حكايات من «دفتر الشقا»: «الغلاء وانخفاض الأجور».. معادلة تجبر المصريين على العمل فى وظيفتين

حكايات من «دفتر الشقا»: «الغلاء وانخفاض الأجور».. معادلة تجبر المصريين على العمل فى وظيفتين
- أحمد حسن
- إدارة الشركة
- إصابة نجل
- ارتفاع الأسعار
- البوابات الإلكترونية
- التاسعة مساء
- التخليص الجمركى
- التعليم الفتوح
- التعليم المفتوح
- الثالثة عصرا
- أحمد حسن
- إدارة الشركة
- إصابة نجل
- ارتفاع الأسعار
- البوابات الإلكترونية
- التاسعة مساء
- التخليص الجمركى
- التعليم الفتوح
- التعليم المفتوح
- الثالثة عصرا
- أحمد حسن
- إدارة الشركة
- إصابة نجل
- ارتفاع الأسعار
- البوابات الإلكترونية
- التاسعة مساء
- التخليص الجمركى
- التعليم الفتوح
- التعليم المفتوح
- الثالثة عصرا
- أحمد حسن
- إدارة الشركة
- إصابة نجل
- ارتفاع الأسعار
- البوابات الإلكترونية
- التاسعة مساء
- التخليص الجمركى
- التعليم الفتوح
- التعليم المفتوح
- الثالثة عصرا
4 ساعات يومياً، ما بين الخامسة عصراً، والتاسعة مساء، هى كل حصيلة أشرف محمد أحمد من النوم، منذ 4 سنوات كاملة، فالرجل الأربعينى لم يجد طريقة للتغلب على ارتفاع الأسعار والوفاء بمتطلبات أسرته المكونة من 6 أولاد إلى جانب زوجته، إلا العمل فى «وظيفتين»، ليقضى نحو 20 ساعة يومياً بين العمل والمواصلات.
{long_qoute_1}
أشرف ليس حالة فريدة فى مصر، فهناك مثله آلاف «الشغيلة»، الذين نال التعب والإجهاد من وجوههم ورسم ملامحها الشقاء، نتيجة ساعات العمل الطويلة وقلة النوم، على أمل تحقيق دخل أفضل لأسرهم إلا أن الغلاء يأتى غالباً ليلتهم «عرقهم».
يقول أشرف، الذى يقيم فى شارع المنشية، المتفرع من ميدان الطوابق بشارع فيصل بالجيزة: «باشتغل أمين معمل الصبح فى مدرسة حكومية بنظام التعاقد وبقبض 850 جنيه، بخلص شغل وبروح البيت أنام 4 ساعات من قبل المغرب لحد العشا، وممكن ما أعرفش أنام بسبب الدوشة بتاعة العيال، وقبل الساعة 10 بنزل من البيت وأطلع على الشغل التانى اللى أنا باشتغل فيه موظف أمن فى مول الطالبية وبقبض منه 1000 جنيه». {left_qoute_1}
وبنبرة ممزوجة بالحزن، يضيف أشرف: «كل عيالى فى مراحل تعليمية مختلفة، عندى البنت الكبيرة فى سنة تانية جامعة، والبنت التانية فى 3 ثانوى، وسهيلة فى أولى ثانوى، وعمر فى 3 إعدادى، ومى فى 3 ابتدائى ومحمد فى حضانة، البنت اللى فى تالتة ثانوى كانت بتاخد مصروف يومى 70 جنيه عشان الدروس الخصوصية، ده غير مصاريف باقى العيال اللى كلهم فى مراحل تعليمية مختلفة».
ويضيف: «يومى عبارة عن حلقة ودائرة مغلقة ليس فيه أى جديد، وغير معروف بدايته من نهايته، لأنه لا يبدأ من الصباح مثل باقى الموظفين أو المواطنين، أنا بخلص شغلى فى المول الساعة 7 الصبح وبطلع منه على شغلى فى المدرسة، وبارجع أنام كام ساعة قبل ما أروح الشغل التانى لحد 7 الصبح، دايرة وبنجرى فيها ومش عارفين نخرج منها ومحدش حاسس بينا».
