حكاوي العراب| «السنجة».. رحلة في عالم «البلطجة والعشوائيات»

كتب: ميسر ياسين

حكاوي العراب| «السنجة».. رحلة في عالم «البلطجة والعشوائيات»

حكاوي العراب| «السنجة».. رحلة في عالم «البلطجة والعشوائيات»

كعادته لم يبتعد «العراب» كثيرًا عن الواقع مع رؤية ظلامية باهتة، في روايته «السنجة» التي صدرت عام 2012، لتمثل مزيجًا من الفانتازيا والواقعية، ليس جديدًا على «العراب» فسبق أن قدمه في رواية «يوتوبيا».

تدور أحداث الرواية في الوقت الذي حدث فيه الانفلات الأمني الذي شهدته مصر، خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011، حيث الأزقة الضيقة والمبان المتراصة بعشوائية جوار بعضها، هنا يعيش الـ«خفافيش» مع البشر، يتشاركان المنازل والمصير المشترك، يصور أحمد خالد توفيق بدقة عالم البلطجة والعشوائيات، ذلك العالم المليء بالشذوذ في كل شيء.

الأحداث الواردة في «السنجة» تدور حول المؤلف المغمور «عصام الشرقواي» الذي يعيش بين الأزقة الشعبية، وهو يحاول أن ينجح في مجاله وفي التعرف إلى أهل المنطقة، وفي نفس الوقت يحاول أن يحل لغز الكلمة التي كتبتها «عفاف»، ومن ثم معرفة سبب انتحارها، هل هي «سنجة» أم «سبحة» أم «سيجة».

يختفي بطل القصة فجأة أثناء محاولته معرفة لغز انتحار «عفاف»، وبحسب كلمات «توفيق» نفسه عن الكاتب الذي اختفى، فيقال إنه على درجة من الشهرة، لكن الحقيقة أنه لا أحد يعرفه على الإطلاق، ولم يقرأ له أحدٌ حرفًا من قبل. أي أنه هو نفسه مصدر معلومة أنه أديب شهير نوعًا. الأدباء ينتحرون دائمًا في النهاية، رجال التحريات يعرفون هذا، لكنهم كذلك يعرفون أن الأدباء لا يبذلون جهدًا في إخفاء جثثهم بعد الانتحار؛ إنهم مهملون ويتركون جثثهم بأمخاخها المتفجرة أو شرايينها المقطوعة في أي مكان، كأن باقي البشر خدم لهم، ولا عجب فهم مغرورون أيضًا.

إذن هل تصادف أن المدعو عصام الشرقاوي هو الكاتب الأكثر تحضرًا ونظامًا في السنوات الأخيرة؟ في الصفحات التالية سوف نقوم بعمل بطولي. نحاول أن نعرف سر اختفاء المدعو عصام الشرقاوي. هذا يقتضي أن نبحث كثيرًا جدًّا إلى أن نجد خيطًا، وربما لا نجد.


مواضيع متعلقة