«عيدة» وأطفالها ضحايا التفكك الأسرى: سابنى عشان واحدة تانية

كتب: محمد غالب

«عيدة» وأطفالها ضحايا التفكك الأسرى: سابنى عشان واحدة تانية

«عيدة» وأطفالها ضحايا التفكك الأسرى: سابنى عشان واحدة تانية

زوجة معلقة وأم تحمل فى رقبتها ثلاثة أطفال، تركها زوجها حبيسة كرسى متحرك، ورحل ليتزوج من امرأة أخرى. فى حارة المرسى بالجيزة، ترقد الأم المصابة بشلل أطفال على كرسى لا يتحرك إلا بأيدى أطفالها، تحمل هم «اللقمة» التى تتوفر بالكاد، تنسى نفسها ولا تفكر سوى فى إطعام أطفالها، تحزن عندما ترى فى أعينهم نظرات الحزن التى تنم عن معاناة، فتقول: «منّه لله».

تعانى عيدة غريانى، من زوج لا يتحمل المسئولية، تركها وهى عاجزة عن العمل رافضاً الإنفاق حتى على أولاده: «أنا مش عايزة منه حاجة غير إنه يطلقنى عشان أعرف آخد معاش وأصرف على العيال دى، عيالى اتبهدلوا معايا، واضطريت أقعدهم من المدرسة».

الزوج الذى تزوج بأخرى لم يؤمّن لها مأوى ولا يرسل لها أى أموال لتنفق منها: «حاولت أعمل معاش أتسند عليه بدل ما أطلع أقعد فى الشارع، قالولى مينفعش لأنك على ذمة راجل.. هو فين الراجل ده؟».

الظروف أجبرتها على أن تخرج ابنها الكبير «محمد» والأصغر منه «مصطفى» من المدرسة: «هو فيه أم مش عايزة ولادها يتعلموا؟». حال أولادها أكثر ما يحزنها، تتذكر يوماً سألها الأطفال على وجبة تسد جوعهم، فردت: «معلش استحملوا لحد بكرة».

تعيش «عيدة» وأطفالها الثلاثة على المساعدات التى تأتيها من أهل الخير، وعندما تغيب عنها ينقطع الأكل والشرب: «ساعات بجيب رجول فراخ أسلقها واعمل على شربتها أى حاجة، ما العيشة غالية واللى زينا ميقدروش عليها». تأمل «عيدة» أن يعوضها أطفالها عن غدر الرجال: «محدش بينفع الواحدة غير عيالها، لا زوج ولا أب ولا عم ولا خال، وأنا أملى فى عيالى كبير، بكرة يكبروا ويشتغلوا ويعوضونى عن الأيام دى».


مواضيع متعلقة