«السيسى»: أمن مصر خط أحمر.. وهناك أشقاء يمولون الإرهاب ويرعونه

«السيسى»: أمن مصر خط أحمر.. وهناك أشقاء يمولون الإرهاب ويرعونه

«السيسى»: أمن مصر خط أحمر.. وهناك أشقاء يمولون الإرهاب ويرعونه

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضرورة تأسيس خطاب دينى يَبنى مجتمعاً متماسكاً يسوده العدل والرحمة، ويربى أجيالاً واعية وقوية ومخلصة لوطنها، وتعيد إلى مصر مجد ماضيها، وتحافظ عليه فى المستقبل، مشيراً إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى، وقال: «علينا مراجعة أنفسنا فى ما نحن فيه الآن بين كل الأمم»، مضيفاً: «خرجت من بيننا جماعات وأفراد أساءوا فهم الدين، وفى أحيان أخرى كثيرة تعمّدوا إساءة فهم الدين واستغلاله، لتحقيق أهداف سياسية». {left_qoute_1}

وأكد «السيسى»، خلال كلمته فى احتفال وزارة الأوقاف بـ«ليلة القدر» بحضور 500 قيادة سياسية ودعوية وسفراء من الدول العربية والإسلامية وشخصيات عامة وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف ومفتى الديار ورئيس مجلس الوزراء، وباقى أعضاء الحكومة، أنه قد آن الأوان حتى يُقرر المجتمع نبذ التطرّف والانغلاق والانفتاح على العالم فى ثقة وحب وتسامح ورحمة، مضيفاً: أنا «على ثقة مطلقة فى قدرات جميع المؤسسات الدينية ورجال الدين والمجتمع وقواه الحية والناعمة من المفكرين والمثقفين، وعلينا أن نقدم للعالم نوراً يشع من مصر، ونموذجاً للخطاب الدينى المتطور، نُحقق به إرضاء الله وتعمير الأرض وتعمير البشر».

وأكد الرئيس أن تصويب الفهم الدينى دون المساس بالثوابت هو قضية حياة أو موت لهذا الشعب وهذه الأمة، قائلاً: «النظر بجدية إلى أفكارنا وما نُردّده، وما ننقله وننشره وما نربى عليه أبناءنا أن نعلم الناس الدين الصحيح البسيط السهل الذى يراعى حياة الناس وظروفهم»، مشدداً على ضرورة تجديد الخطاب الدينى، مشيداً بدور الأزهر فى محاربة التطرف وتجديد الخطاب، قائلاً: «سيظل الأزهر مؤسستنا العملاقة التى نفتخر بها، ونؤكد أن هذه المسئولية تقع على عاتق المجتمع بأثره، الذى يتعين عليه أن يقف وقفة صادقة مع ذاته، ويُقرّر فيها أن الأوان قد آن للنظر إلى المستقبل وبنائه بدلاً من التعلق بالماضى»، مضيفاً أنه دون ثورة فكرية شاملة نغير طريقة نظرنا إلى الأمور ونوثق اتصالاتنا بالعالم الحديث، لا يمكن تحقيق التنمية التى نريدها، موضحاً أن التنمية لا تقوم على الأساس المادى فقط، لكنها تقوم على أساس فكرى ومعنوى.

وأشار «السيسى» إلى أننا «نحتاج إلى غناء الفكر وثرائه ومرونته بدلاً من الضيق، ونحتاج إلى تجديد منهج فكرنا ومواجهة الإرهاب وإضعافه، وصولاً إلى القضاء عليه، بحيث تنطلق التنمية بسرعة أكبر». وتابع: «بينما نسير على هذا الطريق لتحقيق التنمية، لن نغفل عن احتياجات شعبنا المعيشية والتنموية، وفضّلنا أن نواجه مشكلاتنا الاقتصادية ونتعامل مع جوهرها لتحقيق سُبل المعيشة الكريمة للمصريين، وقطعنا طريقاً صعباً، ونحقق تقدماً سريعاً»، مؤكداً أن الإرهاب بكل ما تسبّب فيه من إرهاق للأرواح البريئة وألم فى الصدور وشعور بالقلق وعدم الأمان وتعطيل التنمية وتأثير سلبى على مجمل أوضاعنا السياسية والاجتماعية والإرهاب يتطلب أربعة عناصر لمواجهته والقضاء عليه، منها تجديد الخطاب الدينى والتعامل مع جميع التنظيمات الإرهابية بمعيار واحد وإعادة بناء الدولة الوطنية، لاستعادة الاستقرار بالمنطقة، ومنع تمويل الجماعات الإرهابية، وإيقاف مدها بالمقاتلين والسلاح. {left_qoute_2}

وتابع: «بينما نبذل، حكومة وشعباً، أقصى الجهد فى مكافحة الإرهاب والتصدى له، ودعم التسويات السياسية السلمية للأزمات القائمة بالمنطقة، بما يعيد إلى دولها الاستقرار والأمن، ويقضى على الفراغ الذى يستغله الإرهاب، ليتمدّد وينمو، بينما نفعل ذلك، نجد أشقاءً لنا وغير أشقاء -يمكن حد يقول أشقاء آه أشقاء آه للأسف، ودى المصيبة، وبيخلوا الابن يقتل أبوه كمان- يقومون بدعم الإرهاب وتمويله ورعايته ويوفرون لجماعات الإرهاب وفكره، المنابر الإعلامية والثقافية، التى ينفقون عليها مليارات الدولارات سنوياً يسلمون أفئدة الشعوب العربية والإسلامية لهذا الفكر الإجرامى المدمر».

