«منال» تركت العلاقات العامة واشتغلت فى «المحشى»: المصريين بيحبوا الأكل

09:17 م | الأحد 24 ديسمبر 2017

إلى جانب رائحة الكشرى المميزة التى تفوح فى شارع شمبليون بوسط البلد، كانت هناك رائحة أخرى أكثر نفاذاً وجدت طريقها فى ذلك الشارع العريق، رائحة أكثر تميزاً لا تخطئها أنف مصرى نشأ وترعرع على أكل «المحشى»، أبرز وأحلى أكلات الشتاء على المائدة المصرية. هناك فى أحد الشوارع الجانبية المتفرعة من «شمبيلون» تقف فتاة يافعة مرتدية «مريلة» أمام «حلة محشى»، الأكلة التى اختارت أن تقدمها لزبائنها فى الشتاء لإدراكها مدى حب المصريين للمحشى.

منال مصطفى الملقبة بـ«دهب غريب»، تخرجت فى كلية التجارة جامعة حلوان، لم تأمل يوماً بالعمل فى وظيفة حكومية ولا حتى خاصة تناسب مؤهلها، سعت طويلاً إلى البحث عن طريقة للعمل والتكسب، حتى اهتدت إلى عربة طعام فى الشارع تبيع فيها أكلات مختلفة، لكن يبقى طبق المحشى الأكثر شهرة بين قائمة الطعام الخاصة بها فى الشتاء: «المصريين بيحبوا الأكل وده اللى شجعنى أنفذ مشروعى الصغير».

15 جنيهاً فقط تكفيك للحصول على طبق محشى من عربة «دهب» التى تشهد إقبالاً كبيراً من زبائن جذبتهم الرائحة النفاذة: «بروح كل يوم أشترى الخضار الصبح وببدأ شغل على العربية الساعة 3 العصر لحد 12 بالليل». الوقوف أمام محل مغلق كانت بداية «منال» لتنفيذ مشروعها: «لقيت فى البداية محل مقفول فى وسط البلد حسيت إن المكان ده بتاعى»، وبحسب «منال» فإن كل ما تحتاجه لتنفيذ مشروعها أنابيب غاز فقط: «أنا بالظبط عملت مطبخ صغير فى الشارع».

إلى جانب المحشى تبيع «منال» وجبات أخرى مثل الكبدة والأرز والملوخية: «أول ما بدأت أشتغل بدأت فى مجال العلاقات العامة، لكن لقيت صعوبة كبيرة وإنى متقيدة دلوقتى أنا حرة وملكة نفسى وأنا اللى متحكمة فى مشروعى»، وبحسب «منال» فإن رأس مال مشروعها كان بسيطاً جداً: «رأس المال ماكنش كبير لكن دلوقتى الأرباح مخليانى عايشة مرتاحة».

فى البداية واجهت «منال» صعوبات: «الناس حواليا دايماً يحبطونى يقولولى مش هقدر أتحمل الشغل فى الشارع.. لكن محاولتش يأثر فيا الكلام ده واجتهدت على نفسى».