"اقتلنى.. قتلى ما هيعيد دولتك تانى"

"اقتلنى.. قتلى ما هيعيد دولتك تانى"
ظنوا أن من دخل بيته وأغلق بابه دونه فهو آمن، جلسوا يشاهدون ما تبثه الفضائيات حول ثورة شعب غاضب يلفظ رئيساً ما عاد يعترف به سوى جماعته وقليل مما يجمعون، كآلاف الأسر المصرية ليس لهم فى تلك المعركة ناقة ولا جمل، لكن الكرب والغلاء والقمع طالتهم دون أن يسعوا إليها، فخرج أبناؤهم يشاركون ويدافعون عمّا يعتقدون، سالت الدماء الذكية ولم تردع حاكما أو مسئولا للتدخل لحفظها وحقنها، يسقط الواحد تلو الآخر، من كل معسكر جندى، ويظل فى صومعته، معتقدا أنما هم جنود على رقعة الشطرنج، خُلقوا ليدفعوا ثمن بقائه وجماعته على سدة حكم لطالما حلموا بها، فسقط الدم «وبقى أثره» وسقط «الحكام» من ذاكرة وطن لا تحفظ إلا الشرفاء إلى غير رجعة.
يكسو السواد بيوت أسرة مصرية، طالها فقد كل ما تملك، وهو «الضنى»، راحوا فداء وطن دافعوا عنه بكل رجولة وثبات، دماؤهم تلطخ يد من ملك حقن الدماء فتعالى، وحفظ الأمن فتراخى، ومنع الانقسام فأبى، وتوحيد الصف فانحاز إلى مصالحه الشخصية واستعلى، فهوى.
وبين أمهات ثكلى، وآباء يدفعون دموعا متحجرة فى مقلهم، تحمل الصناديق زهرة أبناء هذا الوطن إلى التراب، فيما يبقى فى القصر، بفعل صناديق أخرى، جاءت بطريقة أخرى، حاكم ظن أن حصونه وأسواره مانعته من ثورة شعبه، وأن الدماء التى وعد بالقصاص لها -ولم يفعل- سوف تُنسى، وأن بقاءه واستمرار مشروعه الهلامى مرتبطان بخروجه منتصراً من تلك المعركة مهما كان وقودها، يقول الشعب الهادر فى الخارج: «وأعدوا» فيجيب من فى الداخل: «ما علمت لكم من رئيس غيرى».. «تلك إذن قسمة ضيزى».
أخبار متعلقة:
والد الشهداء: الأول استشهد في "25يناير" والثانى قتله اللصوص والثالث أمام "الإرشاد"
أسرة الشهيد كريم عاشور: نزل لشراء طلبات لأخته الصغرى فعاد جثة هامدة
والد الشهيد أحمد: قتلت ابنى وخربت البلد.. ارحل يا مرسى
أسرة وجيران الشهيد عبدالرحمن: "ربنا ينتقم منك يا مرسى"
«ناردين» : شاهدتهم يقتلون الثوار.. فقتلوها
شقيق «يسرى»: «قتلوا أخويا بدم بارد»