الاتحادية.. القمع في زمن مرسى

الاتحادية.. القمع في زمن مرسى
«خلف كل قيصر يموت.. قيصر جديد» يسحل ويعرى الوطن، يطلق الرصاص على صدور من طالبوا بنسائم الحرية، «قيصر» يفتح النيران على رقاب من رفعوا هاماتهم فى وجه القمع وجنود الأمن، يقطع على الثورة الطريق، ويعلن فى وجهها حالة الطوارئ. آثار حبل الشنق لا تزال باقية على جسد الوطن، حبل عُذّب به شاب لم يبلغ الثلاثين من عمره، آثار التعذيب على جسده تنبئ بعصر فيه القمع أداة للبقاء فى وجه المطالب.
أصوات سيارات الإسعاف لم تحجب صوت الرصاص، وأضواء الليزر التى اخترقت سحب الغاز لم تلهِ رجال الأمن عن حفلات السحل والضرب الجماعية، سيارات الأمن المركزى امتلأت كما امتلأت سيارات الإسعاف، إلى وجهتين مختلفتين، الأولى إلى معسكرات مورس فيها القمع ولا يزال، والثانية إلى مستشفيات لا يحصل فيها الإنسان على ما يليق بكونه إنساناً من علاج.
يحدث فى مصر فقط، أن يتلقى أحدهم رصاص الأمن فى بطنه، فيؤثر الرحيل إلى المنزل بتلك الرصاصات على الاستسلام والسقوط من شدة الإعياء كى لا يقع بين يدى من لا يرحم. يحدث فى مصر فقط، أن يسقط من اشتعل رأسه شيباً برصاص فلا يلقى ممن هم فى أعمار أولاده إلا مزيداً من الضرب. وفى مصر فقط تستمر حفلات التعذيب الجماعى فى معسكرات الأمن حتى تودى بحياة من عُذبوا.
فى مصر فقط تتحول مطالب المصابين فى المستشفيات من «عيش.. حرية عدالة.. اجتماعية» إلى مطالب بخدمة علاجية تليق بالبشر. فى مصر فقط تستمر لعبة الكراسى، على ذات الإيقاع، يتبادل الكل المقاعد فيحل «الإخوان» محل «الوطنى»، من السجون إلى القصور، ويحل فلول «الوطنى» محل «الإخوان» من القصور إلى السجون، ويبقى سيناريو القمع والتعذيب أيسر الأساليب لرد المظالم.
مشهد واحد ضمن مشاهد مألوفة فى مصر مع تتابع الحكام، نفس رائحة الغاز المسيل للدموع، نفس هراوات الأمن التى تسعى لإخراس الألسنة، ونفس التبريرات الشرطية للتعامل الأمنى مع التظاهرات السياسية «بلطجية»، جملة تشير إلى جهاز شرطى لم يصِل بعد إلى درجة الاحترافية حتى مع يمكن وصفه بأعمال شغب.
أخبار متعلقة:
«جمال» سقط بطلقات خرطوش ولم ترحمة هراوات «الأمن»
«عبدالرحمن» خرج متظاهراً ضد «مرسى».. فعاد بلا «طحال»
«عمرو» شهيد «الاتحادية».. «منجد» وعضو «التيار الشعبى» خرج بحثاً عن «اللقمة» وعاد جثة هامدة
«حمادة» اتسحل وشمت فينا «آسفين يا ريس»