «أنا لو بخطب فى مسجد اللى هيستفيد ألفين أو ثلاثة، إنما على الفيس بوك حجم الانتشار أكبر».

تجديد الخطاب الدينى لا يكون بتجديد الألفاظ والكلمات، إنما يرى «عبدالجليل»، أنه بتجديد وسائل الدعوة أيضاً: «ربما شاب أو فتاة يتعذر عليهما حضور درس فى المسجد، ويسهل عليهما متابعته على فيس بوك أو واتس آب، فوسائل التواصل الاجتماعى من أنجح الوسائل فى الوصول إلى الشباب، بل ويتواصل عليها أيضاً كبار السن، ومن بقاع متعددة». لم يكتف «عبدالجليل» بالرد بنفسه على استفسارات متابعيه على الصفحة، إنما دون هاتفه الشخصى للرد على مكالمتهم أيضاً: «الشخص المنظم يستطيع القيام بكل تلك المهام بسهولة». تسفيه وسيلة للتواصل مع الناس أو تحريمها، أمر غير شرعى، وفقاً للدكتور خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فالحكم يكون بحسب توجيهها واستخدامها وانعكاس الخير منها على البشر عموما. نجح «الجندى» فى الوصول إلى أكثر من 167 ألف شخص من خلال صفحته على «فيس بوك»، ويرى أن شبكات التواصل الاجتماعى تتحقق فيها الغاية من النص القرآنى: «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»، فلا بأس من تبادل المعلومات والثقافات والأفكار والتهنئة عليها، أما إذا كانت وسيلة للغيبة والنميمة والتراشق اللفظى، فلا بد من تجنبها. تجديد أمور الدين مطلوب بالنظر للمستجدات وملاحقة التطورات، ولا بد أن يقوم بها نفر من الذين فتح الله عقولهم ورزقهم الإخلاص لهذا الوطن، لكنهم فى رأى «الجندى»، سيقابلون من العثرات ما لا يتصوره العقل، وسيتشكك فيهم أصحاب العقول الجامدة ويقذفونهم بالحجارة، وعليهم التحلى بالشجاعة وعدم الالتفات لهذا الهراء والمضى فى طريقهم الدعوى.

 


مواضيع متعلقة