بروفايل: أحمد ناجى.. «جريمة الإبداع»

كتب: نورهان نصرالله

بروفايل: أحمد ناجى.. «جريمة الإبداع»

بروفايل: أحمد ناجى.. «جريمة الإبداع»

يتحرك قلمه على الورقة البيضاء أمامه بانسيابية تامة، يتوقف للحظات ليرتشف قهوته من الفنجان الصغير القابع أمامه، ثم تسطع الأفكار فى ذهنه سريعاً فيسابق أنامله فى كتابتها، وهو لا يعلم بعد أن إبداعه سيصبح جريمة يعاقب عليها القانون وفكره الأدبى سيقيد بنصوص تخالف الدستور، ليقع أحمد ناجى فى ثقب أسود بين نصوص القانون، لا أحد يعلم مصيره، بعدما علت المطالب بحريته لأنه متهم بارتكاب حق ديمقراطى مُجرّم.

نشر «ناجى» فى أغسطس عام 2014، الفصل الخامس من روايته الأخيرة «استخدام الحياة»، فى العدد الذى يحمل رقم «1097» لجريدة «أخبار الأدب»، وهو الأمر الذى مر مرور الكرام حتى نوفمبر 2015 عندما قرأ المواطن هانى صالح توفيق المقال المنشور فى الجريدة المتخصصة، ليحدث له اضطراب فى ضربات القلب، وإعياء شديد وانخفاض حاد فى الضغط، على خلفية قراءة ما وصفه بـ«الموضوع الخادش للحياء»، ليقرر تقديم بلاغ ضد كل من الكاتب أحمد ناجى، وطارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب، ليواجه «ناجى» الاتهام بخدش الحياء العام و«الطاهر» بالتقصير فى مهامه كرئيس للتحرير.

وبالرغم من أن «ناجى» حصل فى يناير الماضى على حكم بالبراءة من تهمة خدش الحياء العام بعد نشر فصل من روايته فإن النيابة قامت بالاستئناف على الحكم، ليصدر حكم محكمة جنح مستأنف بولاق أبوالعلا بحبس الكاتب سنتين، وتغريم رئيس تحرير أخبار الأدب طارق الطاهر 10 آلاف جنيه، موقعاً بذلك أقصى عقوبة على الكاتب.

«العالم أصبح مليئاً بالمفاجآت غير المتوقعة، وأصبح تمييز الوقائع من الخيالات مسألة مرهقة وصعبة، النيابة والأستاذ هانى يصرون على أن المنشور مقال وليس رواية، وبالتالى يعتبرون أن أفعال وأفكار بسام بهجت بطل الرواية، والمنشورة فى الفصل، هى وقائع اعترافات فى هيئة مقال باسمى، أحب أن أؤكد أن أحداث الفصل المنشور والرواية من وحى الخيال، وليست مقالاً صحفياً».. حاول «ناجى» الذى لم يتجاوز الـ31 عاماً، من خلال كلمات مقتضبة أن ينقل وجهة نظره ككاتب وروائى للجمهور.

لم تكن رواية «استخدام الحياة» -التى أثارت الأزمة الأخيرة- هى العمل الروائى الوحيد للكاتب الصحفى الذى بدأ عمله فى الصحافة منذ عام 2004، فقدم رواية بعنوان «روجرز» عام 2007، كما يمارس الكتابة الدورية من خلال مدونة بعنوان «وسع خيالك»، بالإضافة إلى عمله فى مجال الأفلام الوثائقية والكتابة الحرة فى مجموعة من المواقع والدوريات الثقافية.


مواضيع متعلقة