«ناردين» : شاهدتهم يقتلون الثوار.. فقتلوها

«ناردين» : شاهدتهم يقتلون الثوار.. فقتلوها
على غرار ما حدث لـ«أميرة» شهيدة الإسكندرية، التى لقيت مصرعها أثناء مشاهدتها لأحداث جمعة الغضب 28 يناير من شرفة منزلها، تكرر المشهد خلال أحداث جمعة 28 يونيو مع الشهيدة ناردين لويس، 22 عاما، التى لقيت مصرعها إثر إصابتها بطلق نارى أثناء مشاهدتها أحداث العنف بين المتظاهرين والإخوان بسيدى جابر أمام المقر الإدارى. فلم تتوقع «ناردين» أن نهايتها ستكون بطلق نارى يطلقه جيرانها الذين اتخذوا من العقار المجاور لها مقراً لتنظيم الإخوان، المكتب الإدارى.
خرج لويس حنا، والد الضحية، عن صمته بعدما ودع نجلته الصغيرة، وقال لـ«الوطن»: «ابنتى ماتت غدرا، قتلها الإخوان وهى واقفة بجانبى، صوّبوا عليها هى بالرغم من أننى كنت واقفا بجوارها وأشاهد معها أحداث العنف، وأمها كانت على الجانب الآخر، إلا أنهم كانوا يريدون قتلها هى، ويعرفون أنها مسيحية وجارتهم، كانوا يريدون حرق قلبى عليها».
وتابع: «لن يذهب دمك هدراً يا ناردين يا صغيرتى، والقصاص سيكون ممن قتلك غدرا»، لافتاً إلى أنه من طلب منها الحضور إلى شرفة المنزل حتى ترى ما يحدث للمتظاهرين من قِبل الإخوان وإطلاق طلقات حية عليهم، موضحاً أن أحد أعضاء تنظيم الإخوان أطلق عليها رصاصة حية دخلت بطنها، وأخرى فى كتفها.[FirstQuote]
وأوضح أنه نقلها فوراً إلى المستشفى الرئيسى الجامعى بسيارة الإسعاف ومساعدة الجيران، وأجريت لها عملية جراحية فى بطنها لاستخراج الطلقة، لكن النزيف لم يتوقف، ما جعل الأطباء يبحثون عن أكياس دم، مؤكدا أن جميع الشباب تبرعوا من أجل إنقاذها، المسلم قبل المسيحى، لكنها توفيت فجر أمس، بعدما عجز الأطباء عن إنقاذها وأصبيت بهبوط حاد فى الدورة الدموية.
وبنظرة حزينة ودموع تسيل من عينيها، تنظر والدة «ناردين» غير قادرة على الحديث والحركة بسبب إصابتها بـ«شلل» منذ 15 عاما، إلى جثمان نجلتها، التى كانت ترعاها بسبب مرضها بعد زواج إخوتها وسفرهم خارج البلاد، ولم يبقَ فى المنزل سواها لرعاية والدها ووالدتها، ورفضت العمل بعد الانتهاء من الجامعة حتى لا تترك والدتها المريضة فى المنزل بمفردها.
وقالت نوال ميشيل، خالة «ناردين»: «لن نترك دمك يا حبيبتى، نامى وارتاحى واحنا هنجيب حقك»، وظلت تدعى على من قتلها غدراً من الإخوان، لافتة إلى أنهم ضربوها لأنها رأتهم وهم يقتلون الثوار الأحرار، وأضافتك «هما عارفين إنها المتكفلة برعاية أمها المريضة المشلولة ووالدها الرجل الكبير، ورفضت نزول المظاهرات خوفا على ترك والدها ووالدتها وحدهما بالمنزل».
وأوضحت الحاجة كاميليا الشرقاوى، 60 عاما، جارة الأسرة التى كانت تبكى على فراق «ناردين»، أنها شاهدت الإخوان وهم يصوبون على «ناردين» لأنها كانت تشاهد ما يحدث من شرفة منزلها، مشيرة إلى أن «ناردين» كانت بنتا مطيعة ومؤدبة وتحب جيرانها وكانت تساعدها ودائما ما كانت تقول لها «ادعيلى يا طنط»، وقالت: «كانت ملاكا فى العمارة، وتربت بيننا هى وإخوتها ولم يصدر منها أى خطأ لجيرانها المسلمين، وكانت تحب الجيران كثيرا وتساعدهم، وتعاملهم معاملة حسنة»، لافتة إلى أنها كانت طيبة وخجولة، ولم يحدث أن أثرت الأحداث فى مصر على علاقتها بجيرانها.[SecondQuote]
وتحولت جنازة «ناردين»، التى خرجت من كنيسة مارجرجس بسبورتنج إلى مدافن الأسرة بالشاطبى، بعدما صلوا عليها القداس وودعها أهلها، إلى مسيرة احتجاجية غاضبة، هتف فيها المشاركون: «يسقط يسقط حكم المرشد» و«ارحل» و«ولا بنخاف ولا بنطاطى.. إحنا كرهنا الصوت الواطى»، فيما أرسل البابا تواضروس الثانى رسالة عزاء إلى أسرتها.
أخبار متعلقة:
"اقتلنى.. قتلى ما هيعيد دولتك تانى"
والد الشهداء: الأول استشهد في "25يناير" والثانى قتله اللصوص والثالث أمام "الإرشاد"
أسرة الشهيد كريم عاشور: نزل لشراء طلبات لأخته الصغرى فعاد جثة هامدة
والد الشهيد أحمد: قتلت ابنى وخربت البلد.. ارحل يا مرسى
أسرة وجيران الشهيد عبدالرحمن: "ربنا ينتقم منك يا مرسى"
شقيق «يسرى»: «قتلوا أخويا بدم بارد»