«الثقة».. الفريضة الغائبة فى الصناعة المصرية

08:29 م | الأحد 29 يناير 2017

«بكل فخر.. صُنع فى مصر» عبارة ذيّلت إعلاناً تليفزيونياً شهيراً، أثارت نوازع الوطنية لدى العديد من المصريين فاستجابوا للحملة الترويجية الضخمة التى تبنّاها الجميع، حكومة وشعباً، من أجل إنقاذ الصناعة المصرية والنهوض بها لتشجيع الإنتاج المحلى. حملات رسمية وغير رسمية، إعلانات ترويجية، مبادرات شعبية من رواد السوشيال ميديا، محاولات كثيرة ومتتابعة خلال فترات زمنية متقاربة، الهدف منها حث المصريين على شراء المنتج المحلى فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، وفك «عقدة الخواجة» لدى مهاويس «البراندات»، بعض هذه الحملات لقى ردود فعل واسعة، والبعض الآخر ما زال يتلمس الطريق من أجل الوصول إلى هدف واحد وهو إنقاذ الصناعة المصرية.

{long_qoute_1}

«لماذا لا يثق المصريون فى منتجات بلادهم.. ولماذا هناك شغف بشراء المنتجات المستوردة والتفاخر بارتداء أفخر الملابس التى تتبع الماركات العالمية؟»، سؤال وجهته «الوطن» ضمن حملتها الداعمة للصناعة المصرية، فكانت الإجابة فى صورة سؤال أيضاً: «ولماذا لا نحصل على منتج مصرى بنفس جودة المنتج المستورد؟»، موجهين أصابع الاتهام إلى المُصنّع المصرى بأنه مسئول عما وصلت إليه الصناعة المصرية من تدهور. وهو ما دعا نواب اللجان الاقتصادية بمجلس النواب إلى المطالبة بتعديل التشريعات للنهوض بالصناعة، باعتبار الإصلاح التشريعى أهم الحلول، مؤكدين أن معظم التشريعات الاقتصادية عفا عليها الزمن، حيث تم إعدادها منذ 50 عاماً. كما طالبوا بأن تكون مصر منتجة لتقليل الاستيراد من الخارج وتعويض العملة الأجنبية.

وبينما تتواصل الحملات الداعمة والمحفزة لشراء المنتج المحلى، تواصل الهيئة القومية للإنتاج الحربى إنتاجها الغزير الذى يحفظ ماء وجه الصناعة المصرية، حيث ينتج 18 مصنعاً حربياً أجهزة ومعدات تُستخدم فى كل البيوت المصرية وبجودة عالية بدءاً من عدادات الكهرباء، والمياه، بالإضافة إلى أنبوبة البوتاجاز، والأوانى المنزلية، والأجهزة الكهربائية من بوتاجازات، وثلاجات، وتكييفات، والعديد من الأجهزة الأخرى. كذلك الهيئة العربية للتصنيع التى أنشئت فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والتى تدخل فى إنتاج العديد من المشروعات الكبرى. عبر 3 حلقات تفتح «الوطن» ملف الصناعة المصرية وما تواجهه من مشاكل وتحديات لتعود عبارة «صُنع فى مصر» إلى كل بيت مصرى. فى الحلقة الأولى، التى تنشر اليوم، تدعم «الوطن» المنتج المصرى، وتستعرض الحملات التى تنادى بذلك. وفى الحلقة الثانية تتناول هموم الصناعة المصرية وأوجاع المصنّعين وكافة المشاكل التى تواجه الصناعة وأبرزها الدولار والطاقة ونقص الأراضى والمصانع المغلقة منذ ثورة 25 يناير. أما الحلقة الثالثة والأخيرة فتتناول الصناعات الحرفية التى تواجه هى الأخرى مشاكل سواء فى التصنيع أو التسويق على الرغم من أنها تلعب دوراً مهماً وتمثل رافداً محورياً من روافد التنمية لكثير من الأسر المصرية وتسهم فى مكافحة البطالة والتخفيف من حدة الفقر.