وأشار «السيسى» إلى «أننا حاولنا مواجهة المشكلات التى تعانى منها مصر بكل صدق وأمانة واتخذنا قرار الإصلاح الاقتصادى فى ظل الظروف الصعبة، وكانت نصيحة المستشارين وقتها عدم خوض هذه المخاطر»، مضيفاً: «إحنا عندنا رضا بقدر الله، ومسلمين أمرنا لله، وأنا راضى بقدرى ومسلم أمرى لله، وبالنسبة للنتائج إحنا بناخد بالأسباب، وبنتوكل على الله، دون تواكل»، مؤكداً أن أمن مصر القومى خط أحمر، لا تهاون فيه، وأن مصر ستنتصر على الإرهاب بفضل صمود المصريين وتضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة.

وشدّد الرئيس على أن هناك من يستغلون التكنولوجيا الحديثة وما أنتجته الحضارة الإنسانية لهدم ما حققته الشعوب من مكتسبات وما نعم به من أمان، وكل ذلك لماذا؟، ابتغاء أوهام الهيمنة والسيطرة والعظمة الزائفة، متسائلاً: «هل أصبحت مقدرات الشعوب لعبة سياسية؟ وهل تهون أرواح الشباب والرجال والنساء والأطفال من أجل أحلام الزعامة والمجد الكاذبة؟، وهل تستحق هذه الأوهام إزهاق روح إنسانية واحدة؟».

وتابع: «إننى وبكل وضوح وصراحة أقول لكم وللعالم إنه يجب أن يتم وضع حد لهذا الأمر، لأن التصدى للدول الراعية للإرهاب بكل حسم وقوة أصبح فرضاً واجباً، إذا ما أردنا نهاية حقيقية لظاهرة الإرهاب، وأقول إن استراتيجية مكافحة الإرهاب يجب أن تسير على أقدام ثابتة وليست مرتعشة، والقضاء على خطر الإرهاب لا يمكن أن يتم دون تدمير بنيته التحتية، سواء المالية أو الفكرية، وأقول لهذه الدول كفاكم تمادياً، وتعالوا إلى كلمة سواء، نجتمع فيها على التعاون والخير والبناء لما فيه صالح شعوبنا».

ووجّه «السيسى» كلمة إلى المصريين والأجهزة الأمنية، قائلاً: «انتبهوا، هذه الفترة بتبقى موسم الشر ووقت الشر، وبيحاول أهل الشر ينالوا من استقرارنا وأمننا وعليكم الانتباه لدور العبادة كلها، سواء المساجد أو الكنائس، والمنشآت الحيوية فى الدولة بالكامل لازم ننتبه»، مشدداً على ضرورة الانتباه خلال الفترة المقبلة للحفاظ على بلدنا مصر، قائلاً: «لازم ننتبه كويس ونكون متيقظين للدفاع عن مقدراتنا، وأرجو نبقى واخدين بالنا من ده وقت الشر، والمفروض يحاولوا فى كل مناسبة طيبة يفرحوا هما بطريقتهم، بقتلنا وتدميرنا».

وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن «القرآن بدأ رسالته للناس بقرع أجراس العلم والمعرفة فى آذانهم وعقولهم أولاً، ليتنبّهوا إلى أنّ أمرَ العقيدة فى الإسلام إنّما يتأسّس فى المقام الأول على «العِلْمِ» والنظر العقلى، وليس على «التسليم القلبى» الخالى من حُجَجِ العقل واستدلالاته، وهذا هو سر تكرار كلمتى «العقل والعلم» لفظاً ومعنى واشتقاقاً نحو 865 مرة، وهو ما لا نجده لأى مفردة أخرى من مفردات القرآن سوى «العلم والعقل والمعرفة»، على أن تنويه القرآن بطريق العقل فى تحصيل الإيمان بالله تعالى، لا يعنى أنه أهمل طريق الفطرة، بل هى الشعور الذى يُمثّل قدراً مشتركاً بين الناس جميعاً لا يخلو منه أحد من الناس منذ بدء الخليقة وإلى أنْ يَرِثَ الله الأرض ومن عليها، غير أنّ الفطرةَ وإنْ كانت الطريق الأقرب لمعرفة الإنسان بربه، فإنّها كثيراً ما تعرض لها علل وأمراض معنوية، وصوارفُ اجتماعيّة وبيئيّة تفسدها وتقعد بها عن دورها الخطير فى حياةِ الإنسان، ولذلك كان خطاب العقل فى القُرآنِ هو الخطاب المُعَوّل عليه تكليفاً وثواباً وعقاباً».

