ماسح أحذية بـ«بدلة وقميص»: «ولا كل من مسك الورنيش مغاورى»

ماسح أحذية بـ«بدلة وقميص»: «ولا كل من مسك الورنيش مغاورى»
- صندوق خشب
- ماسح أحذية
- مرحلة الشباب
- مسح الأحذية
- أحمر
- أدوات
- صندوق خشب
- ماسح أحذية
- مرحلة الشباب
- مسح الأحذية
- أحمر
- أدوات
هيئته الأنيقة تتنافى مع طبيعة عمله كماسح للأحذية، فيجلس إبراهيم مغاورى على أحد أرصفة منطقة رمسيس، مرتدياً بدلة رمادية وقميصاً أحمر وحذاءً أسود قديماً، وأمامه صندوق خشبى به أدوات الشغل.
«أنا واجهة لمهنتى، ولازم ألبس حلو وأكون ند للزبون ومايحسش إنى أقل منه»، يقولها «مغاورى» بثقة، الذى ترك والده المزارع فى الصعيد وجاء إلى القاهرة وهو فى مرحلة الشباب بحثاً عن وظيفة، ولم يختَر مهنته، إنما أرغمته الظروف عليها: «لو لقيت غيرها كنت قلت لأ؟ أنا لسه فاكر أول يوم ليا فى تلميع الجزم. كنت خجلان، ومع الوقت اتعودت وحبيت المهنة أصل مفيش حد أحسن من حد». تحلى «مغاورى» بالصبر بعد فترة من ممارسته لعمله، فكان يتعرض لمواقف عديدة مع الزبائن فى الشارع تغضبه ويثور عليها، ثم تعلم أن يتغاضى عنها ولا يلتفت إليها: «تتفاجئ بشاب ينفض البنطلون فى وشك، ويتعامل بقلة ذوق، رغم إن المفروض تعاملنى كواحد زيى زيك».
طوال عمره يحلم الرجل الستينى بأن يكون موظفاً، الحلم الذى تبدد بمرور الوقت: «كان نفسى أحس بأمان وأنا فى السن ده. العمر بيجرى وأنا عندى 64 سنة، ولسه قاعد فى الشارع ألمع جزم، ومش فى اليد حيلة».
«مغاورى» يرى أن مسح الأحذية فن، ويتفوق فيه على أقرانه فى المهنة: «مش كل من مسك الورنيش بقى ماسح أحذية، أنا بشتغل بورنيش فاخر، وزباينى باشوات، أما السايل بياكل الجلد». يبقى حلم واحد لا يفارق «مغاورى» ويتحدث بشأنه مع معظم زبائنه: «نفسى فى تُربة ربنا يمن عليّا بيها. هو ده كل اللى بحلم بيه، ونفسى الدولة تحققهولى. ما أنا برضه مواطن والمفروض ليّا حقوق».