ويتابع الرجل صاحب اللحية السمراء: «مراتى بتصرف لوحدها فى الشهر 150 جنيه على العلاج، ده فيه علبة بنشتريها لوحدها بـ100 جنيه، ده غير حالات التعب الطارئة بتاعة العيال اللى ما بيكونش معمول حسابها، أكتر حاجة بتتعبنى نفسياً إنى باشتغل كتير وبقبض قليل، ده غير إن الجنيه بقى ضعيف جداً وما بيشتريش حاجة، وعشان كده ما بنقدرش نعدى الشهر من غير ما نستلف، أنا عليَّا 1000 جنيه لشركة الكهربا و250 جنيه للغاز، ده غير إنى مديون لواحد جارنا فى الشارع بـ5 آلاف جنيه كنت سالفهم منه من فترة ومش قادر أردهم ومحرج منه، والراجل شايف حالى ومش قادر يقول لى هات الفلوس اللى عليك، أنا كل حلمى فى الحياة إن عيالى تتعلم كويس ويتجوزوا».
{long_qoute_2}
صبرى مصطفى، 39 سنة، يعمل نهاراً كفنى لتركيب البوابات الإلكترونية ويعمل حارس أمن ليلاً، يبدأ يومه فى الثامنة صباحاً، وينتهى فى الساعة السابعة من صباح اليوم التالى، وهو ما بين هذا وذاك يدور فى حلقة مفرغة: «باشتغل فى أى حتة فى القاهرة، فى التجمع و6 أكتوبر والرحاب تبع شركة خاصة متخصصة فى تركيب البوابات الإلكترونية وبنخلص شغل الساعة 5 المغرب، وممكن نتأخر عشان ظروف الشغل بخلص وأروح البيت على الساعة 7 أو 8 بالليل، أخطف لى ساعتين نوم، لو عرفت قبل ما أطلع على شغلى التانى فى شارع الهرم الساعة 10ونص بالليل لحد تانى يوم، وطبعاً ما بنعرفش ننام لأننا اللى بنحرس المكان اللى بنشتغل فيه». يضيف صبرى: «بقبض من شغلى الأول 1500 جنيه، والتانى 1000 جنيه، يعنى بشتغل أكتر من 16 ساعة يومياً ودخلى كله 2500 جنيه، ولو فيه يوم رجعت متأخر من الشغل ومقدرتش أروح الشغل بتاع بالليل يتخصم منى على طول»، ويبرر الشاب عمله كل هذا الوقت قائلاً: «أنا مديون بـ25 ألف جنيه وعاوز أردهم بعد ما اشتريت شقة فى فيصل الحمد لله، وأنا فى الشغل بتصعب عليَّا نفسى بكون تعبان جسدياً وذهنياً وبشتغل بالعافية رغم إن شغلى بالنهار بيكون محتاج تركيز ومجهود عالى، لأنى بركب مواتير للبوابات الإلكترونية ودى مش حاجة سهلة لأنها تحتاج دقة عالية، وبالليل طبعاً ما ينفعش ننام».
لم يختلف حال أحمد حسن، الشاب الثلاثينى عن سابقيه، فهو يعمل مندوب مبيعات بإحدى شركات توزيع المواد الغذائية نهاراً، ومندوب مبيعات فى إحدى شركات توزيع المنظفات ليلاً.
يخرج أحمد من بيته فى حى بولاق الدكرور فى تمام السابعة والنصف صباحاً ليصل إلى مقر الشركة بالمريوطية قبل التاسعة صباحاً، يستقل السيارة المحملة بالمواد الغذائية كما اعتاد يومياً، ويذهب إلى أحياء الدقى والمهندسين والعجوزة ليوزع ما بحوزته من منتجات، حتى ينتهى من عمله بعد السادسة مساء، ويسلم السيارة فى الشركة قبل أن يذهب إلى عمله الثانى الخاص بتوزيع المنظفات ويتسلم سيارة أخرى محملة بهذه المواد ويذهب إلى حيث الجهة التى تحددها إدارة الشركة، لينتهى من هذا العمل فى تمام الثانية صباحاً، ويعود إلى بيته وينام ساعات معدودة قبل أن يستيقظ فى السابعة مثل كل يوم، هذا برنامج أحمد اليومى الذى يخلو من أى مفاجآت أو تجديد يكسر ملل الحياة وصعوباتها.