وأوضح أنّ العلم والعقل اللذين بنى عليهما الإسلام أمره منذ أول كلمة فيه، وجعلهما مناط تكاليفه كلها، كبيرة كانت أو صغيرة، أوشك أن يخلى مكانهما فى حياتنا المُعاصرة إلى أخلاط من ظنون وأوهام وتخيلات، استبدت -أو كادت- تستبد بالعقول، وتؤثّر على مجتمعاتنا سلباً وارتياباً وشكوكاً، بل تُؤثّر على استقرار الشعوب وتماسكها الذى هو الشرط الأساسى فى نهضة الدول ونمائها وتقدمها، ومِمّا يُتألّمُ له أشد الألم أن صارت الظنون والأهواء هى فيصل التفرقة فى التعرّف على الحقّ والباطل، والخطأ والصواب، وأصبح اللّبس الذى تثمره هذه الظنون هو الحق الذى لا حقّ سواه، حتى صار المتمسك بمعيار العقل والمستضىء بمنطقه وعلومه يشعر بغربةٍ مُوحِشَةٍ من شدّةِ ما يتناثر على طريقِ الحقّ من أغاليطٍ ملتوية وشبهات مظلمة وتعميمات كاسحة لو خُلى بينها وبين نور الدّليل وسطوع البُرهان لانمحق زيفها وبهرجها وانقطع ضجيج حناجر الصارخين بها.

ولفت إلى أنه لا مفر من ضرورة الاتّحاد والوحدة والالتفاف حول قضايانا الوطنيّة، وكل ما هو متعلّق بمصرنا ومستقبلنا، وليس أمامنا إلا تفويت الفُرص، وبشتّى الطّرق على المتربصين بالعرب والعروبة من أعدائهم فى الخارج وأعوانهم فى الداخل، ولم يكن العرب والمسلمون بحاجةٍ إلى الوقفة الجادّة والكلمة المسئولة بمثل ما هم عليه اليوم، فقد بدأت الغيوم السوداء تلوح فى الأفق، وإن هبّت العواصف فإنها لا تُبقى ولا تذر، فعلى العابثين بمصائر الأُمّة أن يقدّروا حجم الخطَر الذى يؤدى إليه هذا العبث وسوء التقدير فى وزن مصائر الأمور.

وعبّر الإمام الأكبر عن شكره للرئيس لدعمه المتواصل للأزهرِ وحِرصه على تمكِينه من تحقيق رسالَته المحليّة والعالَميّة فى تبيين حقائق الإسلام وإنسانية شريعته، ونَشْر ثقافَة السّلام فى الشّرقِ والغربِ، ودعمه فى رسالته العالَميّة التى حافظَ فيها على هُويّة الأُمّة وتُراثها ومنهجها العلمىّ المستقيم، حتى أصبح مثابة تهوى إليه أفئدة المسلمين من شتّى بِقاع العالَم، سائلاً الله أنْ يُغدقَ سحائب رَحْمَتِه ورضوانه على شُهدائنا الأبرار من أبطالِ القُوّاتِ المُسَلّحة والشّرطة المصريّة والآمنين من المواطنين، وأنْ ينتقم مِمّن غدروا بهم فى الدنيا قبل الآخرة، وأن يديم على أهْليهِم وذَويهِم الصّبر الجميل وأن يعوّضهم خيراً فى دنياهم وآخرتهم، وأن يعيننا على الوفاء لهم والقيام بحقوقهم.

وكشف «الطيب»، أن مشروع قانون تجريم الكراهية الذى أعده الأزهر بتكليف من «السيسى» فى الرئاسة الآن، قائلاً: «فى غمار الأحداث الشاذة التى أصيب بها المجتمع، والفتاوى أيضاً التى لا تعبر لا عن الإسلام ولا الفقه ولا الشريعة التى درسناها تقدمنا بمشروع قانون ضد الكراهية ويجرمها، وتفضل الرئيس وطلبه من الأزهر وهو الآن فى الرئاسة».

وقال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن «من يسلك مسالك الفرقة والشقاق، والتكفير والتفجير، والخوض فى الدماء، والولوج فيها بغير حق، فساداً أو إفساداً، متبع لخطوات الشيطان»، مقدماً للرئيس نسخة من «القرآن»، وكذلك أهداه موسوعة الدروس الأخلاقية، التى أعدها أئمة الأوقاف، وكتاب «الزهراوان فى متشابهات القرآن».

 

يكرم إحدى الحافظات للقرآن الكريم

 

أثناء تكريم أحد حافظى القرآن


مواضيع متعلقة