بروفايل: «مبارك».. حرامى رسمى

07:19 م | السبت 09 يناير 2016

وجهٌ قمحى عريض، تتوسطه عينان واسعتان، يعلوه شعر أبيض مصبوغ باللون الأسود، لطالما ملأت صور صاحبه شوارع مصر وواجهات مؤسساتها الحكومية، وجميع القنوات التليفزيونية على مدار 3 عقود كاملة، لكن ثورة 25 يناير حولت صاحب الوجه من حاكم «نصف إله» إلى رئيس مخلوع ومتهم، راهن حسنى مبارك صاحب رابع أطول فترة حكم بالعالم العربى على دهاء محاميه وأرباب «الدولة العميقة» فى براءته ومساعدته فى الخروج من السجن، ودافع عن نفسه وعن نزاهته المالية فى حوارات صحفية وتليفزيونية، وأتبعته «سيدة القصر» سوزان مبارك بقولها أنها لم تُدخل ذمتها أى قرش حرام طوال فترة حكم زوجها، لكن محكمة النقض كان لها رأى آخر، بعد رفضها الطعن المقدم منه ومن نجليه علاء وجمال فى قضية القصور الرئاسية، المتهمين فيها بالاستيلاء على 125 مليون جنيه من ميزانية رئاسة الجمهورية المخصصة للقصور الرئاسية، والتزوير فى محررات رسمية، ليصبح الحكم نهائياً وغير قابل للطعن، وعليه بات الرئيس المخلوع «مختلس» و«حرامى رسمى».

الحكم على مبارك المولود فى عام 1928، سيحرمه من الجنازة العسكرية كرئيس سابق لمصر حال وفاته، لأن الإدانة نهائية فى جريمة مخلة بالشرف وفقاً لمصادر قضائية. وسيحرمه أيضاً من ارتداء الرتبة أو النياشين سواء أثناء ارتدائه ملابس رسمية أو مدنية فى أى مناسبة يحضرها.

وقبيل احتفالات المصريين بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير بأربعة أيام فقط ستنظر محكمة النقض أيضاً وهى أعلى درجات التقاضى الطعن المقدم من النيابة العامة فى قضية قتل المتظاهرين التى حكم فيها ببراءة مبارك الذى يحاكم بتهمة «الاشتراك فى القتل العمد بحق المتظاهرين». والحكم المنتظر سيكون نهائياً، ما يعنى أنه لا يمكن نقضه، ليسدل الستار على ما يعرف بـ«محاكمة القرن».

بدأ مبارك، الذى يتمتع بإقامة هادئة فى جناح فاخر بمستشفى المعادى العسكرى، حياته العملية بالالتحاق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير 1949، ثم التحق بالكلية الجوية وتخرج فيها عام 1950، وترقى فى المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم اختاره الرئيس محمد أنور السادات نائباً له فى عام 1975، قبل أن يصبح رئيساً لمصر بعد اغتيال السادات عام 1981، والآن أصبح أول رئيس مصرى تتم إدانته بشكل رسمى فى قضية مخلة بالشرف.