يقول أحمد: «بقبض فى شغلى بتاع الصبح 2200 جنيه، وأنا المندوب والسائق فى نفس الوقت، وبالليل المفروض أقبض 1000 جنيه لكن مفيش ولا مرة حصلت المبلغ ده بسبب الركود فى الأسواق، وممكن أتحصل على 600 جنيه فى الشهر، أنا متزوج وعندى طفلان، البنت فى سنة رابعة ابتدائى، والولد عنده 6 سنين وداخل سنة أولى ابتدائى السنة الجاية، وتخرجت من معهد اللاسلكى وبكمل تعليم مفتوح كلية تجارة، وأدفع 450 جنيهاً إيجاراً شهرياً للشقة التى أسكن فيها، دون إضافة الكهرباء والغاز».
ويتابع الشاب الثلاثينى: «الواحد حاسس إنه زى الآلة، بيجيب فلوس بس، بيصحى الصبح وعياله نايمين، ويرجع بالليل وهما برضه نايمين، لا بقعد معاهم، ولا بفسحهم، يدوب نأكلهم ونشربهم، حتى يوم الجمعة باشتغله عشان أعوض نقص المبيعات، ومع التعب ده كله عمرى ما بقفل 3 آلاف جنيه فى الشهر، حاسس إنى ترس فى طاحونة، تعبت جسدياً، لكن ما باليد حيلة لازم نتعب عشان نعيش فى مصر، الأسعار غليت والأسواق فيها ركود من 7 شهور، احنا شغالين دلوقتى بس عشان ناكل ونشرب وساعات بنستلف عشان نقدر نكفى بيتنا».
إسلام أشرف محمد، شاب يبلغ من العمر 26 سنة، متزوج ولديه طفلان، ويقيم فى منطقة صفط اللبن، يعمل فى شركة أدوية خاصة نهاراً، وفى صيدلية خاصة ليلاً، ورغم الساعات الطويلة التى يقضيها فى العملين إلا أنه بالكاد يغطى مصروفات أسرته. {left_qoute_2}
«بروح الشغل الساعة 9 الصبح وبخلص الساعة 5 ونص فى المريوطية، وبارجع على البيت فى صفط اللبن أريح لى شوية وبعدين أطلع على الصيدلية الساعة 6 أو 6 ونص وأرجع منها الساعة 12 بالليل، وكل يوم على الحال ده، الواحد بالعافية ممكن ينام 5 ساعات لكن ما بلحقش أقعد مع عيالى ولا مع عيلتى ولا أحضر أى مناسبة أو نخرج نتفسح»، ويتنهد الشاب العشرينى قليلاً ثم يكمل: «أتقاضى 1400 جنيه من العمل الصباحى و400 أو 500 جنيه فى العمل المسائى. وهذا يعنى أنى لا أكمل 2000 جنيه فى الشهر رغم عملى لمدة 14 ساعة يومياً، وهذا المبلغ يكفينى الحمد لله، لكنه لا يسمح بادخار أى شىء منه خاصة مع ارتفاع الأسعار فى الوقت الراهن».
ويتابع الرجل: «إذا أردت شراء جهاز كهربائى جديد أضطر للاستدانة أو دخول جمعية، ومؤخراً قمت بشراء جهاز تكييف، ليس ترفاً لكن كنت مجبراً على ذلك لإصابة نجلتى مرام، التى تبلغ عاماً ونصف العام بمرض نادر لا يصيب إلا شخصاً واحداً من كل 10 آلاف شخص، وتصاب الطفلة بتشنجات إذا زادت حرارتها على 28 درجة».
ويتوقف إسلام قليلاً قبل أن يقول: «مفيش حاجة مكفية واللى جاى على قد اللى رايح، أنا بصراحة بعانى من قلة النوم، ما بلحقش أقعد مع عيالى لأنى لو أخدت أجازة من شركة الأدوية بروح الصيدلية بالليل، ويتابع: «أكتر من 80% من أصحابى اللى فى سنى بيشتغلوا شغلانتين عشان يقدروا يعيشوا فى الطاحونة إلى احنا فيها».
