من أرشيف السياسة| 4 رمضان.. الخديو توفيق يعزل عرابي من الجيش

كتب: صفية النجار

من أرشيف السياسة| 4 رمضان.. الخديو توفيق يعزل عرابي من الجيش

من أرشيف السياسة| 4 رمضان.. الخديو توفيق يعزل عرابي من الجيش

شهر رمضان المعظم دائما ما يكون مليئا بالأحداث، فقد شهد وقائع وأحداث كثيرة كان هو سجلا لها وشاهدا عليها على مر العصور، ففى عام 1882 كان شاهدا على الإطاحة بـ"أحمد عرابي" زعيم الثورة العرابية، وتجريده من رتبته العسكرية بأمر من الخديوي توفيق أنذاك.

وتعود أحداث تلك الواقعة إلى الـ11 من يوليو عام 1882 قبل شهر رمضان عام 1299 بـ6 أيام، حيث قصفت مدافع الاحتلال الإنجليزى مدينة الإسكندرية، فتوجه الخديو توفيق إلى الحراسة الإنجليزية إثر ذلك.

ومع أول يوم من أيام رمضان، وصل تلغراف من الخديو إلى أحمد عرابي يحمله فيه مسؤولية نشوب الحرب، وفي الـ4 من رمضان أبلغه بعزله بحجة أنه خالف أوامر الخديو، ما أدى إلى حالة من الغليان في الشارع المصري بمختلف طوائفه بحسب ما أورد عرابي في مذكراته التي وردت في كتاب "كيف دافعنا عن مصر عرابي وصحبه.. قصة مصر والمصريين".

ويقول عرابي عن هذه الواقعة: "في الـ7 من يوليو جاءني تلغراف من الخديو يوجه إليّ المسؤولية وأنني السبب في حدوث الحرب وأنه تم الصلح"، فكتب له عرابي تلغراف يخبره بأن انحيازه للجيش المحارب لبلاده أثر في قلوب الناس، وطلب منه أن يعلمه بشروط الصلح إلا أن الخديو لم يجبه بشيء.

فتحرر عرابي من الخديو ومن راغب باشا الذي كان رئيس النظار لجميع الجهات الحكومية، بالصلح وإبطال التجيهزات الحربية التي تعطلت نوعا ما، بسبب ذلك، وحدثت مناوشات بين مقدمات الجيش عند بحر النواتية، فكتب لوكيل الجهادية ينظر ذلك في المجلس، كما أبلغ المدريات بإرسال طلبات الجهادية دون تأخير وألا يلتفتوا إلى أي أوامر تصدر بشأنها من أي شخص غيره.

ويضيف عرابي في مذكراته، أنه أرسل وفدًا إلى الخديو في الإسكندرية يضم على باشا مبارك، والشيخ رؤف باشا، والشيخ علي نايل، وأحمد بك السيوفي أحد التجار، فاحتجز بعضهم هناك، وبعد عودة باقي الوفد إلينا في كفر الدوار أفادونا بأن الباطل لا يغني من الحق شيئا، وأن من غش المسلمين فليس منهم، وأن الذين في الاسكندرية تحت قهر الإنجليز ولا يستطيع أحد منهم الخروج إلا برخصة من الإنجليز، وأنهم مأمورون بأن يقولوا غير ذلك.

ونُشر إعلان من الخديو في الـ4 من رمضان عام 1299 الموافق 20 يوليو سنة 1882، يُعلم الناس بعزل عرابي بحجة أنه لم يعمل على مقتضى أمر الخديو في إرسال العساكر إلى العجمي؛ لمنع الإنجليز عنها.

ونتج عن القرار حالة من الغليان في أوساط المصريين وهو ما يذكره عرابي قائلا: "هناك عقد مجلس حافل يزيد على 500 فرد، حضره ثلاثة من البرنسات وشيخ الإسلام وقاضي مصر والمفتي، وكثير من العلماء وبطريرك الأقباط والقس وحاخام اليهود، ووكلاء ونظار الدواواين، وورؤساء جميع المصالح ووكلائها والمديرون والقضاة وعمداء القرى، وأعيان التجار، ونظرت فيه جميع الأوراق والمنشورات التي صدرت من الخديو وما كتبت مني".

وبعد المداولة بالمجلس المذكور تقرر توقيف الخديو وألا يسمع له رأي لكونه خارخًا عن حدود الشرع والقانون، وتقرر أيضا وجوب المدافعة عن البلاد وإلزام عرابي بالمحاماة والمرافعة عنها، وتم التصديق على هذا القرار من جميع أعضاء المجلس المنعقد، وتحرر منه تلغراف للخضرة السلطانية مع ذكر أسماء المشاهير الموقعين على هذا القرار وصار بذلك إعلانا رسميا.


مواضيع متعلقة