بروفايل| فايزة عبدالجواد.. حارسة "الحب في الزنزانة"

03:41 م | السبت 20 فبراير 2016

بشرة داكنة، تبرز ملامحها الحادة الغليظة، تعلوها جبهة عريضة، كثيرًا ما "بطحت" بها رجالًا ونساء، أوصاف قلما تجدها في امرأة، إلا أنها كلها اجتمعت في شخصية "فايزة"، التي قضت حياتها في الأشغال الشاقة على الشاشة الفضية، إما سجينة خلف القضبان الحديدية، أو سجانة على أبواب زنزانة، وكأنها كانت ترى السجن في السينما راحة لها من شر الدنيا، التي ودعتها، اليوم، وعبرت إلى الدار الآخرة.

فايزة عبدالجواد، أو كما يلقبونها بـ"أشهر كومبارس في السينما المصرية"، واحدة ضمن آلاف، كانوا ولا زالوا جنودًا مجهولة في عملهم، وحملوا همومها على عاتقهم، واختفوا عن أفراحها وإيرادات شبابيك تذاكرها، فمنذ أن اكتشفها العملاق رشدي أباظة عام 1957 في أثناء تصويره فيلم "تمر حنة"، لتتقاضى 75 قرشًا أجرها عنه، وتستمر في عمل استمر 59 عامًا، لم يغنها ولم يسمنها من شهرة ومال، وإنما أشبع رغباتها في ممارسة عمل محبوب لقلبها.

منذ عام 1976، وحكم صناع السينما على "فايزة" بالسجن، قضتها في الزنازين مع أصحاب "الدموع الساخنة" و"القطط السمان"، ولم تكن "خائفة من شيء ما"، وكان قرارها "غدًا سأنتقم" إلا أنها وجدت نفسها في "بحر من الأوهام" مع "نساء خلف القضبان"، فكانت "بنت مشاغبة جدًا" مع "الثعالب"، دون أن تقول "عفوا أيها القانون"، وفي أدوار أخرى، كانت تنفذ قانونهم، حارسة على أبواب "حب في الزنزانة" وفي أحيانا أخرى تحرس "الهجانة".

ورغم أن السينما لا تتذكر في مهرجانتها إلا النجوم والأبطال، إلا أن "فايزة" غيرت مشيتها من "حوش السجن"، وعدّلتها على "السجادة الحمراء" في سابقة تعد الأولى من نوعها عالميًا، حينما قام مهرجان "الإسكندرية" السينمائي بتكريمها عام 2004 عن مجمل أعمالها وأدوارها، التي تخطت الـ100 عمل، ليكون اعتذار عن تجاهل دام طويلًا وعن عمد، لـ"فايزة" ورفاقها ممن قدموا وأفنوا عمرهم في السينما المصرية.

"فايزة" بعد التكريم، لم تظهر إلا قليلًا في بعض المسلسلات، منها "زهرة وأزواجها الخمسة" و"كيد النسا"، أو باحثة عن حق المهمشين من رفاقها "الكومبارس" في معاش وعلاج بعد رحلة تعب باليومية لصناعة أضواء وشهرة نجوم، جائزتهم فيها تسريح وتهميش.