أما سيد إبراهيم، 32 سنة، متزوج ولديه طفلتان، الأولى يبلغ عمرها 6 سنوات والثانية 3 سنوات، فيعمل إخصائى شئون تعليم بإحدى كليات جامعة القاهرة منذ 8 سنوات، من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، قبل أن يقوم بالذهاب إلى مدينة الشيخ زايد للعمل فى أحد المولات الشهيرة كمراقب كاميرات من الساعة 4 عصراً وحتى منتصف الليل، أو من الساعة 11 مساء حتى السابعة صباحاً فى الظروف الاستثنائية خاصة فى أوقات امتحانات الدراسات العليا، يقول الرجل: «بادرس دبلومة محاسبة ومراجعة فى كلية التجارة، جامعة القاهرة، وفى نفس الوقت بادرس دبلومة مهنية فى التعليم المفتوح، الدبلومة الأولى بتشترط حضورى لكن الثانية فى التعليم الفتوح لا تشترط الحضور».
ويضيف سيد: «بقبض 1100 جنيه من الجامعة لأنى لسه ما اتعينتش، وبقبض من شغلى فى المول 1500 جنيه، يعنى كل اللى باقبضه 2600 جنيه، وأكثر ما يضايقنى هو البعد الدائم عن الأولاد، كما أن قلة النوم تعصبنى جداً طوال الوقت، الفلوس كلها رايحة على مصاريف البنتين والأكل والشرب».
وليد صديق محمد، 35 سنة، يقيم فى نهاية شارع ناهيا بالجيزة، متزوج منذ 3 شهور فقط، ويقيم فى شقة بالإيجار، اضطر إلى ترك عمله الصباحى فى إحدى شركات التخليص الجمركى بالقاهرة بسبب انشغاله فى تجهيز مستلزمات الزواج، واكتفى بعمله المسائى فى سوبر ماركت، لكنه يقوم بالعمل فى ورديتين متتاليتين لمدة 16 ساعة لتعويض انخفاض الدخل والإنفاق على أسرته الصغيرة ودفع ديون الزواج وإيجار الشقة.
يقول وليد: «أنا دلوقتى بدوّر على شغلانة الصبح مكان الوظيفة اللى سبتها، عشان أعوض الدخل اللى كان بيجيلى قبل كده، حالياً أنا بشتغل فى السوبر ماركت من الساعة 4 عصراً لحد الساعة 11 مساء، أو من الساعة 11 مساء حتى الساعة 7 صباحاً، حسب موعد الوردية لأننا نغيرها كل أسبوع، وبقبض 1100 جنيه شهرياً، طبعاً المبلغ ده ما يكفيش أى حاجة، والقطاع الخاص بيستغل الشباب، ولما بيكونوا عاوزين يخلصوا من حد بيضايقوه، لكن الحمد لله ربنا ما بيسيبش حد ومحدش بيبات من غير عشا».
- أحمد حسن
- إدارة الشركة
- إصابة نجل
- ارتفاع الأسعار
- البوابات الإلكترونية
- التاسعة مساء
- التخليص الجمركى
- التعليم الفتوح
- التعليم المفتوح
- الثالثة عصرا
- أحمد حسن
- إدارة الشركة
- إصابة نجل
- ارتفاع الأسعار
- البوابات الإلكترونية
- التاسعة مساء
- التخليص الجمركى
- التعليم الفتوح
- التعليم المفتوح
- الثالثة عصرا
- أحمد حسن
- إدارة الشركة
- إصابة نجل
- ارتفاع الأسعار
- البوابات الإلكترونية
- التاسعة مساء
- التخليص الجمركى
- التعليم الفتوح
- التعليم المفتوح
- الثالثة عصرا
- أحمد حسن
- إدارة الشركة
- إصابة نجل
- ارتفاع الأسعار
- البوابات الإلكترونية
- التاسعة مساء
- التخليص الجمركى
- التعليم الفتوح
- التعليم المفتوح
- الثالثة عصرا