مصر وسوريا.. «نسيج» واحد

كتب: سلمى سمير

مصر وسوريا.. «نسيج» واحد

مصر وسوريا.. «نسيج» واحد

«صناعة مصرية بأيدٍ سورية»، جملة لفتت انتباه البعض عند شرائهم للملابس فى الفترة الأخيرة، فصوروها ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعى مختلفين حولها، فبينما استشهد بها البعض على نشاط السوريين فى مصر ورغبتهم فى العمل أمام كسل المصريين الذين يملأون المقاهى منتظرين فرص عمل، اعتبرها البعض الآخر لطمة على جبين الصناعة المصرية التى سيطر عليها السوريون.

عبدالله حمصى، سورى مقيم فى مصر وصاحب مصنع للملابس، بدأ منذ 6 سنوات فى العمل الجاد بمصر عازماً على بدء حياة جديدة بعد أهوال الحرب فى سوريا: «نحن نتعامل على أننا والشعب المصرى نسيج واحد، فكرنا فى جملة تربط الشعبين ببعض ووجدنا عبارة ملابس مصرية بأيدٍ سورية معبرة جداً، نحن عمالة سورية تعمل على أراضٍ مصرية، والمصريين عجبتهم العبارة وتجاوبوا معنا».

{long_qoute_1}

الحال نفسه بالنسبة لـ«كفاح غنايمى»، صاحب مصنع ملابس سورية فى مدينة العبور، الذى جاء إلى مصر منذ عام 2012 بعد سقوط حلب مسقط رأسه فى أيدى المعارضة، ولم يجد فى مصر سوى كل الحب من جانب المصريين الذين احتضنوه وساعدوه: «الصناعة السورية معروفة بجودتها فى الشرق الأوسط، معظم العاملين فى مصانعنا مصريون بنسبة 80% مفيش أى فرق بينا وبين المصرى إننا نسيج عربى واحد، نسبة كبيرة جداً من المصريين تناقلوا الخبرات بعد العمل بمصانعنا وفتحوا مصانع خاصة بهم وده شىء يسعدنى جداً»، فكر «كفاح» وغيره من السوريين العاملين فى مجال الصناعة منذ بداية عملهم فى مصر فى جملة تلفت انتباه الزبون فلم يجدوا أفضل من «صناعة مصرية بأيدٍ سورية» كشعار تسويقى للمصانع السورية، الشق الأول من الجملة يعبر عن فخرهم بأنهم يعملون على الأراضى المصرية، والشق الثانى ليثبتوا أن الصناعة السورية ما زالت موجودة ومحتفظة بجودتها المعروفة بها وأيضاً للربط بين الشعبين العربيين: «الوضع بمصر لم يختلف كثيراً عن سوريا ولكن غرفة الصناعة بمصر نادراً ما تبحث فى الأزمات التى تصادفنا كغلاء الخامات والتصدير مثلما كانت تفعل غرفة الصناعة بحلب وهذا شىء نفتقده كثيراً».

ومن الصعيد لوجه بحرى انتشرت العبارة فى معظم مصانع الملابس، أحمد عارف، مصرى صاحب مصنع ملابس فى المنيا، يتعامل مع السوريين، لاحظ خلال فترة عمله أن العامل السورى يختلف عن المصرى ويراعى ضميره، وهذا سر تميزهم فى مصر: «رد فعل الناس على بضاعتهم ممتاز، السوريين هما اللى كتبوا الجملة دى بنفسهم كشعار لمنتجاتهم لتميزها عن المنتج المصرى الخالص، وملابسهم مطلوبة بشكل كبير فى السوق».

منذ فترة والملابس السورية لها زبونها الخاص، حلب من أقدم المدن فى مجال تصدير الملابس بالشرق الأوسط، عبير حمدى، ربة منزل، اشترت الكثير من ملابس الأطفال السورية الملصق عليها هذه العبارة وكانت تجربتها جيدة جداً: «وأنا بشترى لبس لأولادى الجملة لفتت انتباهى، وعرفت إن محل ملابس جاهزة مصرى عمل أقسام للعمالة السورية وسجل ده على بادجات اللبس على إنها صناعة مصرية بأيدى سورية»، ولتعبيرها عن جودة هذه الصناعة، نشرت إخلاص محمد، صورة لتيكيت ملصق على شرابات انتشرت فى الفترة الأخيرة بالسوق المصرية مصنوعة بأيدٍ سورية على موقع التواصل الاجتماعى: «فعلاً لقيت الجملة دى على شرابات أنواعها ممتازة جداً مقاسها رائع وخامتها جيدة جداً وألوانها تحفة وثمنها من ٥٫٥ لـ٧٫٥ وهو سعر مناسب جداً».

 


مواضيع متعلقة