والد الشهيد أحمد: قتلت ابنى وخربت البلد.. ارحل يا مرسى

كتب: محمود الجارحى:

 والد الشهيد أحمد: قتلت ابنى وخربت البلد.. ارحل يا مرسى

والد الشهيد أحمد: قتلت ابنى وخربت البلد.. ارحل يا مرسى

دون أن يدلك أحد عليه.. ستصل، ستتعرف عليه.. وكأن قدميك يعرفان الطريق إليه، منزل بسيط تلفه هالة من الأسى والحزن.. تشعر بها، تلمس أنفاس ساكنيه.. مهابة الموت تسكنه تظلل عليه.. نساء بملابس حداد ينتشرن فى المنزل، صوت الشيخ محمد صديق المنشاوى ينساب صداه فى رهبة وإجلال، إنه منزل الشهيد أحمد محمد صابر (20 سنة) استورجى، الذى استشهد على يد مجهولين أطلقوا الرصاص عليه أثناء عودته من منطقة السيدة زينب إلى منزله بمساكن الجيزة بالمقطم، فبسهولة تتعرف عليه وتراه أنه محمد صابر والد الشهيد أحمد البالغ من العمر 61 عاما، موظف على المعاش. الأب يلخص المأساة.. «ابنى عمل إيه عشان الإخوان يموتوه كده، أصل ابنى كان راجع من شغله وأثناء نزوله من السيارة التى كان يستقلها أصيب برصاصتين الأولى فى رقبته والأخرى فى الصدر من مجهولين أطلقوا عليه الرصاص من داخل مكتب الإرشاد بالمقطم». يتابع الأب كلامه قائلاً «أحمد ده كان كل حياتى وكان أشطر استورجى فى المنطقة». يضيف الأب قائلاً «ابنى كان هيخطب فى العيد أصل هو عنده 20 سنة، وبعدين إحنا كنا عايزين نفرح بيه أنا وأمه بس الحمد لله استلمنا جثته من ثلاجة الموت بمشرحة زينهم ودفناها.. وهو دلوقتى عريس عند ربنا. شهيد الحمد لله». يتوقف الأب عن الكلام وتنهمر من عينيه الدموع، ويسترد كلامه قائلاً «أنا موظف على المعاش وكنت شغال فى شركة خاصة ومرتبى يا دوب بكفينى أنا وعيالى، أنا عندى 3 أولاد بنت والله يرحمه أحمد وأخوه بس ده أصغر منه». يتابع الأب، «والشهيد الله يرحمه لما حس بإنى كبير فى السن قرر يساعدنى ترك المدرسة من أولى ثانوى. واشتغل استورجى وبدأ ياخد راتب كل أسبوع لحد ما ربنا كرمنا وجوزنا أخته الكبيرة. وبعدين هو راتبه أصبح كبير فقررنا نجوزه وكنا هنخطب له بعد العيد على طول أصل هو كان شاطر فى شغله. بس مرسى قتله وحرق قلبى عليه منه لله هو وخيرت الشاطر ومحمد بديع أنا بقولهم ابنى ماااات.. إنتو اللى قتلتوه.. مش هسيب حق ابنى.. أنا لو كان عندى 40 سنة كنت قتلت مرسى وجماعته كلهم، أحمد ده كان ضهرى وحمايتى وسندى أنا وأمه وإخواته كلهم.. ربنا يرحمه.. شهيد عند ربنا شهيد فى الجنة.. عريس فى السماء».. يتحدث الأب عن يوم الواقعة قائلاً «أحمد ابنى كان راجع من شغله من السيدة زينب وماكنش له أى علاقة بالمظاهرات، بس هو كان بيكره الإخوان جداً عشان الظلم اللى الناس عايشة فيه، بس اللى حصل أن هو نزل فى الشارع اللى الموجود فيه مقر الإخوان المسلمين، وبعدين كان ناس من داخل المقر بيضربوا نار على المتظاهرين فابنى أصيب بطلقتين فى الرقبة والصدر ونقلوه على المستشفى»، يستكمل الأب كلامه «تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد الأشخاص قال لى إن أحمد مصاب وفى المستشفى رحت لقيت ابنى عند ربنا، ماااات، أحمد كان دمه اتصفى كله، ابنى ماااات يا مرسى، مات يا بديع، مات يا شاطر عشان إيه؟ أعيش إزاى أنا وأمه ولا لمين؟». يصف الأب حالة الأم ولوعتها وحسرتها على ابنها يقول «أنا لما عرفت أن هو مات خفت رحت قولتها إن أحمد بخير. وهو مصاب برصاصتين من سلاح آلى، أعمل إيه نصيبه كده، خير، أحمد ابنك فى حالة خطرة، أحمد فى العناية المركزة، أحمد عند ربنا. مااات شهيد، أحمد مات. وانطلقت صرخاتها التى لم تتوقف حتى سقطت فى حالة إغماء». وجه الأب رسالة إلى مرسى وجماعة الإخوان المسلمين قائلاً لهم «ابنى خلاص ودع الجميع يوم الاثنين الماضى راح فى مكان أفضل، مفيش فيه مرسى ولا جماعته راح عند ربنا.. بس أنا مش هسيب حقه.. ارحل يا مرسى خربت البلد وحرمتنى من ابنى.. دمه بين إيديك». أخبار متعلقة: "اقتلنى.. قتلى ما هيعيد دولتك تانى" والد الشهداء: الأول استشهد في "25يناير" والثانى قتله اللصوص والثالث أمام "الإرشاد" أسرة الشهيد كريم عاشور: نزل لشراء طلبات لأخته الصغرى فعاد جثة هامدة أسرة وجيران الشهيد عبدالرحمن: "ربنا ينتقم منك يا مرسى" «ناردين» : شاهدتهم يقتلون الثوار.. فقتلوها شقيق «يسرى»: «قتلوا أخويا بدم بارد»